بين "جحيم" ترامب واستفزاز نتنياهو ومطالب حماس.. اتفاق غزة في مهب الريح

حماس، إسرائيل، غزة، نتنياهو، ترامب، وقف إطلاق النار، المحتجزين الإسرائيليين، تهجير الفلسطينيين، مصر، الأردن، صفقة الأسرى، إعادة إعمار غزة، حل الدولتين.
 

حماس تؤجل تسليم المحتجزين الإسرائيليين.. ونتنياهو: لا مكان لحماس أو السلطة الفلسطينية في غزة

يواجه اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة تحديات كبيرة تهدد استمراريته، وسط تصاعد التوترات السياسية والعسكرية.

ترامب يلوّح بإجراءات صارمة ضد حماس

في تطور جديد، حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب حركة حماس من "عواقب وخيمة" إذا لم تفرج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين. وهدد بأنه في حال عدم إطلاق سراحهم بحلول ظهر السبت المقبل، فإنه سيدعو إلى إلغاء اتفاق وقف إطلاق النار.

ولم يكتفِ ترامب بذلك، بل أشار إلى احتمال وقف المساعدات الأميركية لكل من مصر والأردن، إذا لم توافقا على استقبال لاجئين من غزة.

حماس: تأجيل الإفراج عن المحتجزين بسبب انتهاكات إسرائيلية

من جانبها، أعلنت حركة حماس تأجيل عملية تسليم المحتجزين الإسرائيليين "حتى إشعار آخر"، مبررة ذلك بعدم التزام إسرائيل بشروط الاتفاق. وأوضحت أن الانتهاكات الإسرائيلية شملت تأخير عودة النازحين إلى شمال غزة، واستهدافهم بالقصف وإطلاق النار، بالإضافة إلى عدم إدخال المواد الإغاثية كما تم الاتفاق عليه.

نتنياهو يعود من واشنطن بخطة جديدة

وفي المقابل، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على التزام إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار، لكنه حذر من أي خرق له من قبل حماس.

وخلال جلسة للكنيست الإسرائيلي لمناقشة حجب الثقة عن حكومته، صرّح نتنياهو قائلاً: "عدت من واشنطن برؤية واضحة: لا مكان لحماس أو السلطة الفلسطينية في غزة". وأضاف أن رؤية ترامب لما بعد الحرب تضمن عدم عودة حماس للحكم، مؤكداً أن الولايات المتحدة تدعم تحقيق الأهداف العسكرية الإسرائيلية في القطاع.

مخاوف من انهيار الاتفاق.. وواشنطن تطالب بحلول بديلة

في ظل هذه الأوضاع المتوترة، حذر مسؤول إسرائيلي من أن انهيار الاتفاق لن يكون في مصلحة أي طرف، واصفاً قرار تعليق تسليم المحتجزين بأنه "أزمة قابلة للحل".

أما وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، فدعا الأطراف المعارضة لخطة ترامب بشأن غزة إلى تقديم بدائل واقعية، مؤكداً أن المشكلة ليست في إسرائيل، بل فيمن سيحكم الدولة الفلسطينية مستقبلاً.

مصر ترفض تهجير الفلسطينيين وتتمسك بحل الدولتين

من جهتها، أكدت مصر موقفها الرافض لأي مساس بحقوق الشعب الفلسطيني، وذلك خلال لقاء وزير خارجيتها بدر عبدالعاطي بنظيره الأميركي ماركو روبيو في واشنطن.

وشدد عبدالعاطي على ضرورة الإسراع في إعادة إعمار غزة مع ضمان بقاء الفلسطينيين داخل القطاع، مؤكداً رفض القاهرة القاطع لمقترح تهجير سكان غزة إلى دول مجاورة، بما في ذلك مصر والأردن.

خطة ترامب: "ريفييرا الشرق الأوسط" أم تهجير قسري؟

كان ترامب قد طرح فكرة سيطرة الولايات المتحدة على غزة منذ توليه منصبه، متعهداً بتحويل القطاع إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" بعد نقل سكانه إلى دول أخرى، من بينها مصر والأردن.

لكن الخطة لاقت تنديداً عربياً ودولياً واسعاً، حيث وُصفت بأنها شكل من أشكال التطهير العرقي وغير قانونية بموجب القانون الدولي. ومع ذلك، أصر ترامب على أن بعض الدول العربية، بما في ذلك مصر والأردن، قد توافق على استيعاب جزء من سكان غزة، رغم الرفض العلني المتكرر لهذه الفكرة.

تحركات عربية مكثفة لرفض التهجير

كثفت مصر اتصالاتها مع دول عربية، من بينها السعودية والإمارات والأردن، للتأكيد على موقفها الرافض لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين. وتتمسك الدول العربية بحل الدولتين كمسار أساسي لحل القضية الفلسطينية، بما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل.

مستقبل غزة: سيناريوهات مفتوحة

مع استمرار التصعيد السياسي، تبقى التساؤلات قائمة حول مستقبل غزة: هل ستتمكن الأطراف المعنية من تجاوز هذه الأزمة عبر التفاوض، أم أن المنطقة على وشك مواجهة مرحلة جديدة من الاضطرابات؟ الأيام القادمة كفيلة بالكشف عن مآلات هذا المشهد المتوتر.

تعليقات