.webp)
مع استمرار تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، تم اليوم السبت تبادل الدفعة السادسة من الأسرى بين الجانبين، وسط ترقب كبير لانطلاق المباحثات حول المرحلة الثانية من الاتفاق في مطلع الأسبوع المقبل. وفي هذا السياق، كشفت مصادر مطلعة عن تفاصيل جديدة تتعلق بالمفاوضات الجارية بين الأطراف المعنية والوسطاء.
التزام حماس بعدم المشاركة في حكم غزة
أكدت مصادر مطلعة على سير المفاوضات أن حركة حماس جددت التزامها بعدم الانخراط في إدارة القطاع خلال المرحلة المقبلة، وهو ما يعكس محاولات لتحديد طبيعة المشهد السياسي بعد انتهاء النزاع. كما شددت الحركة على تمسكها باتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في 19 يناير، ويتضمن ثلاث مراحل تهدف إلى إنهاء القتال وتبادل الأسرى ثم إعادة إعمار غزة.
جهود مكثفة لإعادة إعمار غزة
تجري مصر اتصالات مكثفة من أجل تشكيل لجنة مؤقتة تتولى مسؤولية الإشراف على عمليات الإغاثة وإعادة إعمار غزة، وفق ما أفادت به مصادر إعلامية. وتأتي هذه الخطوة في ظل تحذيرات متزايدة من حجم الدمار الهائل الذي خلفته الحرب، والذي يجعل الحاجة إلى إعادة الإعمار مسألة ملحة.
وفي الوقت ذاته، تواصل الولايات المتحدة ضغوطها من أجل تحديد مستقبل القطاع، حيث لمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال الفترة الماضية إلى إمكانية إعادة توطين السكان في مناطق أخرى بهدف تسهيل إعادة الإعمار والاستثمار في القطاع.
موقف إسرائيل من مستقبل غزة
على الرغم من الترتيبات الجارية، لا تزال إسرائيل ترفض بشكل قاطع أي دور مستقبلي لحماس في إدارة القطاع بعد انتهاء الحرب. وتسعى تل أبيب إلى فرض ترتيبات سياسية وأمنية جديدة تضمن عدم عودة الحركة إلى الحكم، ما يعقد المفاوضات حول المرحلة المقبلة.
المرحلة الثانية من الاتفاق: تبادل الأسرى
من المقرر أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار خلال الأسبوع المقبل، حيث تتضمن هذه المرحلة الإفراج عن باقي الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس، مقابل إطلاق سراح مئات المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. ومن المتوقع أن تشهد هذه المرحلة بعض التعقيدات في ظل الشروط التي تسعى إسرائيل إلى فرضها.
المرحلة الثالثة: إعادة الإعمار بتكلفة ضخمة
أما المرحلة الثالثة والأخيرة من الاتفاق فتركز على إعادة إعمار غزة، وهو مشروع ضخم تقدر الأمم المتحدة كلفته بأكثر من 53 مليار دولار. ومن المتوقع أن يتم تنفيذ هذه العملية عبر دعم دولي وإقليمي واسع، بمشاركة دول عربية ومنظمات إغاثية عالمية.
تحديات مستقبلية
في ظل هذه التطورات، تبقى هناك عدة تحديات قد تعرقل تنفيذ الاتفاق بشكل سلس. فإلى جانب الموقف الإسرائيلي المتشدد تجاه حماس، هناك عقبات لوجستية وسياسية تتعلق بآليات تنفيذ إعادة الإعمار وضمان عدم تجدد النزاع مستقبلاً.
إجمالاً، فإن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل غزة، سواء من حيث استكمال تبادل الأسرى، أو الترتيبات السياسية والأمنية، أو حتى وضع الأسس لمشروع إعادة الإعمار الذي سيحدد شكل الحياة في القطاع لسنوات قادمة.