.webp)
بداية القصة
تعود الحادثة إلى أحد التجار في ولاية عنابة، الواقعة شرق العاصمة الجزائرية، والذي قرر إطلاق اسم "عمي تبون" على مقهاه. لم يمضِ وقت طويل حتى لفتت اللافتة انتباه مستخدمي مواقع التواصل، حيث انتشرت الصور والتعليقات التي تنوعت بين السخرية، الإعجاب، والاستغراب من هذه الخطوة غير المألوفة.
لكن سرعان ما تحركت السلطات المحلية وأمرت بإزالة اللافتة، معتبرة أن استخدام اسم الرئيس في نشاط تجاري قد يشكل استغلالًا لشعارات سياسية، وهو ما يتعارض مع القوانين المحلية. ونتيجة لذلك، اضطر صاحب المحل إلى استبدال اللافتة بأخرى تحمل اسمًا جديدًا، وهو "عمي الربعي"، ما زاد من التفاعل حول القضية.
انقسام في الرأي العام
خلقت هذه الواقعة موجة من الآراء المتباينة على مواقع التواصل الاجتماعي. فالبعض رأى أن التسمية كانت فكرة مبتكرة وتجذب الزبائن بطريقة غير تقليدية. وكتب أحد المعلقين: "من الجيد أن نرى بعض التجار يبدعون في اختيار أسماء لمحلاتهم بدل التسميات المعتادة مثل مقهى الرحمة أو مقهى البركة". بينما أضاف آخر: "هذا مجرد أسلوب تجاري ذكي، الهدف منه لفت الانتباه وجلب الزبائن، ولا أرى أي مشكلة في ذلك طالما أنه لا يتعدى الحدود".
لكن على الجهة المقابلة، اعتبر آخرون أن هذه الخطوة غير مناسبة، حيث أشار بعضهم إلى أنها قد تفتح الباب أمام استغلال أسماء الشخصيات العامة لأغراض تجارية بحتة. وعلّق أحدهم: "بعدما قام البعض باستغلال أسماء علامات تجارية دون إذن، ها نحن الآن نشاهد استغلال أسماء شخصيات سياسية شهيرة". فيما تساءل آخر: "كيف فكر صاحب المحل في إطلاق اسم قد يُحسب على طرف سياسي معين؟ قد يجذب هذا الاسم بعض الزبائن لكنه بالتأكيد سينفر آخرين".
.webp)
التجار واستغلال الأسماء الشهيرة
في الجزائر، يلجأ العديد من التجار إلى استخدام أسماء معروفة لجذب الانتباه إلى محلاتهم. فمن أسماء نوادي كرة القدم الشهيرة إلى الشخصيات التاريخية مثل المجاهدين، يحرص أصحاب المشاريع الصغيرة على اختيار أسماء ذات وقع قوي لترك انطباع في ذهن الزبائن. لكن إطلاق اسم رئيس الجمهورية على مقهى يُعد سابقة أثارت انتباه الجميع.
ومن المعروف أن المنافسة التجارية في الجزائر تدفع أصحاب المحلات إلى ابتكار أساليب لجذب الزبائن، من بينها الأسماء الفريدة والمثيرة للاهتمام. بعض التجار يفضلون استخدام أسماء مستوحاة من التراث أو الثقافة الشعبية، بينما يختار آخرون أسماء تعكس مظاهر القوة والتأثير، مثل الشخصيات السياسية أو الرموز الثقافية.
تداعيات القرار
إزالة اللافتة لم توقف الجدل، بل زادت من انتشار القصة وجعلتها أكثر تداولًا على الإنترنت. فقد استغل بعض رواد مواقع التواصل الموقف للسخرية، فيما رأى آخرون أن هذه الحادثة تعكس حساسية استخدام الأسماء السياسية في المجتمع الجزائري. كما أن بعض المعلقين طرحوا تساؤلات حول مدى حرية التجار في اختيار أسماء لمحلاتهم، وما إذا كانت هناك معايير واضحة يجب اتباعها في هذا السياق.
بين التسويق والاعتبارات السياسية
الحادثة تسلط الضوء على التداخل بين التجارة والسياسة في المجتمعات الحديثة، حيث أصبحت الأسماء والعلامات التجارية أدوات تسويقية قوية. وفي حين أن بعض التجار قد يرون في استخدام أسماء شخصيات معروفة فرصة لتحقيق شهرة سريعة، إلا أن ذلك قد يجر عليهم مشكلات قانونية أو اعتراضات اجتماعية.
يبقى السؤال مفتوحًا: هل كان قرار إزالة اللافتة مبررًا، أم أنه كان مجرد رد فعل مبالغ فيه؟ وبينما يرى البعض أن استخدام اسم "عمي تبون" كان مجرد خطوة تسويقية ذكية، يعتبر آخرون أن مثل هذه الممارسات قد تثير الجدل في بيئة سياسية معقدة. وفي كل الأحوال، فإن هذه الحادثة كشفت عن مدى تأثير الأسماء التجارية في تشكيل النقاش العام، وكيف يمكن أن تتحول لافتة صغيرة إلى موضوع جدل على مستوى وطني.