.webp)
في ظل الأوضاع المتوترة التي يعيشها قطاع غزة، والتطورات المتسارعة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار، تبرز تساؤلات حول مستقبل إدارة القطاع بعد الحرب. وبينما تسود أنباء عن خلافات داخلية في حركة حماس حول بعض القضايا المحورية، مثل تسليم السلاح وإدارة غزة، أكدت الحركة أنها مستعدة للقبول بأي صيغة وطنية متفق عليها لإدارة القطاع.
القيادي في حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، شدد على أن الحركة منفتحة على أي حل توافقي، مشيرًا إلى استعدادها لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق أو دمجها مع المرحلة الثانية وفق خطوطها الحمراء.
لكن في المقابل، تتهم حماس إسرائيل بعرقلة تنفيذ البروتوكول الإنساني المنصوص عليه في الاتفاق، عبر تضييق دخول المساعدات وعرقلة تبادل الأسرى، مما يعقد المشهد أكثر ويزيد من معاناة المدنيين والأسرى.
حماس: مستعدون لأي اتفاق بشأن إدارة غزة
رغم التكهنات بوجود انقسامات داخل الحركة حول مستقبل إدارة غزة، أكدت حماس عبر تصريحات عبد اللطيف القانوع أنها لن تتمسك بموقف متشدد بشأن من يدير القطاع، بل ستقبل بأي صيغة تحقق التوافق الوطني.
هل حماس مستعدة لتسليم غزة؟
تعد مسألة إدارة القطاع من أكثر الملفات حساسية في المرحلة المقبلة، حيث ترفض بعض الأطراف هيمنة حماس الكاملة على غزة، في حين تصر الحركة على أن أي ترتيبات مستقبلية يجب أن تكون ضمن رؤية وطنية فلسطينية شاملة، لا تخضع للإملاءات الخارجية.
تمديد الهدنة أو دمج مراحل الاتفاق
أكد القانوع أن حماس مستعدة لتمديد المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة، أو حتى دمجها مع المرحلة الثانية، بشرط أن تلتزم إسرائيل بتنفيذ تعهداتها، خاصة فيما يتعلق بتبادل الأسرى والمساعدات الإنسانية.
لكن حتى الآن، لا تزال المرحلة الثانية من الاتفاق غير واضحة المعالم، وسط استمرار التصعيد الميداني والتوترات السياسية بين الطرفين.
إسرائيل تعرقل دخول المساعدات وتضيق على غزة
من أبرز النقاط التي أثارتها حماس في تصريحاتها الأخيرة، أن إسرائيل لا تلتزم بتنفيذ بنود الاتفاق، خاصة فيما يتعلق بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
البروتوكول الإنساني واتفاق المساعدات
بحسب المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، كان من المفترض أن يسمح بتدفق المساعدات إلى غزة، لضمان تلبية احتياجات السكان، خاصة في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها القطاع بسبب الحصار والتدمير المستمر.
لكن وفقًا لما أكدته حماس، فإن إسرائيل تعمل على تعطيل هذه الإجراءات عبر تقليل عدد الشاحنات المسموح بدخولها إلى القطاع، ووضع عراقيل إضافية أمام نقل الإمدادات.
محاولة إفشال الاتفاق
اتهمت حماس إسرائيل بالسعي إلى إفشال الاتفاق، مشيرة إلى أن استمرار القيود الإسرائيلية على المساعدات وتباطؤ تنفيذ بنود الاتفاق قد يعرقل تنفيذ المراحل المقبلة، مما يعرض الهدنة للخطر.
كما حمل القانوع إسرائيل مسؤولية تعقيد ملف الأسرى الإسرائيليين في غزة، قائلًا إن الانتهاكات الإسرائيلية لن تؤدي إلا إلى مزيد من التوترات والتصعيد في المنطقة.
تبادل الأسرى: المرحلة الأولى تقترب من نهايتها
في تطور جديد، أكدت مصادر فلسطينية أن المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى شارفت على الانتهاء، حيث تسلمت إسرائيل جثث أربعة إسرائيليين فجر اليوم، مقابل إطلاق سراح نحو 600 أسير فلسطيني.
تفاصيل تبادل الأسرى
- تم نقل الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم إلى عدة وجهات، حيث وصل بعضهم إلى جنوب غزة ورام الله في الضفة الغربية، في حين تم نقل 97 أسيرًا فلسطينيًا إلى مصر، حيث سيبقون هناك حتى يتم نقلهم إلى دولة أخرى.
- كانت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار تتضمن إطلاق سراح 33 إسرائيليًا مقابل حوالي 2000 أسير فلسطيني، بالإضافة إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض المواقع في غزة.
ما مصير المرحلة الثانية؟
في حين انتهت المرحلة الأولى، فإن المرحلة الثانية لا تزال غير واضحة، خاصة أن إسرائيل لم تلتزم بشكل كامل بشروط الاتفاق الأول، مما يزيد من التعقيدات أمام المباحثات الجارية بشأن الخطوات القادمة.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، لا يزال هناك 58 إسرائيليًا محتجزين في غزة، يُعتقد أن 35 منهم على الأقل قد قُتلوا خلال العمليات العسكرية أو نتيجة ظروف الاحتجاز.
جهود الوسطاء لإنجاح المفاوضات
في ظل التعقيدات التي تواجه تنفيذ الاتفاق، تبرز جهود الوسطاء الإقليميين والدوليين لضمان استمرار وقف إطلاق النار والمضي قدمًا في المراحل المقبلة.
دور مصر وقطر في الوساطة
تقوم مصر وقطر بدور محوري في المباحثات بين حماس وإسرائيل، حيث تسعى القاهرة والدوحة إلى تقريب وجهات النظر، ودفع الأطراف نحو تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق دون تصعيد جديد.
ضغوط أمريكية لتمديد الاتفاق
من جهة أخرى، تمارس الولايات المتحدة ضغوطًا على إسرائيل لضمان استمرار تنفيذ اتفاق الهدنة، حيث ترى واشنطن أن التصعيد العسكري مجددًا قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة، ويعرقل جهود استقرار المنطقة.
مستقبل غزة في ظل التعقيدات السياسية
بينما تقترب المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار من نهايتها، تبقى الأسئلة مفتوحة حول مستقبل إدارة غزة، وما إذا كانت حماس ستتمكن من الحفاظ على نفوذها في القطاع، أم أن التطورات السياسية ستفرض ترتيبات جديدة.
في الوقت نفسه، لا تزال إسرائيل تضع العراقيل أمام تنفيذ الاتفاق، مما قد يعرقل المرحلة الثانية، ويدفع الأمور نحو تصعيد جديد، قد يكون أكثر تعقيدًا من المرحلة السابقة.
ومع استمرار جهود الوسطاء وضغوط المجتمع الدولي، يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن الطرفان من التوصل إلى تسوية دائمة، أم أن التصعيد سيظل هو الخيار الوحيد؟