حامد الشيتي يعتذر بعد أزمة تصريحاته ضد بدو مصر: تفاصيل الغضب والوساطات الرسمية والقبلية
.webp)
أثارت تصريحات رجل الأعمال المصري حامد الشيتي، التي اعتُبرت مسيئة لبدو محافظة مطروح، عاصفة من الغضب الرسمي والقبلي، مما دفعه إلى التراجع السريع وإصدار بيان اعتذار رسمي صباح اليوم الاثنين. جاء ذلك بعد أن واجه حملة انتقادات حادة على وسائل التواصل الاجتماعي، وضغوطًا من القيادات القبلية والمسؤولين الحكوميين.
بداية الأزمة: تصريحات مثيرة للجدل
تعود جذور الأزمة إلى مقابلة تلفزيونية أجراها الشيتي، تحدث خلالها عن العقبات التي تواجه المستثمرين في الساحل الشمالي، حيث ألقى باللوم على بعض أبناء القبائل البدوية في تعطيل مشاريع التنمية السياحية. إذ قال نصًا:
"البدو لا يسمحون للمستثمرين بالبناء، وهذا يشكل مشكلة كبيرة تعوق التنمية السياحية في الساحل الشمالي، وعلى الدولة أن تجد حلاً جذريًا لهذه المسألة."
سرعان ما انتشرت هذه التصريحات وأثارت استياءً واسعًا، حيث اعتبرها أبناء القبائل إهانة مباشرة لهم، واتهامًا غير منصفٍ بحق مجتمعهم الذي لعب دورًا رئيسيًا في دعم التنمية والاستثمارات داخل المحافظة.
ردود الفعل القبلية والرسمية: مطالبات بالاعتذار
لم يمر وقت طويل قبل أن يتصاعد الغضب، حيث جاءت أول ردود الفعل الرسمية من محافظ مطروح اللواء خالد شعيب، الذي رفض بشدة هذه التصريحات، مؤكدًا أن أبناء مطروح والقبائل البدوية دائمًا ما كانوا شركاء في التنمية وداعمين للمشروعات القومية والاستثمارية، وليسوا عقبة أمامها.
وأكد المحافظ أن محافظة مطروح تعمل بالتعاون مع مجلس العمد والمشايخ على تسهيل أي مشكلات تواجه المستثمرين، معربًا عن تقديره الكبير لدور البدو في دعم الاستثمارات.
على الجانب القبلي، جاء الرد أكثر حدة. فقد نشر إبراهيم العرجاني، رئيس اتحاد القبائل والعائلات المصرية، منشورًا شديد اللهجة على حسابه الرسمي بموقع فيسبوك، طالب فيه الشيتي بتقديم اعتذار فوري، قائلًا:
"من أخطأ بحق بدو مصر، عليه أن يعتذر فورًا. بدو مصر معروفون للمخابرات العامة، والمخابرات الحربية، وأجهزة الدولة المختلفة، وهم خط أحمر!"
تصاعدت حدة الانتقادات، وتداول النشطاء بيانات تطالب بمقاطعة مشروعات الشيتي السياحية، مما دفعه إلى اتخاذ خطوة سريعة لاحتواء الأزمة.
اعتذار رسمي من حامد الشيتي: تصحيح موقف أم ضغط متزايد؟
أمام هذا الغضب المتزايد، أصدر حامد الشيتي بيانًا رسميًا يعتذر فيه عن تصريحاته، موضحًا أنه لم يكن يقصد الإساءة لبدو مصر، بل كان يتحدث عن "تجاوزات محدودة من بعض الأفراد" أثرت على سير بعض المشروعات السياحية.
وقال في بيانه:
"أتقدم باعتذاري إلى اتحاد القبائل العربية وكافة جموع البدو المصريين الشرفاء عن أي إساءة فهم لما ذكرته في البرنامج التلفزيوني. إنني أكنّ كل الاحترام والتقدير لأهل البادية، وأؤكد أنهم يمثلون نموذجًا للشرف والنزاهة."
وأوضح أن تصريحاته جاءت في سياق عرض مشكلات تواجه مستثمري القطاع السياحي، وليس اتهامًا عامًا للبدو، مشيرًا إلى أن بعض التجاوزات التي تحدث عنها موثقة رسميًا بقرارات إزالة من هيئة المجتمعات العمرانية وجهاز تنمية القطاع الثالث للساحل الشمالي الغربي، حيث تم تسجيل تعديات على 580 مبنى ضمن مشروعه في قرية ألماظة.
من هو حامد الشيتي؟
حامد الشيتي هو أحد أبرز رجال الأعمال والمستثمرين في قطاع السياحة في مصر، وهو من مواليد محافظة الغربية بدلتا مصر. بدأ مسيرته عام 1979 بتأسيس مجموعة شركات سياحية أصبحت من بين الأكبر في الشرق الأوسط.
يمتلك الشيتي:
- 17 فندقًا سياحيًا في شرم الشيخ ومرسى علم والغردقة.
- 21 فندقًا عائمًا حول العالم.
- أسطولًا من السيارات والحافلات لخدمة السياحة.
- مشاريع ضخمة مثل خليج مكادي في ريفييرا البحر الأحمر وخليج ألماظة في الساحل الشمالي.
كانت شركاته تخدم أكثر من 1.3 مليون سائح سنويًا، ما جعله لاعبًا رئيسيًا في صناعة السياحة المصرية.
هل يكفي الاعتذار لإنهاء الأزمة؟
رغم إصدار الشيتي اعتذارًا رسميًا، إلا أن التساؤلات لا تزال قائمة حول ما إذا كان ذلك كافيًا لإنهاء الأزمة، خاصة أن التصريحات مسّت مجتمعًا قبليًا له تاريخ طويل في دعم الدولة.
ويبدو أن بعض القيادات القبلية لا تزال تنتظر خطوات عملية إضافية من الشيتي لإصلاح علاقاته مع أهالي مطروح، مثل لقاءات مباشرة مع شيوخ القبائل أو اتخاذ إجراءات تساهم في تنمية المنطقة.
دروس من الأزمة: الاستثمار والتواصل مع المجتمعات المحلية
تكشف هذه الأزمة عن درس مهم للمستثمرين الذين يعملون في المناطق ذات الطبيعة القبلية، حيث لا يمكن الفصل بين التنمية الاقتصادية والتواصل المجتمعي. فالنجاح في قطاع الاستثمار لا يقتصر فقط على الموارد المالية والبنية التحتية، بل يتطلب علاقات جيدة مع المجتمعات المحلية.
ختامًا: هل تتأثر استثمارات الشيتي مستقبلًا؟
بينما هدأت الأزمة نسبيًا بعد الاعتذار، يبقى السؤال المطروح: هل ستؤثر هذه التصريحات على سمعة واستثمارات الشيتي في الساحل الشمالي؟
قد يحتاج الشيتي إلى إجراءات أكثر شفافية وتواصلًا أعمق مع المجتمع البدوي لضمان استقرار مشروعاته السياحية، خاصة أن الثقة والاحترام المتبادل بين المستثمرين والمجتمعات المحلية عامل حاسم في نجاح أي مشروع.