خطة ترامب حول غزة.. نتنياهو "متفائل" ورئيس استخباراته يحذر: ستُشعل المنطقة

خطة ترامب غزة تهجير سكان غزة المغادرة الطوعية غزة موقف نتنياهو من غزة رفض عربي تهجير غزة تهجير الفلسطينيين إعادة إعمار غزة خطة إسرائيل لغزة
من شواطئ غزة المدمرة 
 

تنديد عربي ودولي بخطة ترامب بشأن غزة وسط تعقيدات المرحلة المقبلة

لا تزال تداعيات إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب حول تهجير سكان قطاع غزة تلقي بظلالها على الساحة الدولية، حيث قوبل مقترحه برفض عربي ودولي واسع. ترامب يدعي أن خطته تهدف إلى تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، إلا أن العديد من الأطراف ترى فيها محاولة لتهجير الفلسطينيين قسرًا.

تحذيرات إسرائيلية من تداعيات الخطة

في تطور جديد، حذّر رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية اللواء شلومي بيندر من العواقب المحتملة لخطة ترامب، مشيرًا إلى أنها قد تؤدي إلى تصعيد إقليمي خطير، وفقًا لما أوردته القناة 13 الإسرائيلية. كما عبّر مسؤولون عسكريون إسرائيليون كبار عن قلقهم من تداعيات تنفيذ هذا المقترح.

بدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية، إن الأوضاع في غزة "لن تعود إلى ما كانت عليه". وأضاف: "كنت أسمع أن السلطة الفلسطينية ستعود إلى غزة، ثم يأتي ترامب ويقول إنه مستعد لتقديم خيار آخر، ما أثار دهشة العالم". كما أشار إلى أن الرئيس الأميركي السابق على تواصل مع عدد من الزعماء الدوليين بشأن هذه القضية، لكنه رفض الإفصاح عن التفاصيل.

إسرائيل تضع خطة للمغادرة الطوعية

أعلنت الحكومة الإسرائيلية، الخميس، عن إعداد خطة تهدف إلى تسهيل "المغادرة الطوعية" لسكان قطاع غزة. وأوضح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الجيش الإسرائيلي كُلّف بوضع آليات لتنفيذ الخطة، بما في ذلك فتح معابر برية وجوية لمغادرة الفلسطينيين الراغبين في ذلك.

وفي سياق متصل، شدد نتنياهو على أن "القضاء على القدرات العسكرية لحماس وضمان عدم عودة التهديدات" يشكلان أولوية بالنسبة لإسرائيل، مضيفًا أن المرحلة التالية من الخطة ستكون أكثر تعقيدًا لكنها ضرورية.

ردود فعل عربية ودولية غاضبة

ما إن أعلنت إسرائيل عن خطتها حتى سارعت حركة حماس إلى المطالبة بعقد قمة عربية طارئة لمواجهة "المخطط التهجيري"، مؤكدة رفضها القاطع لأي محاولة لفرض واقع جديد على قطاع غزة. كما حذّرت مصر من تداعيات هذه التطورات على الهدنة الهشة التي تسري في القطاع منذ 19 يناير.

ووفقًا لما أفادت به مصادر دبلوماسية، رفضت دول عربية مثل مصر والأردن والسعودية والإمارات الخطة الأميركية، وأكدت الجامعة العربية رفضها لأي محاولات لتغيير التركيبة السكانية لغزة بالقوة.

أما على الصعيد الدولي، فقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى تجنب أي إجراءات قد ترقى إلى "التطهير العرقي"، مشددًا على حق الفلسطينيين في البقاء بأرضهم. كما عبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي عن معارضتهما لأي تهجير قسري للفلسطينيين.

خطة ترامب غزة تهجير سكان غزة المغادرة الطوعية غزة موقف نتنياهو من غزة رفض عربي تهجير غزة تهجير الفلسطينيين إعادة إعمار غزة خطة إسرائيل لغزة
الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض

موقف ترامب والإدارة الأميركية

في محاولة لتهدئة المخاوف، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت أن ترامب "لم يتعهد بإرسال قوات أميركية إلى غزة"، على الأقل "في الوقت الحالي". كما صرح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بأن الفكرة تتضمن مغادرة الفلسطينيين مؤقتًا، ريثما تتم إعادة إعمار غزة.

غير أن ترامب عاد ليؤكد جدية مقترحه، مشددًا على أن "الولايات المتحدة ستتسلم قطاع غزة بعد انتهاء القتال"، وأن "الفلسطينيين سيُعاد توطينهم في مناطق أكثر أمانًا مع بنى تحتية حديثة".

تأثير الخطة على مسار المفاوضات

وسط هذه التطورات، استؤنفت المفاوضات غير المباشرة بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. ورغم الهدنة السارية، إلا أن هناك قلقًا من أن مقترح ترامب قد يعرقل التقدم نحو تسوية طويلة الأمد.

وكانت المرحلة الأولى من الاتفاق، التي بدأت في 19 يناير، قد أسفرت عن إطلاق سراح بعض المحتجزين، إلى جانب تدفق المساعدات الإنسانية، وعودة جزء من النازحين إلى شمال القطاع.

استمرار الأزمة الإنسانية

على الرغم من دخول أكثر من 10 آلاف شاحنة مساعدات إلى غزة منذ بدء الهدنة، إلا أن الوضع الإنساني لا يزال كارثيًا. ووفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة، فإن عدد القتلى جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية تجاوز 47 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال.

في المقابل، تواصل إسرائيل التأكيد على أن عملياتها تهدف إلى القضاء على التهديدات الأمنية، مشددة على أن أي خطوات مستقبلية ستُتخذ بالتنسيق مع حلفائها، وعلى رأسهم الولايات المتحدة.

مستقبل غزة في ظل التوترات

مع تصاعد الغضب الدولي واستمرار الرفض الفلسطيني والعربي، يبقى مستقبل قطاع غزة غامضًا. وبينما تصر إسرائيل على تغيير المعادلة الأمنية، يسعى الفلسطينيون إلى الحفاظ على حقهم في البقاء بأرضهم، وسط دعوات دولية لإيجاد حلول مستدامة تنهي الأزمة بدلاً من تفاقمها.

تعليقات