.webp)
اجتماع السداسية العربية في القاهرة يؤكد رفض تهجير الفلسطينيين ويدعم تنفيذ اتفاق غزة
عُقد في العاصمة المصرية القاهرة، اليوم السبت، الاجتماع السداسي العربي، حيث أكد المشاركون رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين، مشددين على ضرورة تنفيذ اتفاق غزة بجميع مراحله وضمان استدامة وقف إطلاق النار. كما عبّر الاجتماع عن التطلع إلى التعاون مع الإدارة الأميركية الجديدة، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، لتحقيق حل الدولتين كسبيل لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
تأكيد الدعم لتنفيذ اتفاق غزة
ناقش الاجتماع السداسي الجهود المبذولة من قبل الدول العربية لضمان تنفيذ اتفاق غزة بشكل كامل، بما في ذلك جميع مراحله وبنوده، بهدف تحقيق تهدئة مستدامة. كما شدد المشاركون على أهمية ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء قطاع غزة، مع إزالة العقبات التي تعيق دخول الإمدادات الأساسية، بما في ذلك المساعدات الإيوائية ومتطلبات إعادة الإعمار والتعافي.
وأكد الاجتماع على ضرورة العمل المشترك لضمان عودة المهجرين الفلسطينيين إلى منازلهم بشكل آمن، ومنع أي محاولات لتغيير التركيبة الديموغرافية لقطاع غزة، مع ضرورة إشراك السلطة الفلسطينية في جميع مراحل التنفيذ لتعزيز دورها في إدارة القطاع وتحقيق الاستقرار.
رفض تحجيم دور الأونروا
كما ناقش الاجتماع مستقبل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، معبرين عن رفض أي محاولات لتحجيم دورها أو إضعاف تأثيرها في تقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين.
وأكد الوزراء العرب على أهمية تنفيذ عملية شاملة لإعادة إعمار غزة، داعين المجتمع الدولي، ولا سيما مجلس الأمن، إلى اتخاذ خطوات فعلية لتنفيذ حل الدولتين كخيار أساسي لإنهاء الصراع في المنطقة.
وشدد البيان الختامي على رفض أي مخططات تهدف إلى تقسيم قطاع غزة أو عزله عن باقي الأراضي الفلسطينية، داعين إسرائيل إلى الانسحاب الكامل من القطاع وفق الاتفاقات الدولية.
مباحثات حول وقف إطلاق النار ودور السلطة الفلسطينية
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية السعودية أن اجتماع القاهرة ناقش سبل ضمان استدامة وقف إطلاق النار في غزة، وتمكين السلطة الفلسطينية من القيام بمهامها في إدارة شؤون القطاع.
كما تم التطرق إلى الجهود المبذولة لتأمين عودة المهجرين الفلسطينيين إلى منازلهم، وضمان توفير المساعدات الإنسانية الضرورية لهم، بما في ذلك الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب، خاصة في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعاني منها سكان القطاع.
وكان الاجتماع قد انطلق في القاهرة لبحث التطورات الأخيرة في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بتثبيت وقف إطلاق النار في غزة، وذلك في ظل تصاعد التوترات والتحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني.
موقف عربي موحد ضد مقترح تهجير الفلسطينيين
جاء اجتماع السداسية العربية بعد أيام قليلة من التصريحات المثيرة للجدل للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي اقترح نقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن.
وأثار هذا المقترح رفضاً واسعاً من الدولتين العربيتين المعنيتين، إضافة إلى اعتراضات من دول عربية وإقليمية أخرى، معتبرين أن هذا الطرح لا يتماشى مع الحقوق الفلسطينية المشروعة ويعد انتهاكاً واضحاً للاتفاقات الدولية.
حظر أنشطة الأونروا في القدس الشرقية
يأتي الاجتماع أيضاً في ظل قرار الحكومة الإسرائيلية الأخير بحظر أنشطة وكالة الأونروا في إسرائيل والقدس الشرقية المحتلة، والذي دخل حيز التنفيذ يوم الخميس الماضي.
ويحذر مسؤولون دوليون من أن هذا القرار قد يؤدي إلى "عواقب كارثية" على حياة ومستقبل اللاجئين الفلسطينيين الذين يعتمدون على خدمات الوكالة في مجالات الصحة والتعليم والإغاثة.
مشاركة رفيعة المستوى في اجتماع القاهرة
شارك في الاجتماع عدد من كبار المسؤولين العرب، من بينهم وزراء خارجية:
- مصر: بدر عبد العاطي
- الأردن: أيمن الصفدي
- السعودية: فيصل بن فرحان
- قطر: محمد بن عبد الرحمن
- الإمارات: عبد الله بن زايد
كما حضر الاجتماع أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، إضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط.
مباحثات ثنائية بين مصر والأردن
وقبيل انعقاد الاجتماع، أجرى وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، محادثات ثنائية مع نظيره الأردني، أيمن الصفدي، حيث ناقشا القضايا ذات الاهتمام المشترك، لا سيما المتعلقة بالقضية الفلسطينية والجهود المبذولة لضمان حقوق الفلسطينيين في إطار حل الدولتين.
ختام الاجتماع وتوصياته
اختتم الاجتماع السداسي العربي بإجماع المشاركين على ضرورة اتخاذ موقف عربي موحد في دعم القضية الفلسطينية، والتأكيد على رفض التهجير القسري، وتمكين الفلسطينيين من إدارة شؤونهم الداخلية.
كما أكد الوزراء على أهمية استمرار الجهود الدبلوماسية للضغط على المجتمع الدولي لضمان تطبيق الاتفاقات الدولية، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، إضافة إلى استكمال عملية إعادة الإعمار بالشراكة مع الدول المانحة والمنظمات الإنسانية.
في النهاية، يعكس اجتماع السداسية العربية بالقاهرة موقفاً حازماً من الدول العربية تجاه القضية الفلسطينية، حيث يسعى القادة العرب إلى الحفاظ على حقوق الفلسطينيين، ورفض أي محاولات لإعادة رسم خريطة المنطقة بما يتعارض مع قرارات الشرعية الدولية.