60 قتيلاً خلال 24 ساعة بالقطاع.. ومصر تقدم مقترحاً جديداً لصفقة غزة

 الجيش الإسرائيلي يوسّع عملياته البرية في غزة.. وتصاعد القلق على الأسرى وسط معاناة المدنيين

الجيش الإسرائيلي في غزة، عملية الشجاعية، أسرى إسرائيل لدى حماس، وقف إطلاق النار، نزوح غزة، عدد شهداء غزة، أطفال غزة، خطة نتنياهو، صفقة الأسرى، اجتياح بري شامل، هجمات إسرائيلية، مفاوضات حماس، مصر وقطاع غزة، البيت الأبيض غزة.

في خضم تصاعد الصراع الدامي في قطاع غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي، السبت، نطاق عملياته البرية في عدد من مناطق القطاع، خاصة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وسط معارك ضارية ومخاوف متزايدة على حياة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس، في الوقت الذي تتواصل فيه معاناة المدنيين، خصوصًا الأطفال والنساء، في ظل غياب وقف إطلاق النار واستمرار النزوح الجماعي.

60 قتيلاً خلال 24 ساعة وتصاعد الأزمة الإنسانية

أعلنت وزارة الصحة في غزة أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة أسفرت عن استشهاد 60 فلسطينيًا خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع بذلك عدد الضحايا المدنيين وسط تدهور الوضع الإنساني بشكل متسارع، إذ يعاني القطاع من نقص حاد في الغذاء والمياه والخدمات الطبية.

في هذا السياق، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن انهيار وقف إطلاق النار بين 18 و23 مارس/آذار أدى إلى نزوح أكثر من 142 ألف شخص، ليصل العدد الإجمالي للنازحين منذ بداية الحرب إلى 1.9 مليون شخص، أي ما يعادل 85% من سكان القطاع.

الأطفال.. الضحايا الأشد تأثراً بالحرب

وفي تقرير مرعب، أعلنت منظمة "اليونيسف" أن ما لا يقل عن 100 طفل يقتلون أو يصابون يوميًا في قطاع غزة منذ استئناف الهجمات، وهو ما وصفه المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، بأنه "أمر مروّع يتنافى مع كل القيم الإنسانية".

وقال لازاريني في منشور عبر منصة "إكس"، إن الحرب حوّلت غزة إلى "أرض محرّمة على الأطفال"، مؤكداً أن ما يجري "وصمة عار في ضمير الإنسانية"، وأنه "لا يمكن تبرير قتل الأطفال تحت أي ظرف"، مطالبًا بوقف فوري لإطلاق النار لحماية ما تبقى من أمل لدى الجيل القادم.

عملية برية جديدة في حي الشجاعية

في تطور ميداني جديد، أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق عملية برية موسعة في حي الشجاعية شمالي قطاع غزة. وأشار إلى أن هذه الحملة تهدف إلى توسيع "المنطقة الآمنة" والضغط عسكريًا على حركة حماس في محاولة لاستعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة منذ السابع من أكتوبر.

وذكر الجيش أن قوات اللواء 401 نجحت في تدمير بنى تحتية تابعة لحماس، إضافة إلى السيطرة على عدد من النقاط المهمة في شمال القطاع. كما شنّ الجيش قصفًا مكثفًا على مناطق شرق مدينة غزة وخان يونس ورفح.

النزوح القسري.. مشهد متكرر

تسببت الإنذارات العسكرية التي وجهها الجيش الإسرائيلي للسكان في أحياء الشجاعية والزيتون بحدوث موجة نزوح جماعي جديدة، حيث شوهدت مئات العائلات وهي تغادر منازلها تحت وابل من القصف، حاملة ما استطاعت من متاع، باحثة عن الأمان في مناطق وسط وغرب مدينة غزة.

ويُعد هذا النزوح القسري حلقة جديدة من سلسلة التشريد المستمر الذي يعاني منه سكان القطاع منذ أشهر، في ظل ظروف إنسانية صعبة للغاية وغياب أي حل سياسي أو هدنة فاعلة حتى اللحظة.

حماس: نصف الأسرى الإسرائيليين في مناطق الإخلاء

وفي خضم العمليات العسكرية، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن نصف المحتجزين الإسرائيليين الأحياء يتواجدون في المناطق التي طالبت إسرائيل بإخلائها في الأيام الأخيرة.

وأكدت الحركة أنها قررت عدم نقل هؤلاء الأسرى من أماكنهم حفاظًا على سريّة مواقعهم وتأمينهم، على الرغم من المخاطر الكبيرة التي تهدد حياتهم بسبب العمليات الإسرائيلية. وأضافت أن حكومة نتنياهو تتحمل المسؤولية الكاملة عن مصيرهم، مشيرة إلى أنه لو التزمت إسرائيل باتفاق التبادل الموقع في يناير، لكان العديد من الأسرى قد عادوا إلى ديارهم.

مقترح مصري جديد لإنهاء الأزمة

في محاولة جديدة لكسر الجمود السياسي، كشفت هيئة البث الإسرائيلية أن مصر قدّمت مؤخرًا مقترحًا جديدًا لصفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار. وُصف المقترح بأنه يمثل "حل وسط" بين مطالب إسرائيل وحركة حماس، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.

ويأتي هذا في وقت تتكثف فيه المساعي الدبلوماسية، حيث يُرتقب وصول مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف إلى المنطقة الأسبوع المقبل، حيث سيلتقي مسؤولين إسرائيليين في أبوظبي، ومن المحتمل أن يسافر لاحقًا إلى الدوحة أو القاهرة إذا سُجل أي تقدم في المفاوضات.

خطة إسرائيلية لاجتياح بري شامل

وفي تطور استراتيجي خطير، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن إسرائيل تعمل حاليًا على تنفيذ خطة لاجتياح بري شامل لقطاع غزة بقيادة رئيس أركان الجيش الجديد، إيال زامير. تهدف الخطة إلى فرض السيطرة العسكرية الكاملة على القطاع، والقضاء على ما تبقى من قواعد حركة حماس.

وأكدت الصحيفة أن الخطة تحظى بدعم مباشر من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يسعى لتحقيق نصر ميداني حاسم قبل الدخول في أي مفاوضات سياسية.

زيارة مرتقبة لنتنياهو إلى البيت الأبيض

من جانب آخر، نقل موقع "أكسيوس" عن مصادر مطلعة أن نتنياهو من المتوقع أن يزور البيت الأبيض يوم الإثنين المقبل، ليكون أول زعيم أجنبي يلتقي بالرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد عودته إلى المشهد السياسي. وتهدف الزيارة إلى مناقشة عدد من القضايا، من بينها صفقة التبادل والرسوم الجمركية.

وأشار الموقع إلى أن الزيارة تأتي في توقيت حساس للغاية، مع استمرار الضغوط الدولية على الحكومة الإسرائيلية لوقف العمليات العسكرية، والسعي نحو هدنة طويلة الأمد.


مأساة غزة تتفاقم.. فهل من أمل قريب؟

المشهد في غزة لا يزال معقدًا ومفتوحًا على جميع الاحتمالات، بين تصعيد عسكري إسرائيلي متسارع، ونداءات دولية متكررة لوقف إطلاق النار، ومبادرات سياسية لم تصل بعد إلى نتائج ملموسة. في ظل كل ذلك، يبقى الشعب الفلسطيني في القطاع، وخاصة الأطفال والنساء، هم الضحية الكبرى في هذه الحرب الطويلة، التي تُهدد بمزيد من الدمار والخراب إذا لم يتم التوصل إلى حل فوري وعادل.

تعليقات