
مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي لعام 2026، يحتدم الصراع السياسي بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري على السيطرة في الكونغرس الأميركي، حيث يترقب السياسيون والمحللون ما ستسفر عنه هذه الانتخابات التي تعد اختبارًا هامًا لمستقبل التوازن السياسي في البلاد.
ترامب يعبر عن تفاؤله بنتائج الجمهوريين في 2026
أعرب الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، عن ثقته الكبيرة في تحقيق الحزب الجمهوري نتائج إيجابية في انتخابات التجديد النصفي القادمة، مشيرًا إلى أن الجمهوريين سيزيدون من أغلبيتهم في الكونغرس.
وفي اجتماع جمعه بحكام الحزب الجمهوري في واشنطن، قال ترامب: "كما تعلمون، في السباقات الرئاسية، عادةً ما تكون انتخابات التجديد النصفي تحديًا للحزب الحاكم. لكنني أعتقد أننا سنحقق نتائج رائعة وسنعزز مكاسبنا".
جهود ترامب لجمع التبرعات لدعم الانتخابات
كشف ترامب، البالغ من العمر 78 عامًا، أنه بدأ منذ اليوم التالي لفوزه على نائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس، في العمل على جمع التبرعات لدعم الحزب الجمهوري في انتخابات 2026. وأضاف: "لقد جمعنا 608 ملايين دولار في ثلاثة أسابيع فقط. هل تصدقون ذلك؟"، في إشارة إلى قدرته على تحفيز المانحين لدعم الحزب.
واقترح ترامب أنه إذا تمكن من الترشح لولاية ثالثة في البيت الأبيض، فسيستخدم هذه الأموال في حملته الانتخابية، لكنه أشار إلى أن القوانين تمنعه من ذلك. وقال ساخرًا: "يخبرونني أنني لا يمكنني الترشح مرة أخرى، لذا علينا إنفاق هذه الأموال في مكان آخر... ربما على بعض أصدقائي السياسيين، أليس كذلك؟".
وأكد ترامب أنه سيواصل الضغط على المانحين من أجل تعزيز موارد الحزب الجمهوري استعدادًا لمعركة انتخابات التجديد النصفي.
موازين القوى في الكونغرس حاليًا
يحتفظ الجمهوريون حاليًا بأغلبية 53-47 في مجلس الشيوخ، مما يجعل الديمقراطيين بحاجة إلى الفوز بأربعة مقاعد على الأقل لاستعادة السيطرة. ومن بين 35 مقعدًا سيتم التنافس عليها في عام 2026، يشغل الجمهوريون 22 مقعدًا، مما يمنح الديمقراطيين فرصة لاستعادة بعض المقاعد.
أما في مجلس النواب، فسيكون جميع المقاعد البالغ عددها 435 متاحة للانتخاب، مع احتفاظ الجمهوريين بأغلبية ضئيلة بثلاثة مقاعد فقط، مما يعني أن أي تغيير بسيط قد يقلب موازين القوى لصالح الديمقراطيين.
انعكاسات انتخابات التجديد النصفي على السياسة الأميركية
تمثل انتخابات التجديد النصفي لعام 2026 لحظة فارقة في السياسة الأميركية، حيث ستحدد نتائجها قدرة أي من الحزبين على تنفيذ سياساته والتأثير على الأجندة التشريعية للبلاد. وفي ظل التنافس الحاد بين الجمهوريين والديمقراطيين، سيكون لهذه الانتخابات تداعيات كبيرة على مستقبل السياسات الاقتصادية والاجتماعية والعلاقات الدولية للولايات المتحدة.
في عام 2018، خلال فترة ولاية ترامب الأولى، تمكن الجمهوريون من تعزيز سيطرتهم على مجلس الشيوخ، لكنهم فقدوا الأغلبية في مجلس النواب، مما حد من قدرة ترامب على تنفيذ سياساته بسهولة. وإذا ما تكرر السيناريو نفسه في 2026، فقد يجد الرئيس المقبل نفسه في مواجهة معارضة قوية تعيق تنفيذ أجندته.
توقعات المراقبين والناخبين
يرى المحللون أن المنافسة ستكون شرسة في ظل الاستقطاب الحاد بين الجمهوريين والديمقراطيين، خاصة مع استمرار القضايا الجدلية مثل الاقتصاد، الهجرة، والسياسات الخارجية في التأثير على اختيارات الناخبين. ومن المتوقع أن تكون الولايات المتأرجحة مثل بنسلفانيا، جورجيا، وأريزونا ساحة معركة رئيسية بين الحزبين.
في ظل هذه التحديات، يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن الجمهوريون من تعزيز مكاسبهم، أم أن الديمقراطيين سينجحون في قلب المعادلة واستعادة الأغلبية؟ الإجابة ستتضح عندما يدلي الناخبون الأميركيون بأصواتهم في انتخابات التجديد النصفي لعام 2026.