تقييم استخباري جديد يثير الجدل حول مدى نجاح الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية
%20(1).webp)
في ظلّ تبادل التصريحات الحادة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن جدوى الضربات العسكرية الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء خلال قمة الناتو بـ لاهاي، أنه "دمّر بالكامل" المواقع النووية في إيران. كما شدّد على أن البرنامج النووي والصاروخي لطهران تضاءل لدرجة تراوح بين عقود الفشل والتراجع الكبير. وكرر تهديده بمزيد من الضربات إذا استمرّ ما وصفه بـ«الخطر الإيراني المتصاعد».
لكن في المقابل، كشفت تقييمات استخباراتية أولية صادرة عن وكالة استخبارات الدفاع الأميركية (DIA)، وهو الذراع الاستخباري للبنتاغون، أن هذه الضربات أدت إلى تأخير طفيف للبرنامج النووي الإيراني لعدة أشهر، دون القضاء عليه بشكل جذري، وأن الأضرار لم تشمل أماكن مثل فوردو ونطنز وأصفهان بشكل كامل.
1. تصريحات ترامب: تدمير شامل ونتائج باهرة
في تصريحات نارية، قال ترامب:
-
"الضربات الأميركية دمرت البرنامج النووي الإيراني بالكامل".
-
"فوردو تعرّضت لدمار شامل، ووصل عملاء إسرائيليون إلى الموقع ليؤكدوا مدى الدمار".
-
"الأسلحة النووية والصواريخ تراجعت لعقود، لقد فقد الإيرانيون ذخائر كثيرة".
-
نفى صحة أي تقارير تقلل من أهمية الضربات، واعتبرها "تضليل إعلامي".
أدخل بذلك البيت الأبيض نقاشًا سياسيًا ساخنًا حول فاعلية الضربة العسكرية.
2. تقييم استخباراتي للبنتاغون: خلاصته «تأخيرٌ فقط»
-
DIA وصفت في تقريرها أن الأضرار لم تشمل المنشآت الحيوية سابقًا مثل نطنز وفوردو وأجزاء من أصفهان.
-
لم يُدمر البرنامج، لكن تأخّر لبضعة أشهر في التطورات النووية الإيرانية.
-
جاء الرد سريعًا من البيت الأبيض، حيث وصف المتحدثة كارولين ليفيت تقييم الوكالة بأنه "غير صحيح مطلقًا"، وطالبت بالتحقيق في التسريبات.
3. ردود أميركية: بين تأكيد الضربة واتهام المؤامرات
-
ترامب أعلن عن تراجع "لعدة عقود" في البرنامج، متوعدًا بمزيد من الضربات.
-
السيناتور ماركو روبيو، وهو من أبرز المشرعين المؤيدين للضربات، صرّح أن الضرر كان جوهريًا وشاملًا، وأن إيران أصبحت أبعد ما تكون عن السلاح النووي.
-
وصف نتائج التقرير بالبنتاغون بأنها "مضللة سياسيًا"، وهدّد بالإطاحة بأي معلومات لا تقدم الصورة كاملة.
4. تصريحات إيرانية: العودة بعد الضربة
من طهران، جاءت ردود تفاوضية:
-
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية قوله إن المنشآت «تضررت بشدة»، غير أن مسؤولي الطاقة الذرية صرّحوا بأن إيران نقلت كل موادها عالية التخصيب (~60%) إلى مواقع سرية قبل الضربات.
-
الرئيس التنظيمي للطاقة الذرية، محمد إسلامي، أكد أن إيران تملك خطة لإعادة تشغيل منشآتها سريعًا، وأن الضربات لم تقضِ بالكامل على الإنشاءات.
5. ماذا يعني كل ذلك؟
تحديات الضربات العسكرية:
-
حتى مع ضرب المنشآت السطحية وتدمير أجزاء منها، تبقى المنشآت الهامة (الخفية أو السرية) صعبة التدمير.
-
الخبراء يقولون إن التصنيع النووي يعاد بسرعة، خصوصًا إذا كان معدًّا مسبقًا للعودة إلى المسار سابقًا.
السياسة مقابل الاستخبارات:
-
تأكيد ترامب الكامل بالنجاح يخدم النقطة السياسية، خصوصًا أمام القاعدة الانتخابية.
-
تقييم البنتاغون يعكس مصلحة أمنية تقنية أكثر حيادية، ويثير التساؤل حول العلاقة بين السياسة والاستخبارات.
اللعب على الرسائل:
-
طهران تخفف من الأزمة بتأكيد جاهزية النظام للعودة السريعة.
-
واشنطن تصرّ على رسائل الردع وكسب الرأي العام.
6. تقدير السيناريو المستقبلي بناءً على الضربة
السيناريو | محتمل؟ | محتوى السيناريو |
---|---|---|
استئناف إيران طريقها النووي | احتمال متوسط إلى مرتفع | إذا بقيت المنشآت تعمل جزئياً أو نقلت عملياتها. |
التصعيد الخفيف المستمر | محتمل | ضربات جديدة أو عقوبات جديدة، ربما مسار سياسي محدود. |
ضربة تالية ضد منشآت إيرانية | احتمال مرتفع | إذا صُنف ما سبق «جزئيًا» من وجهة نظر واشنطن. |
حوار مشروط وتراجع سياسي | احتمال منخفض | نادر، لكن السيناريو الدولي والتفاوض الممكن لا يزال موجودًا. |
7. خلاصة تفصيلية
-
ترامب ركّز في خطابه السياسي على إنجاز واضح، تجنب ذكر التفاصيل المشتركة.
-
البنتاغون يصرّ على الدقة والموضوعية و«تحديد الأضرار بدقة» لتقييم السيناريوهات القادمة.
-
إيران تنشر رسائل الاستعداد لإصلاح الأضرار، والأهم نقل المواد التي يمكن أن تُستخدم في صنع السلاح.
-
سنشهد لعبًا دبلوماسيًا واستخباراتيًا مكثفًا خلال الأسابيع والأشهر القادمة لقياس حجم تأثير الضربات عمليًا.
8. نصائح لك كقارئ
-
راقب ما ستقدّمه الاستخبارات الأميركية (CIA وDIA) للأسابيع القليلة القادمة.
-
انظر كيف سيعالج ترامب هذا الملف سياسيًا، خاصة قبيل انطلاق الحملة الانتخابية 2024.
-
لا تنسَ تأثير ذلك على الموقف الأوروبي – الذي يميل للضغط على طهران – أو الصيني – الذي قد يرد بعدم التسامح مع التدخل العسكري.
في النهاية، لا تزال التوترات تتصاعد، والأجهزة الأمنية والدبلوماسية حول العالم يراقبون عن كثب: هل تمكّن الغرب من تفادي نشوب مواجهة إقليمية أكبر، أم سنشهد حرب تلوح في الأفق؟