ممر فيلادلفي: تصاعد التوتر بعد تهديد إسرائيل بعدم الانسحاب
.webp)
في تطور جديد يعكس استمرار التوتر في قطاع غزة، أطلقت القوات الإسرائيلية، اليوم السبت، نيرانها على طول ممر فيلادلفي، المعروف أيضًا بمحور صلاح الدين، الذي يمتد على الحدود بين غزة ومصر. يأتي ذلك في ظل تصريحات إسرائيلية تشير إلى نيتها عدم الانسحاب من المنطقة، رغم ما ينص عليه اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين إسرائيل وحركة حماس.
فما تفاصيل هذا التصعيد؟ ولماذا تصر إسرائيل على البقاء في هذا الممر؟ وما تداعيات ذلك على مستقبل الاتفاق؟
إسرائيل تواصل التصعيد: قصف على ممر فيلادلفي
1. قصف إسرائيلي على طول الممر
- أكد مراسل "العربية/الحدث" أن دبابات إسرائيلية أطلقت قذائفها بكثافة صباح اليوم على طول ممر فيلادلفي، في تصعيد جديد يثير تساؤلات حول مستقبل الهدنة.
- يأتي هذا القصف بعد يومين فقط من تصريحات إسرائيلية رسمية تؤكد أن القوات لن تغادر المنطقة كما هو متفق عليه في اتفاق وقف إطلاق النار.
2. الذريعة: "منع تهريب الأسلحة"
- مسؤول إسرائيلي صرّح قبل أيام بأن الجيش الإسرائيلي بحاجة إلى البقاء في ممر فيلادلفي، بحجة منع تهريب الأسلحة إلى غزة.
- وكالة "أسوشييتد برس" نقلت عن المصدر نفسه أن إسرائيل ترى الانسحاب من المنطقة تهديدًا مباشرًا لأمنها، مما يبرر استمرارها في التواجد العسكري هناك.
ردود الفعل الإقليمية: تصعيد دبلوماسي وتحذيرات
1. مصر تؤكد التزامها بمنع التهريب
- القاهرة سبق أن أكدت أنها دمرت جميع أنفاق التهريب من جانبها منذ سنوات، كما أقامت منطقة عسكرية عازلة لمنع أي نشاط غير قانوني على الحدود.
- لم تصدر السلطات المصرية تعليقًا رسميًا حتى الآن على التهديدات الإسرائيلية الأخيرة، لكن مصادر مطلعة أفادت بأن مصر تراقب التطورات عن كثب.
2. حماس تحذر من "انتهاك صارخ" للاتفاق
- حركة حماس وصفت أي محاولة إسرائيلية للاحتفاظ بمنطقة عازلة في الممر بأنها "انتهاك صارخ" لاتفاق وقف إطلاق النار.
- أكدت الحركة أن الالتزام بالاتفاق هو السبيل الوحيد لضمان إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، في إشارة إلى استمرار المفاوضات بشأن صفقة التبادل.
3. الموعد الحاسم: 9 مارس
- وفقًا لمصدر مطلع، ينص اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس على انسحاب القوات الإسرائيلية من ممر فيلادلفي في اليوم الخمسين للهدنة، أي في 9 مارس.
- اليوم هو الموعد المقرر لبدء الانسحاب الفعلي، على أن يكتمل خلال 8 أيام، لكن التصعيد الإسرائيلي يثير الشكوك حول التزام تل أبيب بهذا الجدول الزمني.
لماذا تصر إسرائيل على البقاء في ممر فيلادلفي؟
1. اعتبارات أمنية: مزاعم بوجود أنفاق تهريب
- زعم وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس خلال اجتماع مع مسؤولين محليين أنه شاهد أنفاقًا تخترق الحدود بين غزة ومصر خلال زيارة حديثة إلى المنطقة.
- رغم عدم تقديم أي أدلة ملموسة على وجود هذه الأنفاق، فإن إسرائيل تستغل هذه الادعاءات لتبرير استمرار وجودها العسكري في الممر.
2. الضغط على حماس في المفاوضات
- التلويح بعدم الانسحاب من ممر فيلادلفي قد يكون ورقة ضغط في المفاوضات مع حماس، خاصة فيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى.
- إسرائيل قد تستخدم هذا الملف كوسيلة لانتزاع تنازلات من حماس بشأن شروط الصفقة أو وقف إطلاق الصواريخ من غزة.
3. أهداف سياسية داخلية
- رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه ضغوطًا داخلية من اليمين المتشدد، الذي يطالب بتشديد السيطرة على غزة وعدم تقديم تنازلات لحماس.
- الحفاظ على ممر فيلادلفي قد يكون خطوة استراتيجية لكسب دعم الأحزاب اليمينية التي تعارض أي انسحاب من القطاع.
ما تداعيات التصعيد على مستقبل الهدنة؟
1. انهيار محتمل لاتفاق وقف إطلاق النار
- إذا استمرت إسرائيل في رفض الانسحاب، فمن المرجح أن يؤدي ذلك إلى انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، مما قد يعيد التصعيد العسكري إلى الساحة.
- حماس قد تصعد هجماتها ضد إسرائيل ردًا على الانتهاكات، مما يعيد المواجهات إلى نقطة الصفر.
2. توتر في العلاقات المصرية الإسرائيلية
- مصر لعبت دورًا رئيسيًا في التوسط لوقف إطلاق النار، وأي خرق للاتفاق قد يؤثر على العلاقات بين القاهرة وتل أبيب.
- إذا قررت إسرائيل تجاهل الاتفاق، فقد تتخذ مصر إجراءات دبلوماسية أو حتى أمنية للرد على هذا التصعيد.
3. تداعيات إقليمية ودولية
- استمرار التصعيد الإسرائيلي في غزة قد يثير انتقادات دولية واسعة، خاصة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
- قد تواجه إسرائيل ضغوطًا من واشنطن لعدم خرق الاتفاق، حيث تسعى الإدارة الأمريكية لمنع اندلاع جولة جديدة من العنف في الشرق الأوسط.
.webp)
ما السيناريوهات المحتملة؟
1. التزام إسرائيل بالاتفاق رغم التهديدات
- رغم تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، قد تتراجع الحكومة الإسرائيلية عن موقفها وتنفذ الانسحاب التدريجي وفق الاتفاق.
- هذا السيناريو قد يكون مدفوعًا بضغوط دولية وعربية لضمان استمرار التهدئة.
2. استمرار التواجد الإسرائيلي والتصعيد العسكري
- إذا أصرت إسرائيل على البقاء في ممر فيلادلفي، فقد يؤدي ذلك إلى تجدد المواجهات العسكرية مع الفصائل الفلسطينية.
- قد تلجأ حماس إلى تصعيد ميداني للضغط على إسرائيل للالتزام بالاتفاق.
3. مفاوضات جديدة لتعديل شروط الاتفاق
- قد تلجأ إسرائيل وحماس إلى مفاوضات جديدة بوساطة مصرية لمحاولة تعديل بعض بنود الاتفاق بما يرضي الطرفين.
- هذا السيناريو قد يساهم في تجنب التصعيد العسكري لكنه قد يكون معقدًا ويستغرق وقتًا طويلاً.
هل يشهد ممر فيلادلفي مواجهة جديدة؟
مع اقتراب الموعد المحدد لانسحاب إسرائيل من ممر فيلادلفي، يبقى السؤال: هل تلتزم تل أبيب بالاتفاق، أم أن المنطقة ستشهد تصعيدًا جديدًا؟
- هل تؤدي الضغوط الدولية إلى إجبار إسرائيل على الالتزام بالهدنة؟
- كيف سترد حماس ومصر إذا قررت إسرائيل الاستمرار في تواجدها العسكري؟
- وهل يتحول ممر فيلادلفي إلى نقطة اشتعال جديدة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟
الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل الاتفاق بين إسرائيل وحماس، وتأثيره على الوضع الأمني في غزة والمنطقة بأكملها.