بعد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي أشار فيها إلى احتمال استئناف العمليات العسكرية في قطاع غزة، اتخذ الجيش الإسرائيلي خطوات ميدانية سريعة لرفع درجة التأهب في المنطقة.
.webp)
تعزيز الاستعدادات العسكرية في محيط غزة
أعلن الجيش الإسرائيلي، يوم الأحد، أنه قرر رفع مستوى "الاستعداد العملياتي" في المناطق المحيطة بقطاع غزة، بعد تقييم شامل للوضع الأمني. وأكد في بيان رسمي أن هذه الخطوة جاءت في أعقاب خطاب نتنياهو الذي أكد خلاله جاهزية إسرائيل لخوض جولة جديدة من القتال ضد حركة حماس إذا لزم الأمر.
وقد صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال حفل تخريج دفعة جديدة من الضباط في تل أبيب بأن الجيش مستعد لاستئناف المعارك في أي وقت، وأن العمليات العسكرية التي تم تنفيذها حتى الآن ألحقت خسائر فادحة بحركة حماس. كما شدد على أن إسرائيل لن تسمح لحماس بالسيطرة على قطاع غزة مرة أخرى، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يحظى بدعم الولايات المتحدة.
لا اتفاق حول المرحلة التالية من الهدنة
في سياق متصل، أكد المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أنه سيجري زيارة إلى المنطقة خلال الأسبوع المقبل لمناقشة تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس. وتأتي هذه التحركات الدبلوماسية وسط قلق متزايد بشأن مستقبل الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ منذ خمسة أسابيع.
من جانبها، صرحت حركة حماس يوم الأحد بأن إسرائيل تعرّض اتفاق وقف إطلاق النار للخطر من خلال تأخير الإفراج عن دفعة جديدة من الأسرى الفلسطينيين، وذلك في مقابل إطلاق سراح المجموعة الأخيرة من المحتجزين الإسرائيليين الذين تم الإفراج عنهم يوم السبت. وأكدت الحركة أن استمرار هذه العراقيل قد يؤدي إلى انهيار الاتفاق، ما يعيد الأوضاع إلى مربع المواجهة العسكرية.
تصعيد محتمل ومخاوف دولية
يأتي هذا التطور في وقت حرج، حيث من المقرر أن تنتهي المرحلة الأولى من الهدنة مع مطلع شهر مارس، في حين لم يتم التوصل إلى أي اتفاق بشأن المرحلة التالية. ويخشى المجتمع الدولي من أن يؤدي أي تصعيد عسكري جديد إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، الذي يعاني أصلاً من أوضاع معيشية صعبة نتيجة الحصار والعمليات العسكرية المستمرة.
ورغم الجهود الدبلوماسية المستمرة، يبدو أن الوضع على الأرض لا يزال هشًا، حيث تؤكد تصريحات المسؤولين الإسرائيليين أن الخيار العسكري لا يزال مطروحًا بقوة. وفي المقابل، تحذر الفصائل الفلسطينية من أن أي تصعيد جديد سيقابل برد قوي، مما يهدد باندلاع موجة جديدة من العنف في المنطقة.
التوترات بين إسرائيل وحماس: سيناريوهات المستقبل
مع استمرار التوترات وتصاعد التهديدات المتبادلة، يبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن الوساطات الدولية من تثبيت الهدنة والتوصل إلى حل سياسي مستدام، أم أن المنطقة ستشهد جولة جديدة من القتال؟ في ظل هذه الظروف، يبدو أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل الأوضاع في قطاع غزة وما حوله.