تفاصيل مصرع المصرية آية عادل في الأردن.. وماذا كشفت آخر مكالمة؟

 وفاة آية عادل في الأردن... حادثة انتحار أم جريمة عنف أسرية؟

آية عادل، وفاة آية عادل، حادثة آية عادل، العنف الأسري، الأردن، مصر، تحقيقات آية عادل، قضايا المرأة.

أثارت وفاة السيدة المصرية آية عادل، المقيمة في الأردن، جدلًا واسعًا بعد سقوطها من شرفة شقتها الواقعة في الطابق السابع بمنطقة لواء الرصيفة شمال شرقي العاصمة عمّان. تباينت الروايات بين الجهات الأمنية وأسرتها، ما جعل القضية محل اهتمام الرأي العام في كلٍّ من الأردن ومصر.

رواية الأمن الأردني

وفقًا لمصدر أمني أردني، فإن التحقيقات الأولية كشفت أن آية أقدمت على إلقاء نفسها دون أي تدخل من زوجها. وأظهرت فيديوهات وثّقت الحادثة أن السيدة قفزت من الشرفة بعد خلاف حاد مع زوجها، الذي تم توقيفه لاحقًا بتهمة الإيذاء البسيط الذي سبق وقوع الحادثة.

وأكد المصدر الأمني أن التحقيقات لم تثبت أي شبهة جنائية ضد الزوج فيما يخص سقوطها، وتم تحويل القضية إلى المدعي العام الذي قرر اعتبار الواقعة انتحارًا. كما أشار إلى أن إدارة حماية الأسرة تولّت رعاية الطفلين إلى حين وصول جدهما من مصر لاستلامهما.

آية عادل، وفاة آية عادل، حادثة آية عادل، العنف الأسري، الأردن، مصر، تحقيقات آية عادل، قضايا المرأة.
رواية الأسرة... اتهامات مباشرة للزوج

على الجانب الآخر، ترفض أسرة آية هذه الرواية، متهمة زوجها بالضلوع في وفاتها. ووفقًا لتصريحات جمال القضاة، محامي العائلة في الأردن، فإن لديهم شهادات ووثائق من الجيران تؤكد تعرض آية للعنف المنزلي المستمر على يد زوجها.

وأشار القضاة إلى أن العائلة كانت قد توصلت إلى اتفاق مع الزوج على الطلاق مقابل دفع مؤخر قدره 800 ألف جنيه مصري. وبناءً على ذلك، سافرت آية إلى القاهرة في بداية فبراير 2025، وعادت إلى عمان في 7 فبراير لاستكمال إجراءات الطلاق.

خطط الضحية لحياة جديدة

بحسب أفراد عائلتها، فإن آية كانت تستعد لبدء حياة جديدة بعيدًا عن زوجها، حيث قامت بشراء شقة في الإسكندرية بالقرب من أسرتها، وكانت تنوي الانتقال للعيش هناك مع طفليها. هذه المعلومات، وفق العائلة، تتعارض مع فرضية إقدامها على الانتحار، حيث كانت تخطط لمستقبل مختلف تمامًا.

تقارير الطب الشرعي ومنظمة "سوبر وومن"

من جهتها، دعت منظمة "سوبر وومن"، المعنية بحقوق المرأة، إلى توسيع نطاق التحقيقات مع الزوج ليشمل تهمة القتل العمد. وأكدت أن هناك نمطًا متكررًا من العنف في حياة الزوج الزوجية السابقة، ما يستدعي إعادة النظر في القضية من منظور جنائي.

ووفقًا لتقرير الطب الشرعي المبدئي، فقد أظهر الفحص وجود إصابات متعددة على جسد الضحية، تضمنت:

  • جرحًا قطعيًا في الجبهة.
  • كسرًا في الجمجمة.
  • نزيفًا داخليًا حادًا.
  • آثار ضرب على الفخذ الأيسر والساق، يُعتقد أنها ناتجة عن آلة حادة.

هذه الإصابات دفعت الأسرة والمنظمة إلى التشكيك في فرضية الانتحار، خاصة مع وجود شهادات من الجيران حول تعرّض آية للتعذيب سابقًا.

آخر مكالمة وآخر لحظات في حياتها

في مداخلة هاتفية مع برنامج "الحكاية" على قناة MBC مصر، صرّحت أسماء عادل، شقيقة آية، أن الضحية أجرت مكالمة هاتفية معها قبل الحادث بفترة قصيرة، وكانت في حالة معنوية جيدة، ما يتعارض مع فرضية الانتحار.

وأوضحت أسماء أن شقيقتها كانت تعد الطعام لأطفالها وقت وقوع الحادث، مما يعزز الشكوك حول إقدامها على الانتحار. كما كشفت أن الضحية أرسلت لها صورًا عبر الهاتف تظهر فيها آثار تعذيب بآلة حديدية، وهو ما يعزز فرضية تعرضها للعنف قبل سقوطها.

شهادة الجيران... تفاصيل مثيرة للريبة

وفقًا لشهادات بعض الجيران، فقد تم مشاهدة الزوج وهو ينزل على السلم ممسكًا بطانية ويبدو عليه التوتر والعجلة، مما أثار شكوكًا حول تصرفاته بعد الحادثة مباشرة. هذه الإفادة تدعم موقف الأسرة المطالب بإعادة التحقيق في الواقعة.

المطالبات بتحقيق شامل

القضية لا تزال قيد التحقيق لدى إدارة البحث الجنائي الأردني، إلا أن أسرة آية ومنظمات حقوقية تطالب بإجراء تحقيق معمّق يشمل جميع الملابسات، مع التأكد من تقديم حماية قانونية للطفلين وضمان عدم ضياع حقوق الضحية.

الرأي العام يترقب الحقيقة

مع استمرار الجدل حول الواقعة، يترقب الرأي العام في الأردن ومصر نتائج التحقيقات الرسمية. ويظل السؤال الأهم: هل كانت وفاة آية عادل حادثة انتحار فعلية، أم أن الحقيقة تحمل تفاصيل أكثر تعقيدًا؟

في ظل تضارب الروايات، يبقى الكشف عن ملابسات الحادثة بالكامل مطلبًا أساسيًا لضمان تحقيق العدالة ومنع تكرار مثل هذه المآسي مستقبلاً.

تعليقات