تصاعد العنف في السودان: قصف مدفعي وقتلى في أم درمان والفاشر وسط أزمة إنسانية متفاقمة
.webp)
تدخل الحرب في السودان عامها الثاني، وسط تصاعد العنف وتفاقم الأزمة الإنسانية. ومع استمرار المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تتزايد معاناة المدنيين، الذين يجدون أنفسهم محاصرين بين القصف المدفعي والاشتباكات العنيفة.
وفي تطور جديد، استهدفت قوات الدعم السريع صباح اليوم الأربعاء، مناطق سكنية في مدينة أم درمان بقصف مدفعي، ما أسفر عن مقتل طفل وإصابة خمسة آخرين. بينما تواصلت المعارك في مناطق أخرى من العاصمة، وسط نزوح جماعي وارتفاع المخاوف من انتشار المجاعة في عدة ولايات سودانية.
قصف مدفعي يستهدف أم درمان
.webp)
بحسب مصادر ميدانية، أطلقت قوات الدعم السريع قذائف مدفعية تجاه محلية كرري في مدينة أم درمان، مستهدفة أحياء الثورة شمال المدينة.
حصيلة الضحايا والخسائر:
- مقتل طفل واحد.
- إصابة خمسة أشخاص آخرين بجروح متفاوتة.
- تضرر عدة منازل نتيجة القصف.
الوضع في العاصمة الخرطوم:
تشهد العاصمة هدوءًا حذرًا، خاصة بعد المعارك العنيفة التي دارت في محلية شرق النيل خلال الأيام الماضية، والتي انتهت بسيطرة الجيش السوداني على جسر المنشية شرق الخرطوم. ومع ذلك، لا يزال الوضع الأمني متقلبًا، حيث يستمر تبادل القصف في عدة مناطق متفرقة.
قصف مدفعي يستهدف مخيم أبو شوك للنازحين في الفاشر
لم تقتصر عمليات القصف على العاصمة الخرطوم، بل امتدت إلى مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، حيث استهدفت قوات الدعم السريع مجددًا مخيم أبو شوك للنازحين، مما أسفر عن مقتل ستة مدنيين على الأقل وإصابة العشرات.
النزوح الجماعي في دارفور:
- فر آلاف المدنيين من القرى الواقعة جنوب وغرب الفاشر.
- اتجه النازحون إلى مخيم زمزم ومناطق أخرى في ولايتي جنوب وشرق دارفور.
- يواجه الفارون أوضاعًا إنسانية كارثية، حيث يعانون من:
- انعدام المياه والغذاء.
- عدم توفر الملاجئ ودور الإيواء.
- انعدام وسائل النقل والمساعدة الإنسانية.
وأعربت تنسيقية النازحين واللاجئين في دارفور عن قلقها المتزايد من تفاقم الأزمة الإنسانية، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لتقديم المساعدات للمتضررين.
هجوم بطائرات مسيرة على سد مروي والفرقة 19 مشاة
في تطور آخر، أعلنت القوات المسلحة السودانية أنها تصدت لهجوم بطائرات مسيرة أطلقته قوات الدعم السريع باتجاه قيادة الفرقة 19 مشاة وسد مروي في الولاية الشمالية.
نتائج الهجوم:
- إلحاق أضرار بسد مروي، دون توضيح حجم الخسائر.
- رفع مستوى التأهب الأمني في المنطقة، حيث شدد الجيش على استعداده للتعامل مع أي تهديدات مستقبلية.
يأتي هذا الهجوم بعد أسابيع من تصعيد الهجمات الجوية من قبل الدعم السريع، في محاولة لتوسيع نطاق سيطرتها إلى مناطق جديدة خارج العاصمة.
المجاعة تهدد الملايين وسط استمرار الحرب
تسببت الحرب المستمرة بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) في كارثة إنسانية غير مسبوقة.
الأرقام الصادمة للأزمة:
- مقتل عشرات الآلاف من المدنيين منذ اندلاع الصراع.
- نزوح أكثر من 12 مليون سوداني داخل البلاد وخارجها.
- السودان يشهد أسوأ أزمة جوع في العالم وفق تقارير الأمم المتحدة ومنظمة "فرانس برس".
إعلان المجاعة في عدة مناطق:
أعلنت الأمم المتحدة رسميًا المجاعة في:
- ثلاثة مخيمات للنازحين في دارفور.
- أجزاء من جبال النوبة جنوب السودان.
توقعات بانتشار المجاعة بحلول مايو المقبل
من المتوقع أن تمتد المجاعة إلى خمس مناطق أخرى بحلول شهر مايو المقبل، ما لم يتم توفير مساعدات إنسانية عاجلة.
الموقف العسكري والتطورات الميدانية
.webp)
مكاسب جديدة للجيش السوداني
رغم اشتداد المعارك، حقق الجيش السوداني مكاسب ميدانية مهمة خلال الأسابيع الأخيرة، أبرزها:
- السيطرة على جسر المنشية في الخرطوم، وهو موقع استراتيجي يربط بين شرق وغرب العاصمة.
- التقدم باتجاه القصر الجمهوري في الخرطوم، في محاولة لاستعادة السيطرة عليه.
تغيُّر مسار الحرب لصالح الجيش يعكس تحولات استراتيجية قد تؤثر على ميزان القوى في الصراع المستمر منذ أكثر من عام ونصف.
التحديات التي يواجهها الجيش السوداني
- استمرار الهجمات الجوية والمسيرات من قبل الدعم السريع.
- نقص الإمدادات الغذائية والطبية للمدنيين والقوات العسكرية في مناطق النزاع.
- تزايد حركة النزوح، مما يفاقم الأوضاع الإنسانية.
ردود الفعل الدولية والمطالبات بالتدخل
مع تصاعد الأزمة، تتزايد الدعوات الدولية لوقف القتال وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة، إلا أن:
- المفاوضات بين الطرفين لم تحقق أي تقدم يُذكر.
- الجهود الدبلوماسية لا تزال متعثرة بسبب تعنت الأطراف المتنازعة.
- الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية تحذر من كارثة إنسانية كبرى في السودان.
يستمر النزاع المسلح في السودان في إلحاق خسائر فادحة بالمدنيين والبنية التحتية، حيث تواجه البلاد أسوأ أزمة إنسانية في تاريخها الحديث. وبينما تتواصل المعارك في الخرطوم ودارفور والولاية الشمالية، تبقى المجاعة والنزوح الجماعي من أكبر التحديات التي تهدد ملايين السودانيين.
ويبقى السؤال: هل يتحرك المجتمع الدولي لإنهاء الأزمة، أم أن السودان سيغرق أكثر في دوامة الحرب والمجاعة؟