إسرائيل تقدم خطة جديدة لإدارة غزة: تعزيز السيطرة العسكرية بدل الانسحاب
.webp)
في الوقت الذي تزداد فيه التكهنات حول نوايا إسرائيل بشأن انسحاب قواتها من قطاع غزة، كشفت تقارير حديثة عن خطة إسرائيلية جديدة تهدف إلى فرض سيطرة أكثر تشديدًا على القطاع المدمر.
ووفقًا لما نقلته صحيفة "غارديان" البريطانية، فإن الجيش الإسرائيلي قدم مقترحًا إلى الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، يتضمن إنشاء نظام صارم لتوزيع المساعدات في غزة، يُعرف بمفهوم "الفقاعات الإنسانية".
لكن، هل تعني هذه الخطة انسحابًا عسكريًا حقيقيًا أم أنها تكتيك جديد لإحكام السيطرة على الحياة اليومية في غزة؟
تفاصيل الخطة الإسرائيلية: سيطرة مشددة على غزة
.webp)
1. آلية توزيع المساعدات تحت إشراف الجيش
- ستتم إدارة المساعدات الإنسانية من خلال مراكز لوجستية خاضعة لإدارة عسكرية صارمة.
- سيتم فحص جميع الفلسطينيين المستفيدين من المساعدات بشكل دقيق قبل السماح لهم بالحصول عليها.
- سيكون هناك رقابة مشددة لضمان عدم وصول الإمدادات إلى أي جهة لا ترغب إسرائيل في دعمها.
2. "الفقاعات الإنسانية": تجربة سابقة تعود من جديد
- تقوم هذه الفكرة على إنشاء مناطق صغيرة يتم فيها توزيع المساعدات الإنسانية، على أن يتم توسيعها تدريجيًا.
- سبق أن تمت تجربة هذه الآلية في شمال غزة قبل أكثر من عام، لكنها لم تحقق نجاحًا يُذكر وتم التخلي عنها سريعًا.
- وفقًا للتقارير، تسعى إسرائيل الآن إلى إعادة إحياء الفكرة بالتزامن مع التفاوض حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
3. تشديد القبضة الإسرائيلية بدلاً من الانسحاب
- رغم الحديث عن الانسحاب العسكري، إلا أن الخطة الجديدة تعزز سيطرة إسرائيل على الحياة اليومية للفلسطينيين في غزة.
- سيتم حصر دخول المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي فقط، بينما سيبقى معبر رفح مغلقًا بشكل دائم.
- جميع المنظمات غير الحكومية التي ترغب في العمل بغزة ستحتاج إلى تسجيل رسمي في إسرائيل، مع إخضاع جميع موظفيها للفحص الأمني الإسرائيلي.
ردود الفعل الدولية: رفض أم قبول؟
1. دعم أمريكي للخطة؟
- أفاد مسؤولون إسرائيليون بأن الخطة تحظى بدعم أميركي كامل، مما قد يجعل الأمم المتحدة مقيدة في اتخاذ موقف معارض لها.
- لم يصدر حتى الآن موقف رسمي واضح من الإدارة الأمريكية بشأن مدى تأييدها لهذا المخطط.
2. موقف الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة
- قوبلت الخطة بتحفظ شديد من قبل بعض منظمات الإغاثة الدولية، حيث يُنظر إليها على أنها تعزز الاحتلال الإسرائيلي بدلاً من إنهائه.
- في حال تم تنفيذ الخطة كما هو مقترح، فسيكون من شبه المستحيل على الأمم المتحدة ومنظماتها العمل بحرية داخل القطاع.
- أبرز المتضررين من الخطة هي وكالة الأونروا، التي تحظرها إسرائيل وتعتبرها غير مرحب بها في غزة.
3. تأثير الخطة على الوضع الإنساني في غزة
- يرى المراقبون أن فرض رقابة إسرائيلية صارمة على المساعدات سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية بدلًا من تحسينها.
- ستعتمد حياة الفلسطينيين داخل غزة على إجراءات إسرائيلية معقدة، مما قد يزيد من الضغط الدولي على تل أبيب.
هل تنجح إسرائيل في فرض "الفقاعات الإنسانية"؟
1. تجارب سابقة انتهت بالفشل
- سبق أن أجرت القوات الإسرائيلية تجارب على "الفقاعات الإنسانية" في يناير/كانون الثاني 2024، لكنها لم تحقق نتائج ملموسة.
- كانت الخطة تقوم على تعيين شخصيات فلسطينية محلية لإدارة توزيع المواد الغذائية، لكن التجربة لم تستمر.
- واجهت إسرائيل صعوبة في العثور على متعاونين محليين، كما قامت حماس بتصفية بعض المشاركين في التجربة.
2. تحديات التنفيذ في ظل الوضع الراهن
- لا تزال الاشتباكات مستمرة في بعض مناطق غزة، مما يجعل تنفيذ الخطة محفوفًا بالمخاطر.
- فرض سيطرة عسكرية إسرائيلية مشددة على القطاع قد يؤدي إلى تصعيد جديد في المقاومة الفلسطينية.
- تعاني إسرائيل من ضغوط دولية متزايدة لإنهاء الحرب، مما قد يجبرها على إجراء تعديلات على الخطة لاحقًا.
السيناريوهات المحتملة: إلى أين تتجه الأمور؟
.webp)
1. استمرار تنفيذ الخطة رغم المعارضة الدولية
- قد تستمر إسرائيل في فرض نموذجها الخاص لإدارة غزة رغم الانتقادات، مستفيدة من الدعم الأمريكي.
- في حال تمكنت من تنفيذ الخطة، فسيكون للفلسطينيين حياة يومية تحت سيطرة عسكرية أكثر تشددًا من أي وقت مضى.
2. فشل الخطة تحت الضغط الدولي
- إذا واجهت إسرائيل ضغوطًا كبيرة من المجتمع الدولي، فقد يتم إدخال تعديلات جوهرية على الخطة أو حتى إلغاؤها.
- الأمم المتحدة قد تتخذ موقفًا أكثر حزمًا إذا رأت أن الخطة تتعارض مع القانون الدولي.
3. تصعيد فلسطيني ضد الخطة
- قد تؤدي هذه الخطة إلى موجة تصعيد جديدة من المقاومة الفلسطينية، التي ترى فيها محاولة جديدة لتكريس الاحتلال.
- استمرار إغلاق معبر رفح وحصر دخول المساعدات عبر إسرائيل قد يزيد من الغضب الشعبي ضد تل أبيب.
هل تغير الخطة واقع غزة؟
في ظل الدمار الذي خلفته الحرب الأخيرة، كان الفلسطينيون في غزة يأملون في تخفيف الحصار وتحسين أوضاعهم، لكن الخطة الإسرائيلية الجديدة تبدو بعيدة كل البعد عن هذا السيناريو.
بدلًا من الانسحاب العسكري، تهدف إسرائيل إلى إحكام قبضتها على القطاع عبر "الفقاعات الإنسانية"، مما يعزز الشكوك حول نواياها الحقيقية تجاه غزة.
ويبقى السؤال الأهم: هل ستنجح إسرائيل في تنفيذ خطتها؟ أم أنها ستواجه مقاومة دولية ومحلية تمنعها من تحقيق أهدافها؟