مسيرات شرق وغرب إيران واسقاط درون أميركية.. إسرائيل تهاجم مشهد

 

تصعيد عسكري غير مسبوق بين إسرائيل وإيران: غارات عنيفة، إسقاط مسيّرات، ودمار واسع

الهجوم الإسرائيلي على إيران، إسقاط مسيرات إسرائيلية، صواريخ باليستية، الحرب بين إسرائيل وإيران، عملية الأسد الصاعد، البرنامج النووي الإيراني، الرد الإيراني، غارات جوية على طهران، معسكر الحرس الثوري، تصعيد عسكري إيراني إسرائيلي، أزمة الشرق الأوسط

تشهد إيران تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق منذ أربعة أيام، حيث واصلت إسرائيل تنفيذ موجات متتالية من الغارات الجوية استهدفت مواقع عسكرية واستراتيجية في مختلف أنحاء البلاد، ضمن ما يعرف بعملية "الأسد الصاعد"، التي أطلقتها في 13 يونيو الجاري.

❖ إسرائيل تواصل ضرب أهدافها داخل إيران

أكدت وزارة الدفاع الإسرائيلية أنها أتمت بنجاح المرحلة الأولى من العملية، معلنة تدمير عدد كبير من منصات إطلاق الصواريخ والمواقع العسكرية الحساسة، إلى جانب منشآت تتبع لوزارات حكومية، أبرزها وزارة الخارجية ومباني الشرطة في العاصمة طهران.

وبحسب البيانات الإسرائيلية الرسمية، فإن العملية شملت أكثر من 50 طائرة مقاتلة شاركت في تنفيذ الغارات، وتمكنت خلال الساعات الأخيرة من تدمير نحو 20 صاروخًا باليستيًا إيرانيًا قبل إطلاقها بدقائق قليلة نحو العمق الإسرائيلي.

كما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه دمر أكثر من 120 منصة صواريخ أرض-أرض تابعة لإيران، ما يمثل ثلث القوة الصاروخية الإيرانية حسب تقديراته.

❖ إيران تعلن التصدي للمسيّرات الإسرائيلية

من جهتها، اعترضت الدفاعات الجوية الإيرانية عددًا كبيرًا من الطائرات المسيّرة التي دخلت أجواء البلاد خلال الهجمات. وذكرت السلطات الإيرانية في محافظة دهلران (جنوب غرب البلاد) أن منظومات الدفاع الجوي نجحت في إسقاط 8 مسيّرات إسرائيلية متطورة.

وأكد محافظ دهلران أن الطائرات أسقطت داخل المجال الجوي للمحافظة، وكانت تحلق في منطقة حدودية تعرف باسم "عين الصوله" التابعة لقضاء "سهل عباس".

وفي تطور خطير، أعلنت إيران تدمير طائرة مسيّرة من طراز MQ9 الأميركية الصنع، من إنتاج شركة General Atomics، والتي تم استخدامها في مهام استخباراتية متقدمة داخل العمق الإيراني.

❖ انفجارات ودمار واسع في مناطق مختلفة

في مدينة كرمنشاه غرب إيران، دوّت سلسلة انفجارات عنيفة أدت إلى تصاعد أعمدة الدخان، وتسببت في دمار واسع النطاق داخل بعض المناطق، من بينها مستشفى "الفرابي" الذي لحقت به أضرار كبيرة.

وفي مشهد شمال شرق إيران، أعلنت السلطات أن قوات الدفاع الجوي أسقطت عددًا من المسيرات الصغيرة الإسرائيلية التي حاولت تنفيذ عمليات داخل المدينة، مشيرة إلى أنها لم تتمكن من اختراق الدفاعات أو إحداث أضرار كبيرة.

أما في العاصمة طهران، فقد أدى تصاعد التهديدات والغارات إلى إغلاق البازار الكبير، ووقوع ازدحام مروري خانق نتيجة مغادرة العديد من السكان للمدينة خوفًا من تطور الأوضاع الأمنية.

وفي مدينة محمدشهر – كرج غرب طهران، تم استهداف معسكر تابع للحرس الثوري الإيراني بعدة ضربات دقيقة، ما أدى إلى سلسلة انفجارات وتصاعد أعمدة الدخان بكثافة.

❖ الرد الإيراني الصاروخي لم يتأخر

لم تمضِ ساعات على بدء الهجوم الإسرائيلي حتى أطلقت إيران مئات الصواريخ الباليستية باتجاه مواقع إسرائيلية في رد سريع، شمل أيضًا محاولات لاستهداف قواعد جوية ومراكز استخبارات.

وأكدت طهران أن العملية الانتقامية جاءت ردًا على "انتهاك سيادتها واستهداف مواقع سيادية حساسة"، في حين زعمت إسرائيل أن دفاعاتها الجوية نجحت في التصدي للغالبية العظمى من هذه الصواريخ.

❖ استهداف البرنامج النووي الإيراني

ضمن عملية "الأسد الصاعد"، استهدفت إسرائيل أيضًا مواقع ومنشآت مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، في رسالة واضحة مفادها أن التهديد النووي الإيراني لم يعد مقبولًا، خاصة مع ازدياد التوترات بشأن تخصيب اليورانيوم وتوسيع القدرات النووية الإيرانية.

وبحسب تقارير استخباراتية غربية، فإن الضربات الإسرائيلية شملت منشآت مخفية تحت الأرض في مناطق متفرقة من إيران، كان يُعتقد أنها محصنة ضد أي هجوم جوي.

❖ اغتيال قادة وعلماء نوويين

لم تقتصر العملية على القصف فقط، بل تضمنت عمليات اغتيال ممنهجة لعدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين. وتشير التقارير إلى أن "عشرات القادة الكبار" قتلوا خلال الأيام الماضية، ضمن حملة إسرائيلية مركزة على تحييد القيادات المؤثرة في البرنامجين العسكري والنووي.

ورغم رفض تل أبيب التعليق رسميًا على هذه الاغتيالات، فإن المصادر الأمنية الإيرانية أشارت إلى سقوط ضحايا من رتب عليا داخل الحرس الثوري الإيراني، إضافة إلى استهداف مراكز أبحاث حساسة.

❖ ردود فعل داخلية في إيران: هل بدأ الهروب الجماعي؟

داخل إيران، بدأت موجة من القلق الجماهيري تجتاح الشارع، مع تصاعد الدعوات الشعبية للخروج من المدن الكبرى نحو المناطق الريفية الأكثر أمنًا. وظهرت تقارير عن إغلاق مؤسسات حيوية، وشلل شبه كامل في بعض الدوائر الحكومية والتعليمية.

إلى جانب ذلك، أغلقت الأسواق المركزية في العاصمة، وهو ما يعكس حجم المخاوف من استمرار الغارات واتساع رقعتها. وبات واضحًا أن الأمن الداخلي الإيراني يواجه تحديًا كبيرًا في احتواء الذعر وحماية البنية التحتية من الانهيار.

❖ سيناريوهات ما بعد الضربات: هل نحن أمام حرب شاملة؟

يرى مراقبون أن ما يجري حاليًا بين إسرائيل وإيران يضع المنطقة على شفا حرب شاملة. فالهجمات المتبادلة خرجت من نطاق "الحرب بالوكالة" إلى مواجهة مباشرة بين قوتين إقليميتين، ما ينذر بانفجار خطير قد يمتد إلى دول الجوار، ويؤثر على الملاحة، وأسواق النفط، والاستقرار في الخليج.

ويُخشى من أن يؤدي استمرار هذه العمليات إلى جرّ أطراف دولية إلى الصراع، مثل الولايات المتحدة وروسيا، اللتين تتابعان الوضع عن كثب، وإن بطرق مختلفة.

❖ المجتمع الدولي يدعو إلى التهدئة

حتى الآن، اكتفى المجتمع الدولي بإصدار دعوات للتهدئة وضبط النفس. فقد أعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء التصعيد الحاصل، داعية الطرفين إلى "العودة للحوار وتفادي الانزلاق نحو مواجهة أوسع".

كما دعت دول الاتحاد الأوروبي إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لمناقشة التطورات، وسط مطالبات بوقف فوري للعمليات العسكرية وعودة الأطراف إلى طاولة التفاوض.

❖ هل تتوقف العمليات؟

حتى اللحظة، لا مؤشرات واضحة على نية أي من الطرفين التراجع. فإسرائيل تعتبر عمليتها بمثابة رد استباقي ضروري لحماية أمنها القومي، بينما ترى إيران أن ما حدث هو انتهاك صارخ لسيادتها يجب الرد عليه بكل الوسائل.

وبين التصعيد العسكري، والتعقيدات السياسية، وخطر الانزلاق لحرب إقليمية شاملة، يعيش الشرق الأوسط لحظة حرجة وتاريخية قد تغير شكل المنطقة للأعوام القادمة.


تعليقات