"المنتقم".. ما لا تعرفه عن زعيم الأكراد عبدالله أوجلان؟

 عبد الله أوجلان: من زعيم كردي محارب إلى احتمالات صفقة سياسية مع تركيا

عبد الله أوجلان، حزب العمال الكردستاني، القضية الكردية، الصراع الكردي التركي، تركيا، الأكراد، حل حزب العمال، إلقاء السلاح، نضال الأكراد، تاريخ الأكراد، نيروبي، اعتقال أوجلان، معسكرات حزب العمال، الحكم الذاتي، حافظ الأسد، سوريا، كفاح الأكراد، صفقة الإفراج، المخابرات التركية، نضال المسلح، تسوية القضية الكردية، العلاقات التركية الكردية، السجن مدى الحياة.

عاد عبد الله أوجلان، الزعيم التاريخي لحزب العمال الكردستاني، إلى الواجهة مجددًا بعد الحديث عن إمكانية التوصل إلى اتفاق بينه وبين الدولة التركية، قد يؤدي في النهاية إلى الإفراج عنه.

بعد مرور 25 عامًا على اعتقاله، و40 عامًا من الصراع المسلح بين حزبه والدولة التركية، تبدو الأمور في طريقها إلى تحولات جوهرية، خصوصًا مع تصاعد الدعوات إلى إنهاء النزاع المسلح وحل الحزب.

فما الذي نعرفه عن أوجلان؟ وكيف تطور مساره من القتال المسلح إلى السجن، ثم إلى احتمالات تسوية سياسية؟

عبد الله أوجلان: مناضل أم متمرد؟

ولد عبد الله أوجلان عام 1949 في قرية صغيرة بولاية أورفة التركية، وسط عائلة كردية متواضعة. التحق بالجامعة في أنقرة وبدأ نشاطه السياسي في أوساط الطلاب الكرد، حيث تأثر بالأيديولوجيات اليسارية، وبدأ في بناء مشروعه السياسي الرامي إلى تحقيق الاستقلال للأكراد.

في عام 1978، أسس أوجلان حزب العمال الكردستاني (PKK)، الذي تبنى منذ البداية النهج المسلح كوسيلة لتحقيق أهدافه، معتبرًا أن الدولة التركية لن تمنح الأكراد حقوقهم إلا بالقوة.

حزب العمال الكردستاني وبداية الكفاح المسلح

بعد تأسيس الحزب، بدأ أوجلان في بناء قوة عسكرية منظمة، حيث اعتمد في البداية على سوريا ولبنان كقاعدة لنشاطه المسلح.

الدعم السوري ومعسكرات التدريب في لبنان

في الثمانينات، حصل أوجلان على دعم من النظام السوري بقيادة حافظ الأسد، الذي سمح له بإقامة معسكرات تدريب لمقاتلي الحزب في سهل البقاع اللبناني، تحت حماية النفوذ السوري في المنطقة.

من هناك، بدأ حزب العمال بشن عمليات عسكرية ضد الجيش التركي، ليس فقط داخل تركيا، بل امتدت أيضًا إلى إيران والعراق، ما جعل الحزب واحدًا من أكثر التنظيمات الكردية نفوذًا وتأثيرًا.


الانتقال من سوريا إلى المنفى في أوروبا

بقي أوجلان في سوريا حتى عام 1998، عندما تصاعدت الضغوط التركية على دمشق، متهمة إياها بدعم الإرهاب. وهددت أنقرة حينها بشن عملية عسكرية ضد سوريا إذا لم تطرد أوجلان.

الهروب من سوريا إلى المنفى

أجبر الضغط التركي حافظ الأسد على التخلي عن أوجلان، فاضطر الأخير إلى الهروب إلى أوروبا، حيث حاول الحصول على حق اللجوء السياسي في عدة دول مثل روسيا واليونان وإيطاليا، لكنه لم ينجح.

وفي النهاية، لجأ إلى كينيا، ظنًا منه أنها ستكون ملاذًا آمنًا، لكنه وقع في كمين استخباراتي محكم.


عملية نيروبي واعتقال أوجلان

في 15 فبراير 1999، تمكنت المخابرات التركية، بمساعدة دولية، من القبض على عبد الله أوجلان في العاصمة الكينية نيروبي، حيث تم نقله بطائرة خاصة إلى تركيا.

محاكمة وحكم بالإعدام

بعد اعتقاله، خضع أوجلان لمحاكمة عسكرية أصدر القضاء التركي على إثرها حكمًا بالإعدام بحقه، بتهمة الخيانة العظمى وقيادة تنظيم إرهابي مسلح.

لكن مع إلغاء تركيا لعقوبة الإعدام عام 2002، تم تخفيف الحكم إلى السجن مدى الحياة، حيث تم نقله إلى جزيرة إمرالي، في سجن انفرادي شديد الحراسة.

أوجلان داخل السجن: من زعيم مقاومة إلى قائد سياسي عن بُعد

رغم عزله التام، ظل أوجلان القائد الفعلي لحزب العمال الكردستاني، حيث استمر في إرسال التوجيهات والرسائل إلى أنصاره.

تحولات في موقف الحزب

بحلول عام 2000، بدأ حزب العمال في مراجعة استراتيجيته العسكرية، حيث تخلى عن فكرة الاستقلال التام للأكراد، وبدأ يطالب بالحكم الذاتي بدلًا من الانفصال عن تركيا.

وفي الفترة بين 2012 و2015، شهدت تركيا مفاوضات مباشرة بين حكومة رجب طيب أردوغان وأوجلان، حيث تم التوصل إلى هدنة مؤقتة، إلا أن المحادثات انهارت لاحقًا وعاد النزاع المسلح من جديد.


الدعوات إلى حل حزب العمال وإلقاء السلاح

في ظل التغيرات السياسية والعسكرية في المنطقة، تصاعدت مؤخرًا الدعوات إلى حل حزب العمال الكردستاني وإلقاء السلاح، وسط تكهنات بإمكانية التوصل إلى صفقة سياسية تتيح الإفراج عن أوجلان.

هل هناك صفقة قيد الإعداد؟

  • يرى بعض المحللين أن تركيا قد تدرس تخفيف قيود العزل على أوجلان في مقابل إعلان الحزب إنهاء العمل المسلح.
  • تشير تقارير أخرى إلى أن أوجلان قد يكون جزءًا من حل سياسي أوسع، يشمل منح الأكراد مزيدًا من الحقوق داخل تركيا.
  • في المقابل، يعارض الجيش التركي والقوميون الأتراك أي خطوة نحو التفاوض مع حزب العمال، معتبرين أن أوجلان يجب أن يبقى سجينًا مدى الحياة.

مستقبل القضية الكردية في تركيا

مع استمرار النزاع بين الدولة التركية وحزب العمال، يظل مصير عبد الله أوجلان والقضية الكردية في تركيا معلقًا بين العمل المسلح والتسوية السياسية.

السيناريوهات المحتملة

  1. الإفراج عن أوجلان كجزء من صفقة سلام: في حال قررت تركيا إنهاء النزاع الكردي بطريقة سلمية، قد يتم إطلاق سراحه بشروط.
  2. تخفيف العزلة عليه داخل السجن: قد تسمح له السلطات بالتواصل أكثر مع حزبه لإقناعهم بإنهاء الصراع المسلح.
  3. استمرار الوضع الحالي: في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق، سيبقى أوجلان سجينًا مدى الحياة، بينما يواصل الحزب نشاطه العسكري.

 هل اقتربت نهاية أوجلان السياسية أم بداية مرحلة جديدة؟

بعد أربعة عقود من الصراع، يبدو أن عبد الله أوجلان لا يزال يشكل عنصرًا رئيسيًا في القضية الكردية، رغم وجوده في السجن منذ 25 عامًا.

ورغم الدعوات إلى حل حزب العمال الكردستاني، إلا أن مستقبل العلاقة بين تركيا والأكراد لا يزال غامضًا.

فهل سيكون أوجلان جزءًا من حل سلمي، أم أن النزاع سيستمر لسنوات قادمة؟

تعليقات