حماس: تكثيف الاتصالات مع الوسطاء لوقف إطلاق النار في غزة

 

حماس تؤكد تكثيف الوساطات واتفاق قريب في غزة رغم المماطلة الإسرائيلية

غزة، حماس، وقف إطلاق النار، تبادل الأسرى، دونالد ترامب، صفقة غزة، إسرائيل، مفاوضات، مصر، قطر، الناتو، الحصار، القطاع، مساعدات إنسانية، الحرب على غزة.

في ظل استمرار الحرب المستعرة على قطاع غزة منذ عدة أشهر، أشار مسؤول بارز في حركة حماس، الأربعاء، إلى تصاعد وتيرة الاتصالات مع وسطاء دوليين بهدف الوصول إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، في وقتٍ تتهم فيه الحركة إسرائيل بالتهرب من الالتزامات والتلكؤ في مسار المفاوضات.

حماس: تكثيف الاتصالات ونية حقيقية لوقف الحرب

قال المستشار الإعلامي لرئيس حركة حماس، طاهر النونو، إن "الاتصالات لم تتوقف مع الوسطاء في مصر وقطر، بل تكثفت خلال الساعات الماضية". وأكد أن "حماس ترحب بأي جهود دولية أو إقليمية صادقة لإنهاء الحرب".

وأشار إلى أن الحركة متمسكة بالتوصل إلى اتفاق شامل يقوم على عدة ثوابت رئيسية، من بينها:

  • وقف دائم لإطلاق النار

  • انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة

  • إدخال المساعدات الإنسانية والغذائية

  • تنفيذ صفقة تبادل أسرى شاملة

ورغم هذه المبادرات، اتهم النونو إسرائيل بـ"مواصلة التلكؤ" وعدم إبداء جدية في الاستجابة للجهود الدولية، ما يُعرقل أي تقدم حقيقي على الأرض.

إسرائيل: الظروف "غير ناضجة" للتفاوض

في المقابل، صرح مسؤول إسرائيلي بأن الظروف الحالية "غير ناضجة بعد" لإرسال وفد تفاوضي إلى الخارج، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام العبرية. ويدل هذا على تباعد في الرؤى بين الطرفين رغم التصريحات الإيجابية التي أدلى بها الرئيس الأمريكي مؤخرًا.

ترامب: صفقة غزة "قريبة جدًا"

وفي تطور متصل، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة "بات قريبًا جدًا"، مشيرًا إلى أن الضربة التي شنتها الولايات المتحدة على منشآت نووية إيرانية ساعدت في تسريع مسار المفاوضات في غزة، خاصة فيما يتعلق بإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.

جاءت تصريحات ترامب خلال لقائه الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، في قمة الحلف في لاهاي. وأكد الرئيس الأمريكي أن "تقدمًا كبيرًا يتم تحقيقه"، وربط التطورات في إيران بشكل مباشر بتليين المواقف الإسرائيلية في ملف غزة.

خلفية التصعيد في غزة

اندلعت جولة الحرب الأخيرة في مارس الماضي، بعد انهيار هدنة هشة كانت قد صمدت لأشهر قليلة. ومنذ ذلك الحين، كثفت القوات الإسرائيلية عملياتها البرية في معظم مناطق القطاع، لا سيما جنوبه، وفرضت حصارًا خانقًا على المدن المكتظة، مع منع دخول المساعدات الغذائية والطبية، ما فاقم الوضع الإنساني.

ورغم الإدانات الدولية، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها لا تعتزم الانسحاب من المناطق التي سيطرت عليها مؤخرًا، مشيرة إلى "ضرورات أمنية" تفرض هذا الوجود العسكري الدائم.

الحصار الإنساني واستمرار القصف

أدت هذه المعطيات إلى تفاقم كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث يعيش أكثر من مليون فلسطيني في غزة في ظروف صعبة، وسط شح حاد في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب. كما تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن الوضع في القطاع قد ينذر بمجاعات وشيكة وانتشار للأوبئة في حال استمرار الحصار.

وطالبت منظمات أممية، مثل برنامج الغذاء العالمي ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، بضرورة فتح المعابر فوريًا أمام القوافل الإنسانية، والسماح للمنظمات الإغاثية بالعمل بحرية في المناطق المنكوبة.

صفقة تبادل الأسرى: البند الأهم

تشير مصادر مطلعة إلى أن ملف تبادل الأسرى هو العنصر المحوري في المفاوضات الجارية، حيث تطالب حماس بالإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين، بينهم قادة بارزون، مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم منذ اندلاع الحرب.

وقد جرت عدة جولات غير معلنة من التفاوض عبر وسطاء خلال الأسابيع الماضية، لكن الخلافات حول تفاصيل الصفقة لا تزال تعرقل التوصل إلى اتفاق نهائي. ويبدو أن التحركات الأخيرة قد تعطي دفعة جديدة لهذا المسار.

التحديات أمام الوساطة الدولية

رغم التفاؤل الحذر، فإن العديد من العقبات لا تزال قائمة أمام نجاح الوساطة الدولية، أبرزها:

  • رفض إسرائيل الالتزام بوقف دائم لإطلاق النار، حيث تصر على مواصلة العمليات "حتى القضاء على قدرات حماس العسكرية".

  • تردد الحكومة الإسرائيلية في تقديم تنازلات، خاصة في ملف تبادل الأسرى.

  • تباين المواقف داخل حماس، خصوصاً بين الجناحين السياسي والعسكري حول شروط إنهاء الحرب.

  • الخوف من تكرار انهيار الهدنة كما حدث سابقًا في مارس الماضي.

الموقف الإقليمي والدولي

تلعب مصر وقطر دورًا أساسيًا في محاولات وقف التصعيد، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، التي عادت بقوة إلى ملف غزة بعد تراجع في الأشهر الماضية. وتشير المعطيات إلى أن الضربة الأميركية لإيران أعادت تشكيل المشهد الإقليمي وأعطت زخمًا إضافيًا لمسار التسوية.

في المقابل، دعا الاتحاد الأوروبي إلى التهدئة الفورية ووقف العمليات العسكرية، محذرًا من كارثة إنسانية وشيكة في القطاع، كما حثّ جميع الأطراف على العودة إلى طاولة المفاوضات.

سيناريوهات المرحلة المقبلة

رغم الضبابية، فإن السيناريوهات المطروحة في الأفق القريب تشمل:

  1. اتفاق مؤقت على وقف إطلاق النار يسمح بإدخال المساعدات ويهيئ الأجواء لمفاوضات أطول.

  2. صفقة تبادل جزئية تفرج بموجبها حماس عن بعض الرهائن مقابل إطلاق سراح دفعة أولى من الأسرى.

  3. تصعيد عسكري جديد إذا فشلت المفاوضات وانسحبت إسرائيل من مسار الوساطة.

  4. تدويل الملف في حال تعثر كل المبادرات الإقليمية.


تعليقات