طبول الحرب تُقرع في غزة رغم محاولات التهدئة
.webp)
بينما تُطرح مبادرات التهدئة ويُعلن عن استعدادات للانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة، تظل الأوضاع مشحونة باحتمالات التصعيد. ورغم المفاوضات الجارية، فإن طبول الحرب لا تزال تُقرع، حيث تواصل إسرائيل وضع خطط عسكرية صارمة، في حين تستعد حركة حماس لخيارات المواجهة في حال تعثر الاتفاقات.
المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار: شروط إسرائيلية وتهديدات بالحرب
أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أن تل أبيب على استعداد للمضي قدمًا في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لكن بشروط صارمة. إذ أكد أن التقدم في الاتفاق مرهون بالتوصل إلى تفاهم حول إطلاق سراح المزيد من الرهائن، بالإضافة إلى فرض نزع كامل للسلاح في القطاع.
وهدد ساعر بأن إسرائيل تحتفظ بحقها في استئناف العمليات العسكرية متى أرادت، قائلاً بشكل صريح: "إذا أردنا العودة للحرب، فسنفعل." كما زعم أن المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة أصبحت مصدر تمويل لحركة حماس، مشيرًا إلى أن استغلال تلك المساعدات لاستمرار القتال ضد إسرائيل لا يمكن أن يستمر.
تصعيد عسكري محتمل: "خطة الجحيم" الإسرائيلية
في ظل التوترات المتزايدة، كشفت تقارير إسرائيلية أن الحكومة الإسرائيلية بصدد تنفيذ خطة جديدة أُطلق عليها اسم "خطة الجحيم". وتهدف هذه الخطة إلى تشديد الحصار على قطاع غزة للضغط على حركة حماس ودفعها إلى تقديم تنازلات، خاصة فيما يتعلق بإطلاق الأسرى الإسرائيليين.
تتضمن الخطة عدة إجراءات تصعيدية، منها:
- تشديد القيود على دخول المساعدات الإنسانية.
- تقليص إمدادات الكهرباء والمياه إلى غزة.
- إجبار السكان في شمال القطاع على الانتقال إلى الجنوب.
ووفقًا لمصادر إسرائيلية، تسعى حكومة بنيامين نتنياهو إلى استخدام هذه التدابير كأداة ضغط قبل اتخاذ قرار بشأن استئناف العمليات العسكرية على نطاق أوسع.
استعدادات عسكرية إسرائيلية جديدة
بالتزامن مع ذلك، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، تعليمات إلى الجيش للاستعداد لاستئناف العمليات القتالية في غزة. ووفقًا لتقارير إسرائيلية، تأتي هذه التوجيهات في إطار الاستعداد لاحتمال انهيار المفاوضات حول الهدنة.
كما أكدت مصادر إعلامية أن الجيش الإسرائيلي يواصل تعزيز قواته على حدود القطاع، تحسبًا لأي تطورات ميدانية قد تطرأ خلال الأيام القادمة.
موقف حركة حماس: الاستعداد للمعركة
على الجانب الآخر، تُشير التقارير إلى أن حركة حماس بدورها تستعد لعودة القتال إذا فشلت المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الهدنة. وأكدت مصادر فلسطينية أن الحركة ترى في هذه المرحلة اختبارًا حاسمًا لمدى التزام إسرائيل بالاتفاقيات، وأنها لن تتنازل عن مطالبها فيما يتعلق بالأسرى والمساعدات الإنسانية.
وتُواصل حماس إعادة ترتيب صفوفها وتعزيز قدراتها الدفاعية تحسبًا لأي تصعيد إسرائيلي، مع تأكيد قادتها أنهم مستعدون لخوض معركة طويلة إذا استدعى الأمر ذلك.
مبادرة أمريكية جديدة لوقف إطلاق النار
وسط هذا التصعيد المتزايد، قدمت الولايات المتحدة مقترحًا جديدًا لوقف إطلاق النار، في محاولة لإنقاذ المفاوضات المتعثرة. وأُطلق على هذا المقترح اسم "مقترح ويتكوف", نسبةً إلى المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.
وبحسب التسريبات، فإن المقترح الجديد يشمل:
- إفراج حماس عن نصف الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها.
- تمديد وقف إطلاق النار مقابل تفاهمات على هدنة دائمة.
لكن اللافت في هذه المبادرة هو غياب أي إشارة إلى إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، وهو ما كان جزءًا رئيسيًا من المرحلة الأولى للاتفاق.
ورغم ذلك، لم تؤكد واشنطن رسميًا تبنيها لهذا المقترح، واكتفت بالقول إنها تدعم أي تحركات تسهم في إنهاء الصراع، تاركة المجال مفتوحًا أمام مزيد من التكهنات حول نوايا إسرائيل الفعلية.
المستقبل الغامض للأزمة في غزة
مع استمرار تعثر المفاوضات، وتصاعد التهديدات بين الجانبين، يظل مستقبل الأوضاع في غزة مجهولًا. فإسرائيل تضع شروطًا قاسية لتمديد وقف إطلاق النار، بينما تؤكد حماس استعدادها لاستئناف القتال إذا فشلت المفاوضات.
ويبقى السؤال المطروح: هل نشهد عودة للحرب قريبًا؟ أم أن الجهود الدبلوماسية قد تنجح في إخماد نيران الصراع مؤقتًا؟
في كل الأحوال، يبدو أن المنطقة مقبلة على مرحلة من التصعيد، سواء كان ذلك عبر الحصار الإسرائيلي أو العمليات العسكرية، في انتظار ما ستسفر عنه التطورات خلال الأيام المقبلة.