بعد هجوم روسي مكثف.. زيلينسكي يدعو مجدداً إلى هدنة جوية

 زيلينسكي يدعو إلى وقف استخدام الصواريخ والمسيرات وسط تصعيد عسكري روسي

زيلينسكي، الحرب في أوكرانيا، القصف الروسي، المسيرات والصواريخ، المساعدات العسكرية الأمريكية، الدفاعات الجوية الأوكرانية، الصراع الروسي الأوكراني، التصعيد العسكري، الناتو، العلاقات الأمريكية الأوكرانية.

وسط تصاعد التوترات العسكرية بين روسيا وأوكرانيا، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى وقف فوري للهجمات الجوية والبحرية على بلاده، مطالبًا المجتمع الدولي باتخاذ خطوات حازمة لإجبار موسكو على إنهاء ضرباتها العسكرية.

تصعيد جديد في القصف الروسي على أوكرانيا

جاءت دعوة زيلينسكي بعد ليلة دامية من القصف الروسي العنيف الذي استهدف منشآت الطاقة الأوكرانية، حيث أطلقت روسيا 58 صاروخًا و194 طائرة مسيّرة في واحدة من أعنف الهجمات على البنية التحتية الحيوية في البلاد.

وكتب زيلينسكي على منصة "إكس" (تويتر سابقًا):
"الخطوات الأولى لإحلال السلام الحقيقي تبدأ بإجبار روسيا، المصدر الوحيد لهذه الحرب، على إنهاء هجماتها الجوية والبحرية فورًا."

وأضاف: "يجب وضع حد لاستخدام الصواريخ والمسيرات بعيدة المدى التي تسببت في دمار واسع وقتل المدنيين."

الدفاعات الجوية الأوكرانية تتصدى للهجوم الروسي

بحسب بيان رسمي صادر عن القوات الجوية الأوكرانية، تمكن الجيش من إسقاط 34 صاروخًا و100 طائرة مسيرة خلال الهجوم الأخير، مما ساهم في الحد من الأضرار الناجمة عن الضربات الجوية الروسية.

كما أعلن سلاح الجو أن هذا الهجوم شهد استخدام طائرات ميراج 2000 الفرنسية لأول مرة في التصدي للصواريخ والمسيرات الروسية، مشيرًا إلى أن هذه المقاتلات الفرنسية وصلت إلى أوكرانيا قبل شهر واحد فقط.

استهداف مباشر لمنشآت الطاقة والغاز

أكدت مصادر عسكرية أوكرانية أن القصف الروسي استهدف منشآت إنتاج الغاز ومحطات توليد الكهرباء، وهو ما أدى إلى تضرر البنية التحتية وإحداث اضطرابات كبيرة في إمدادات الطاقة في عدة مناطق بالبلاد.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان رسمي إن الضربات الجوية استهدفت منشآت للطاقة والغاز تزود المجمع الصناعي العسكري الأوكراني، معتبرة أن هذه العمليات تأتي ضمن استراتيجية لتعطيل القدرات العسكرية لكييف.

تعليق المساعدات العسكرية الأمريكية يزيد من الضغوط على أوكرانيا

يتزامن التصعيد الروسي مع تعليق المساعدات العسكرية الأمريكية إلى أوكرانيا هذا الأسبوع، مما أثار قلقًا واسعًا بشأن قدرة كييف على التصدي للهجمات الروسية في المستقبل.

ويأتي هذا القرار في ظل تدهور العلاقات بين أوكرانيا وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث أوقفت واشنطن التعاون الاستخباراتي العسكري مع كييف، مما قد يؤثر بشكل كبير على قدرة أوكرانيا على الاستجابة للهجمات الروسية بفعالية.

مخاوف من إضعاف الدفاعات الجوية الأوكرانية

يثير تعليق المساعدات الأمريكية مخاوف واسعة النطاق من أن الدفاعات الجوية الأوكرانية قد تتأثر بشدة خلال الفترة القادمة، خاصة مع استمرار الهجمات الروسية باستخدام الصواريخ بعيدة المدى والمسيرات الانتحارية.

ويرى محللون عسكريون أن التكنولوجيا والمعلومات الاستخباراتية الأمريكية كانت تلعب دورًا حاسمًا في عمليات التصدي للهجمات الروسية، ما يجعل تعليق الدعم الأمريكي تطورًا خطيرًا قد تستغله موسكو لتعزيز عملياتها العسكرية.

الرد الأوكراني: تعزيز التعاون مع الحلفاء الأوروبيين

مع تصاعد المخاوف من تقليص الدعم الأمريكي، تسعى أوكرانيا إلى تعزيز تعاونها العسكري مع الدول الأوروبية، وعلى رأسها فرنسا وألمانيا وبريطانيا، لضمان استمرار تدفق المعدات الدفاعية والمساعدات اللوجستية.

وفي هذا السياق، أكد زيلينسكي أنه يعمل بشكل مكثف مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) لتعويض أي نقص محتمل في المساعدات الأمريكية، مشيرًا إلى أن بلاده لن تتراجع عن الدفاع عن أراضيها مهما كان الثمن.

تحركات دبلوماسية مكثفة لإنهاء الأزمة

على الصعيد الدبلوماسي، تتواصل الجهود الدولية لإيجاد حل للأزمة الأوكرانية، حيث دعت الأمم المتحدة ومجموعة الدول السبع إلى وقف فوري للهجمات الروسية والعودة إلى طاولة المفاوضات.

في المقابل، ترفض موسكو أي شروط مسبقة لوقف القتال، مؤكدة أنها ستواصل عملياتها العسكرية حتى تحقيق أهدافها الاستراتيجية.

سيناريوهات مستقبلية للصراع بين روسيا وأوكرانيا

يرى محللون عسكريون أن الصراع الروسي الأوكراني قد يستمر لفترة أطول في ظل غياب إرادة سياسية حقيقية للتفاوض بين الطرفين، خصوصًا مع تصاعد التوترات بين كييف وواشنطن.

ومن بين السيناريوهات المحتملة:

  1. زيادة الهجمات الروسية على المنشآت الحيوية الأوكرانية مع استمرار انقطاع المساعدات الأمريكية.
  2. تصعيد أوكراني بدعم أوروبي عبر استخدام أسلحة متقدمة لمحاولة استهداف مواقع روسية استراتيجية.
  3. وساطة دولية جديدة لمحاولة إعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات، رغم تعنت موسكو.

 أوكرانيا تواجه تحديات غير مسبوقة

تُظهر الأحداث الأخيرة أن أوكرانيا تواجه تحديات غير مسبوقة، سواء من حيث التصعيد العسكري الروسي أو التراجع المحتمل في الدعم الأمريكي، مما قد يعيد تشكيل خريطة الصراع في المستقبل القريب.

وفي ظل هذه التطورات، ستحتاج كييف إلى استراتيجية جديدة تعتمد على تعزيز التعاون مع الدول الأوروبية، وتطوير قدراتها الدفاعية بشكل مستقل، لضمان استمرار قدرتها على التصدي للعدوان الروسي.

تعليقات