.webp)
أقر مجلس الشيوخ الأميركي، يوم الخميس، ثلاثة تعيينات في مناصب قيادية داخل الجيش الأميركي، وذلك في خطوة تعكس التحولات الجارية داخل المؤسسة العسكرية. وتأتي هذه التعيينات في ظل تقارير تشير إلى وجود نية لدى وزير الدفاع، بيت هيغسيث، لإقالة عدد من كبار القادة العسكريين.
قائمة بإقالات محتملة في القيادة العسكرية
وفقاً لما نقلته شبكة "CNN" الأميركية عن مصادر مطلعة، فإن وزير الدفاع الأميركي أعد قائمة بأسماء كبار القادة العسكريين الذين من المتوقع تقديم أسمائهم للكونغرس هذا الأسبوع تمهيداً لإقالتهم. وتشمل القائمة رئيس هيئة الأركان المشتركة، سي كيو براون، وقائدة القوات البحرية، ليزا فرانشيتي.
وأشارت المصادر إلى أن القائمة "شبه الرسمية" قد تم إطلاع مشرعين جمهوريين عليها، في حين لم يطّلع عليها الديمقراطيون بشكل مباشر، مما أثار تكهنات حول مدى جدية هذه الإقالات وتأثيرها على التوازنات السياسية داخل المؤسسة العسكرية.
انتقادات حادة من وزير الدفاع
قبل توليه منصب وزير الدفاع، انتقد هيغسيث سي كيو براون وليزا فرانشيتي بشدة، حيث قال إن "براون يجب أن يُطرد بسبب تركيزه على برامج التنوع والمساواة والإدماج (DEI) داخل الجيش الأميركي"، في إشارة إلى المبادرات التي تهدف إلى تعزيز التعددية والشمولية داخل المؤسسات العسكرية.
كما لم تسلم فرانشيتي من انتقادات هيغسيث، حيث سخر من كونها أول امرأة تتولى قيادة البحرية الأميركية، قائلاً: "إذا واجهت العمليات البحرية صعوبات، فسنقول على الأقل إننا صنعنا التاريخ بوجود أول امرأة في هيئة الأركان المشتركة".
مجلس الشيوخ يقر ثلاثة تعيينات جديدة
في ظل هذه التطورات، صوّت مجلس الشيوخ الأميركي لصالح تعيين ثلاثة قادة جدد في مناصب عسكرية بارزة، في خطوة يُنظر إليها على أنها جزء من عملية إعادة هيكلة داخل الجيش. ولم يتم الكشف عن أسماء هؤلاء القادة بعد، إلا أن التعيينات الجديدة تأتي بالتزامن مع الجدل حول إقالات محتملة في صفوف القيادة العليا.
قائمة الأسماء المرشحة للمناصب العليا
بحسب شبكة "CNN"، فإن قائمة هيغسيث لا تقتصر على الإقالات فقط، بل تشمل أيضاً أسماء ضباط من المتوقع ترقيتهم إلى مناصب عليا. ومن بين الأسماء البارزة، الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي (CENTCOM)، الذي يُعتبر أحد المرشحين الرئيسيين لخلافة سي كيو براون في رئاسة هيئة الأركان المشتركة.
كما يُطرح اسم الأدميرال صمويل بابارو، قائد القيادة الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، كأحد المرشحين المحتملين لشغل منصب بارز ضمن الهيكل القيادي الجديد للجيش.
تداعيات هذه التغييرات
من المتوقع أن تثير هذه التغييرات نقاشات واسعة داخل الأوساط السياسية والعسكرية الأميركية، لا سيما في ظل الانقسام الحاد بين الجمهوريين والديمقراطيين حول مستقبل السياسة الدفاعية للولايات المتحدة. بينما يرى البعض أن هذه الإقالات والتعيينات جزء من جهود تعزيز الأداء العسكري، يرى آخرون أنها محاولة لإعادة تشكيل الجيش وفقاً لأجندة سياسية معينة.
مستقبل القيادة العسكرية الأميركية
مع تصاعد الجدل حول الإقالات المتوقعة، يترقب المراقبون كيفية تأثير هذه التحولات على الاستراتيجية الدفاعية الأميركية، خاصة في ظل التحديات الأمنية العالمية المتزايدة. ومن غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت هذه التعديلات ستؤدي إلى تحسين فعالية الجيش الأميركي، أم أنها ستؤجج الخلافات الداخلية وتؤثر على استقراره.
في ظل هذه المعطيات، تبقى مسألة إعادة هيكلة القيادة العسكرية الأميركية مفتوحة على احتمالات متعددة، حيث من المتوقع أن تظل محور نقاش داخل الكونغرس ودوائر صنع القرار في واشنطن خلال الفترة المقبلة.