مو إسماعيل: من بوليوود إلى سينما الجنوب.. رحلة نجاح مصرية في الهند
![]() |
مو إسماعيل |
يعتبر الفنان المصري مو إسماعيل أول ممثل مصري يحقق نجاحًا في السينما الهندية، ليس فقط في بوليوود، بل أيضًا في سينما الجنوب التي تتمتع بجماهيرية واسعة. في حواره مع "العربية.نت" و"الحدث.نت"، كشف عن كواليس مشاركته في فيلم Daveed، وردود الأفعال التي تلقاها، بالإضافة إلى رؤيته لصناعة السينما في مصر وما تحتاجه للوصول إلى العالمية.
الرحلة إلى السينما الهندية.. كيف بدأت؟
يقول مو إسماعيل إنه كان مهتمًا بالتمثيل منذ صغره، لكنه أراد دراسة المجال بشكل شامل، فدرس الإنتاج السينمائي وتعمّق في تفاصيل الصناعة. عمل كمنتج فني في مجال الموسيقى بالإمارات، مما أتاح له فرصًا متعددة في السينما الهندية.
كانت أولى خطواته في بوليوود من خلال فيلم "خودا حافظ" الذي تم تصويره في مصر، ثم جاءت فرصته الثانية من خلال فيلم "Daveed"، حيث كانوا يبحثون عن ممثل يجيد الملاكمة، وهو ما جعله الاختيار الأمثل نظرًا لخبرته في الرياضات القتالية منذ الطفولة.
نجاح فيلم Daveed وردود الأفعال
.webp)
عبر مو إسماعيل عن سعادته الكبيرة بنجاح فيلم Daveed، قائلًا:
"النجاح الذي حققه الفيلم كان رائعًا، والجمهور تفاعل بقوة مع القصة والأداء. لقد عملنا بجهد كبير، وكان هدفنا تقديم فيلم مليء بالعاطفة والواقعية، بعيدًا عن المؤثرات البصرية المبالغ فيها."
وأضاف أن الفيلم أثبت أن الجمهور ينجذب أكثر إلى القصص الحقيقية والمشاعر الصادقة، مما يجعله فخورًا بالمشاركة في هذا العمل.
لماذا اختار هذا الفيلم؟
أوضح مو إسماعيل أن فيلم Daveed كان تجربة مختلفة تمامًا بالنسبة له، إذ جذبته القصة منذ اللحظة الأولى التي قرأ فيها السيناريو. وأشار إلى أن الفيلم ليس مجرد فيلم ملاكمة عادي، بل هو رحلة في عالم القتال والبقاء والمعاناة النفسية للمقاتلين.
تفاصيل شخصيته في الفيلم
في الفيلم، يجسد مو إسماعيل شخصية "سينول أحمدوف"، وهو الملاكم المنافس لبطل الفيلم أنتوني فارجيز الذي يؤدي دور "أبو".
"الشخصية ليست مجرد شرير تقليدي، بل هي شخصية معقدة تتمتع بالانضباط والقوة. سينول لا يقاتل من أجل المال أو الشهرة، بل لأنه يرى القتال جزءًا من هويته. التحدي الأكبر كان أن أجعل الجمهور يتفهم دوافع الشخصية ويتفاعل معها، وليس فقط يراها كخصم لبطل الفيلم."
تم تصوير الفيلم بالكامل في ولاية كيرالا الهندية، وهي تجربة وصفها بالمثيرة والمليئة بالتحديات.
الفرق بين بوليوود وسينما الجنوب
أوضح مو إسماعيل أن سينما الجنوب الهندية تختلف عن بوليوود من حيث اللغة والثقافة وأساليب الإنتاج. فيلم Daveed تم تصويره بلغة الماليالام، وهي إحدى لغات الهند المحلية، وهو أول فيلم في سينما الجنوب يتناول عالم الملاكمة.
وأشار إلى أن تجربة العمل في سينما الجنوب كانت مميزة، حيث تم التصوير في 78 يومًا متواصلة، وكانت الأجواء احترافية للغاية.
.webp)
السينما المصرية.. متى تصل إلى العالمية؟
يرى مو إسماعيل أن السينما المصرية تمتلك كل المقومات للوصول إلى العالمية، لكن هناك بعض التحديات التي يجب التغلب عليها، مثل:
- تنويع القصص: يجب الابتعاد عن التركيز على الأفلام الكوميدية فقط، والتوجه نحو قصص أكثر عمقًا وتجددًا.
- زيادة الإنتاج: يرى أن مصر بحاجة إلى إنتاج عدد أكبر من الأفلام سنويًا حتى يكون لها تأثير عالمي.
- دعم المنتجين: الاستثمار في الإنتاج السينمائي وتشجيع صناع الأفلام على تقديم أعمال تنافس في الأسواق العالمية.
العودة إلى السينما المصرية بفيلم "كيميت"
كشف مو إسماعيل أنه يعمل حاليًا على فيلمه الجديد "كيميت"، وهو فيلم تاريخي تدور أحداثه قبل 12 ألف سنة، أي قبل عصر الفراعنة. الفيلم يروي قصة أب وابنه فرقهم نهر النيل، وهو مشروع ضخم تطلب بحثًا مكثفًا على مدار عامين قبل بدء الإنتاج.
يصف الفيلم بأنه مختلف تمامًا عن أي عمل سينمائي مصري سابق، حيث سيقدم صورة جديدة لمصر في تلك الحقبة التاريخية.
مشاريعه القادمة
بالإضافة إلى "كيميت"، يشارك مو إسماعيل في مسلسل "معاوية بن أبي سفيان"، وهو مسلسل تاريخي ناطق باللغة العربية الفصحى، من إخراج طارق العريان، ومن المتوقع أن يكون من أبرز الإنتاجات التلفزيونية في الفترة المقبلة.
كما يعمل على عدة مشاريع سينمائية من خلال شركة الإنتاج الخاصة به، حيث يسعى إلى تقديم أفلام تجمع بين الإثارة والتاريخ والجودة السينمائية العالية.
![]() |
مو إسماعيل |
من مصر إلى الهند.. تجربة ملهمة
تمثل رحلة مو إسماعيل من السينما المصرية إلى بوليوود وسينما الجنوب الهندية نموذجًا ناجحًا للفنانين العرب الساعين إلى تحقيق الانتشار العالمي.
من خلال الإصرار والتطوير المستمر، تمكن من إثبات نفسه في صناعة ضخمة مثل السينما الهندية، وهو الآن يستعد للعودة إلى مصر بمشاريع سينمائية طموحة، قد تساهم في وضع السينما المصرية على الخريطة العالمية من جديد.