الجيش الإسرائيلي يتوعد: ما فعلناه في غزة سنفعله في إيران

 

إسرائيل تتعهد بإزالة «الخطر النووي» الإيراني وتعلن السيطرة الجوية الكاملة: تفاصيل اليوم الرابع من المواجهة

المواجهة الإسرائيلية الإيرانية، السيطرة الجوية على إيران، سلاح الجو الإسرائيلي، برنامج الصواريخ الإيراني، برنامج إيران النووي، منصّات إطلاق الصواريخ، الحرس الثوري الإيراني، حرب الظل، غارات على طهران، تصعيد الشرق الأوسط

على امتداد أربعة أيام من القصف المتبادل، يواصل الشرق الأوسط مراقبة واحدة من أخطر جولات التصعيد المباشر بين إسرائيل وإيران منذ عقود. ففي إحاطة صحافية صباح الاثنين، أكّد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنّ سلاح الجو «يُحكم قبضته على الأجواء الإيرانية»، مركّزًا ضرباته على ما وصفه بـ«أخطر مراكز التهديد النووي والصاروخي» داخل الجمهورية الإسلامية. وفيما يلي شرح موسّع لما جرى وما يعنيه ذلك استراتيجيًا.


1. خلفية الصدام وخريطة العمليات

  • بداية الحملة: انطلقت العملية الإسرائيلية فجر الجمعة 13 يونيو/حزيران، بعد أشهر من توتر بلغ ذروته مع اتهام تل أبيب لطهران بزيادة تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تقترب من العتبة العسكرية.

  • المدى الجغرافي: شملت الضربات حتى الآن أهدافًا في طهران، أصفهان، كرمنشاه، دهلران، وقواعد صاروخية في سهول خوزستان الغربية.

  • القوة الجوية: أكثر من 50 مقاتلة وقاذفة إسرائيلية، بينها «إف 35 آي أدير» الشبحية وطائرات حرب إلكترونية «جلف ستريم نخشون»، نفّذت مئات الطلعات ضد 120 هدفًا خلال 24 ساعة الأحد/الاثنين وحدهما.


2. أهداف العملية وفق تل أبيب

  1. شلّ قدرة إيران على إنتاج سلاح نووي: استهداف منشآت تخصيب اليورانيوم مثل نطنز ومنشآت الدعم في أراك وفوردو.

  2. تدمير منصّات الصواريخ الباليستية: يؤكد الجيش أنه دمّر حتى الآن «ثلث» المنصّات الثابتة والمتحركة (نحو 120/360).

  3. إضعاف القيادة والتحكم: ضرب مقارّ الحرس الثوري ومراكز القيادة والسيطرة المرتبطة بقوة الجو – فضاء الإيرانية.

  4. قطع رأس الاستخبارات: أعلنت تل أبيب اغتيال أربعة من قادة جهاز مخابرات الحرس الثوري، بينهم مدير الجهاز في طهران، ما يهدف إلى إرباك القيادة الميدانية الإيرانية.

المتحدث العسكري الإسرائيلي لخّص ذلك بالقول: «ما فعلناه في لبنان وغزة والضفة الغربية، نفعله الآن في إيران، ولكن على نطاق أكبر».


3. الردّ الإيراني ومحاولات الصدّ

  • منظومات الدفاع الجوي: تقول طهران إنها أسقطت ثماني مسيّرات إسرائيلية متطورة في دهلران، بينها واحدة من طراز «MQ‑9» الأميركية الصنع، مستخدمة منظومات «باور 373» و«سيمُرغ» المحلية.

  • إطلاق صواريخ باليستية: وفق إحصاءات إسرائيلية، أطلقت إيران نحو 370 صاروخًا باتجاه النقب وتل أبيب وميناء حيفا؛ وتدّعي إسرائيل اعتراض «الغالبية العظمى» بوساطة منظومات «حيتس» و«آرو».

  • ضربات متبادلة جديدة: فجر الاثنين، دوّت انفجارات في موسيا بمحافظة إيلام؛ مصادر رسمية إيرانية أكدت قصف «مبنى قسم الإطفاء» وتحطم منشآت خدمية، فيما تحدثت تقارير ميدانية عن تضرّر خطوط الطاقة ومستشفى الفَرَابي في كرمنشاه نتيجة الشظايا.


4. الخسائر والأرقام الأولية

الطرفقتلىمنصّات/مواقع مدمَّرةملاحظات
إيران~250 قتيلًا (رسمي إيراني غير نهائي)120 منصة إطلاق، 20 صاروخًا قبل إطلاقها، منشآت نووية وأمنيةتشمل 4 مسؤولين كبار بالاستخبارات
إسرائيل24 قتيلًاأضرار محدودة بقواعد جوية ومنشآت بنية تحتيةمعظم الخسائر جرّاء صواريخ باليستية سقطت قبل اعتراض القبة الحديدية

الأرقام تقريبية وتعتمد على بيانات رسمية وإعلامية متقاطعة حتى صباح الاثنين.


5. قراءة عسكرية: هل «السيطرة الجوية» حقيقية؟

  • عمق الضربات: نجاح إسرائيل في الوصول إلى قلب إيران يشير إلى تفوق استخباراتي وتقني (تجهيزات تشويش، دعم أقمار صناعية أميركية).

  • الدفاع الجوي الإيراني: إسقاط بعض المسيّرات لا يعني إحكام السيطرة؛ لكن فشل المنظومات في حماية منشآت استراتيجية مثل نطنز يكشف ثغرات لوجستية وتوزيعًا غير متوازن للرادارات.

  • استنزاف متبادل: مع امتلاك طهران ما يقدَّر بـ2000 صاروخ، يمكنها مواصلة الرشقات لفترة طويلة، ما يفرض على إسرائيل بقاء بطاريات الدفاع الجوي في حالة استعداد مكلفة.


6. التداعيات الإقليمية والدولية

  1. لبنان وسوريا: حتى اللحظة، لم تتسع الجبهة الشمالية سوى لاحتكاكات محدودة. حزب الله يوازن بين التضامن مع طهران وتجنب حرب مدمرة في الداخل اللبناني.

  2. الخليج: دول الخليج رفعت جاهزيتها الدفاعية وسط مخاوف من ضرب ناقلات النفط في مضيق هرمز كخيار ردع إيراني.

  3. ممرات الطاقة العالمية: أسواق النفط ارتفعت بنحو 6% منذ الجمعة، وسط مخاوف من تعطّل صادرات الخام الإيراني والعراقي.

  4. مجلس الأمن: الدول الأوروبية تطالب بجلسة عاجلة، فيما تلوّح موسكو وبكين بمبادرة تهدئة تفرض قيودًا نووية على إيران مقابل وقف الهجمات الإسرائيلية.


7. سيناريوهات مقبلة

السيناريواحتمالالملامح الرئيسة
تصعيد متدرج طويلمرتفعغارات إسرائيلية جراحية متواصلة + ردود صاروخية إيرانية مدروسة لتفادي حرب شاملة
وقف نار بوساطة دوليةمتوسطدخول أطراف كبرى (أميركا، روسيا) لترتيب صفقة «نووي مقابل هدنة»
انفجار إقليمي شاملمنخفض/متذبذبانضمام حزب الله والميليشيات العراقية – السورية، استهداف منشآت خليجية، تدخل مباشر أميركي

8. خلاصة: حرب إرادات لا تحسمها ضربة واحدة

تصريحات تساحي هنجبي عن امتلاك إيران آلاف الصواريخ رغم ضراوة الضربات الإسرائيلية تؤكد أن النزاع دخل حرب استنزاف استراتيجية. فبينما تعوّل إسرائيل على تفوقها الجوي والتكنولوجي لضرب العمق الإيراني وإبطاء برنامج النووي، تراهن إيران على عمقها الصاروخي وقدرتها على تحمّل الضربات وتوجيه رسائل باليستية مؤلمة.

النتيجة حتى الآن:

  • إسرائيل حققت مكاسب تكتيكية بتعطيل بعض القدرات النووية والصاروخية.

  • إيران أثبتت أن مخزونها الباليستي كبير بما يكفي لردع إسرائيل عن مغامرة برية أو هجوم شامل آخر.

ما لم يتدخل عامل دولي حاسم، سيستمر الطرفان في دائرة ضربات وردود قد تدوم أسابيع أو شهورًا، مع بقاء خطر الانزلاق إلى مواجهة أعنف قائمًا في كل لحظة.


ملاحظة أخيرة: يدفع المدنيون الثمن الأكبر؛ لذا دعت الأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى «تحرّك عاجل لخفض التصعيد وحماية أرواح الأبرياء». مستقبل الاستقرار الإقليمي يتوقف على مدى قدرة الدبلوماسية على كبح جماح الصواريخ قبل فوات الأوان.


تعليقات