%20(1).webp)
في تصعيد جديد للأزمة بين إسرائيل وحركة حماس، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الجمعة، أن إسرائيل لن تتهاون في ردها على عدم تسليم جثمان الأسيرة شيري بيباس وفق الاتفاقات المبرمة. وأكد نتنياهو أن إسرائيل ستعمل بكل عزم على استعادة جميع المحتجزين، سواء الأحياء أو الأموات، محملًا حماس مسؤولية هذا التصرف، الذي وصفه بالوحشي والشرير.
نتنياهو يتوعد حماس برد قاسٍ
في بيان مصور، قال نتنياهو: "سنعمل بكل حزم على إعادة شيري إلى الوطن مع جميع المحتجزين لدينا، سواء الأحياء أو الأموات، وسنضمن أن تدفع حماس الثمن الكامل لهذا الانتهاك الصارخ". وأضاف أن حركة حماس لم تكتفِ باحتجاز الأب ياردين بيباس والأم شيري وطفليهما، بل تجاوزت ذلك بإرسال جثة مجهولة الهوية بدلاً من جثة الأسيرة شيري بيباس.
واتهم نتنياهو الحركة الفلسطينية بعدم الالتزام بالاتفاقيات المبرمة مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن هذا التصرف يؤكد أن "وحشية حماس لا تعرف حدودًا"، حسب تعبيره.
رد حركة حماس
من جانبها، ردت حركة حماس على تصريحات نتنياهو، مؤكدة أن أشلاء شيري بيباس اختلطت مع جثامين أخرى جراء القصف الإسرائيلي على الموقع الذي كانت محتجزة فيه. وقال إسماعيل الثوابتة، المسؤول في حماس: "جثة شيري بيباس تحولت إلى أشلاء بعد أن اختلطت بجثامين أخرى تحت أنقاض المكان الذي تعرض للقصف المباشر من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف الثوابتة أن المسؤولية الكاملة عن مقتل شيري وأطفالها تقع على عاتق رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي أصدر أوامر القصف "بلا رحمة"، ما أدى إلى "إبادة" العائلة بطريقة مروعة، حسب وصفه.
تسليم الجثامين عبر الصليب الأحمر
وكانت إسرائيل قد أعلنت، يوم الخميس، تسلمها جثث أربعة محتجزين عبر الصليب الأحمر، وهم شيري بيباس وطفلاها كفير وآرييل، بالإضافة إلى عوديد ليفشيتز. وجرى تسليم الجثث في مراسم رسمية بمدينة بني سهيلا، شرق خان يونس، جنوب قطاع غزة.
وتضمنت عملية التسليم وصول سيارات الصليب الأحمر إلى الموقع، حيث تم عرض النعوش الأربعة المغطاة بالأعلام السوداء، مع تفاصيل عن أصحابها. وقام ممثلو الصليب الأحمر بتغليف التوابيت بالقماش الأبيض قبل نقلها إلى مركبات رباعية الدفع وسط أجواء ممطرة، وبحضور مئات الأشخاص الذين تابعوا مراسم التسليم.
استمرار المفاوضات حول المحتجزين
في الوقت ذاته، أفادت تقارير بأن حركة حماس كانت قد أعلنت نيتها تسليم أربعة جثامين من الأسرى الإسرائيليين، من بينهم الطفلان أرييل وكفير بيباس ووالدتهما شيري، يوم الخميس، على أن يتم تسليم ستة محتجزين آخرين أحياء يوم السبت.
ويأتي هذا التطور في إطار مفاوضات مستمرة حول تبادل الأسرى بين الطرفين، وسط جهود دبلوماسية مكثفة من وسطاء دوليين، بما في ذلك مصر وقطر، لمحاولة التوصل إلى اتفاق يُرضي الطرفين.
تصعيد محتمل بين إسرائيل وحماس
في أعقاب هذه الأحداث، يرى مراقبون أن التوترات بين إسرائيل وحماس قد تتصاعد مجددًا، خاصة في ظل التصريحات المتشددة من الجانبين. ففي حين تؤكد إسرائيل أنها لن تتسامح مع ما تصفه بـ"الانتهاكات" من قبل حماس، تصر الأخيرة على تحميل الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية فقدان جثث المحتجزين بسبب القصف المستمر على غزة.
وفي ظل هذا الوضع المعقد، تبقى مسألة تبادل الأسرى محورًا رئيسيًا في النزاع القائم، حيث تسعى إسرائيل لاستعادة جميع المحتجزين لديها، بينما تواصل حماس استخدام هذه القضية كورقة ضغط في المفاوضات الجارية.
جهود دبلوماسية مستمرة
تحاول الجهات الدولية، وخاصة مصر وقطر، التوسط بين إسرائيل وحماس للوصول إلى تسوية بشأن تبادل الأسرى والمحتجزين، إلا أن العقبات السياسية والتوترات الميدانية تعرقل تحقيق أي تقدم ملموس حتى الآن.
ويترقب المجتمع الدولي تطورات الأوضاع بين الطرفين، وسط مخاوف من اندلاع جولة جديدة من التصعيد العسكري إذا لم يتم التوصل إلى حلول دبلوماسية تضمن الإفراج عن المحتجزين وإعادة الجثامين المتبقية إلى ذويهم.