.webp)
أزمة المساعدات في غزة: تعمد الإعاقة وسط كارثة إنسانية متفاقمة
بينما تواصل شاحنات المساعدات الإنسانية دخولها إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، يواجه إدخال الإمدادات قيودًا مشددة، مما دفع حركة حماس إلى اتهام إسرائيل بتعمد إبطاء وصول المساعدات الأساسية.
حماس: إسرائيل تعرقل إدخال المساعدات الضرورية
صرّح حازم قاسم، المتحدث باسم حركة حماس، يوم الثلاثاء، أن إسرائيل تتعمد تأخير وإعاقة إدخال المواد الأساسية، مثل الخيام والوقود، وهي من الاحتياجات الأكثر إلحاحًا لسكان القطاع المنكوب.
وفي بيان رسمي نشرته الحركة عبر تلغرام، دعت الوسطاء الدوليين إلى التدخل لمعالجة الخلل في تطبيق البروتوكول الإنساني المتعلق بإدخال المساعدات. كما أكدت أن ما تم تنفيذه حتى الآن في الجوانب الإنسانية لا يلبي الحد الأدنى من المتطلبات المتفق عليها.
اليونيسف: المساعدات "قطرة في محيط" الاحتياجات
من جهتها، وصفت تيس إنغرام، المتحدثة باسم منظمة اليونيسف، المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة بأنها "قطرة في محيط" مقارنة بحجم الاحتياجات الفعلية.
وأضافت في تصريحات صحفية، أن هناك ضرورة عاجلة لرفع القيود عن دخول شاحنات المساعدات، مشددة على أهمية الاستفادة من وقف إطلاق النار الحالي لإدخال الإمدادات الضرورية، مثل المواد الغذائية، والمستلزمات الطبية، والمساعدات الإغاثية.
كما أكدت أن الوضع الإنساني في غزة لا يزال خطيرًا، خاصة على الأطفال، رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار، مما يستدعي تسريع عمليات الإغاثة وتوسيع نطاقها.
الأمم المتحدة: مئات الآلاف يتحركون داخل القطاع
كشف ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، أن أكثر من 545 ألف فلسطيني انتقلوا من جنوب غزة إلى شمالها خلال الأسبوع الماضي، منذ بدء تطبيق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
وفي المقابل، أفادت التقارير الإنسانية بأن أكثر من 36 ألف شخص انتقلوا من شمال القطاع إلى الجنوب خلال نفس الفترة، مما يعكس حالة عدم الاستقرار المستمرة.
وأشار المتحدث الأممي إلى أن أسعار السلع الأساسية بدأت في الانخفاض تدريجيًا، لكنها لا تزال أعلى بكثير من مستوياتها قبل النزاع، موضحًا أن ثلث الأسر فقط لديها إمكانية أفضل للوصول إلى الغذاء، في حين أن معدلات استهلاك الطعام لا تزال منخفضة للغاية مقارنة بفترة ما قبل الحرب.
كما أوضح أن شركاء الأمم المتحدة قاموا بإنشاء ثلاثة مواقع إيواء مؤقتة في:
- بيت حانون
- بيت لاهيا
- جباليا
وتستوعب كل منها نحو خمسة آلاف شخص، في محاولة لتخفيف الأزمة الإنسانية الناجمة عن التشريد الواسع.
وقف إطلاق النار: 3 مراحل لإعادة الهدوء
يُنفَّذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة على ثلاث مراحل، تهدف إلى تهدئة الوضع وإنهاء الأعمال القتالية تدريجيًا، مع انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق السكنية.
المرحلة الأولى (مدة 6 أسابيع)
- وقف العمليات القتالية بين الطرفين.
- انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق السكنية في غزة.
- الإفراج عن 33 رهينة إسرائيلية محتجزة في غزة (باستثناء التايلانديين).
- إطلاق سراح حوالي 1900 معتقل فلسطيني من السجون الإسرائيلية.
- إدخال مساعدات إنسانية مكثفة إلى القطاع، بما في ذلك:
- المواد الغذائية والإمدادات الطبية والإغاثية.
- 200 ألف خيمة مجهزة للنازحين.
- 60 ألف كرفان لإيواء الأسر المتضررة.
- ترميم المشافي ومحطات المياه، وتشغيل المخابز، وإدخال الوقود والمعدات الثقيلة لإزالة الأنقاض وانتشال الجثث.
المرحلة الثانية
بدأت الجولة الجديدة من المفاوضات، والتي تركز على:
- التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
- عدم العودة إلى الحرب مستقبلاً.
- انسحاب إسرائيل من كامل القطاع، بما في ذلك محور فيلادلفي، وهو الشريط الحدودي بين غزة ومصر.
- الاتفاق على آلية واضحة للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.
.webp)
تحديات إعادة إعمار غزة وسط تعثر إدخال المساعدات
رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن العقبات أمام إدخال المساعدات وإعادة الإعمار لا تزال قائمة، حيث تستمر إسرائيل في فرض قيود صارمة على دخول المواد الأساسية.
تشمل أبرز التحديات:
- بطء دخول الإمدادات الإغاثية، مما يُفاقم الوضع الإنساني.
- استمرار العراقيل السياسية أمام عمليات إعادة الإعمار.
- تزايد أعداد النازحين الذين يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة.
- انهيار البنية التحتية للقطاع، مما يجعل توفير الخدمات الأساسية أمرًا صعبًا للغاية.
مستقبل المفاوضات: هل يتحقق وقف إطلاق نار دائم؟
مع استمرار المفاوضات بين الجانبين، يترقب الجميع ما إذا كانت المرحلة الثانية ستنجح في تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، أم أن الاتفاق الحالي سيظل هشًا وقابلًا للانهيار؟
تشير المعطيات إلى أن مستقبل غزة لا يزال معلقًا بين جهود إعادة الإعمار ومحاولات التوصل إلى حل سياسي دائم.
أزمة إنسانية مستمرة رغم وقف إطلاق النار
بينما يحاول الوسطاء الدوليون الدفع نحو حلول دائمة للصراع، لا تزال الأوضاع في غزة كارثية، مع استمرار نقص الغذاء، وغياب الخدمات الأساسية، والتشريد الجماعي.
ويبقى السؤال الأهم:
- هل ستنجح الجهود الدولية في إعادة الاستقرار إلى القطاع؟
- وهل سيتمكن الفلسطينيون من إعادة بناء حياتهم في ظل العقبات المستمرة؟
في النهاية، يبدو أن الطريق نحو إعادة الإعمار لا يزال طويلاً وشائكًا، ويتطلب إرادة دولية حقيقية لضمان عدم تكرار الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان غزة اليوم.