قادة الغرب في كييف بالذكرى الثالثة للحرب: دعم متجدد وسط تصاعد التهديدات الروسية
.webp)
في توقيت حساس يتزامن مع الذكرى الثالثة للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، شهدت العاصمة كييف زيارة استثنائية لعدد من زعماء الدول الغربية، مؤكدين دعمهم المستمر لأوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي.
لكن الزيارة لم تمر بهدوء، إذ تزامنت مع إطلاق إنذار جوي شامل على مستوى جميع أنحاء أوكرانيا، ما يعكس استمرار التهديدات العسكرية وتصاعد التوترات على الجبهة الأوكرانية.
إنذار جوي شامل: كييف تحت التهديد
أعلن سلاح الجو الأوكراني عبر تطبيق تليغرام عن خطر وشيك، مؤكدًا:
"خطر صواريخ على كامل أراضي أوكرانيا."
وأشار إلى إقلاع طائرة روسية من طراز ميغ-31، يُعتقد أنها محمّلة بصواريخ، وهو ما دفع السلطات إلى إطلاق إنذار جوي في مختلف المناطق، بما في ذلك العاصمة كييف، حيث كان الزعماء الغربيون متواجدين في ذلك الوقت.
13 زعيمًا غربيًا يصلون إلى كييف: رسالة تضامن قوية
وسط هذه الأجواء المتوترة، وصل إلى العاصمة الأوكرانية قادة من 13 دولة غربية، أبرزهم:
- رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين
- رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا
- رئيس وزراء كندا جاستن ترودو
- رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز
- رئيس وزراء إستونيا كريستن ميخال
- رئيس ليتوانيا غيتاناس نوسيدا
- رئيس لاتفيا إدغارس رينكيفيتش
- زعماء فنلندا، السويد، النرويج، الدنمارك، وأيسلندا
تُعدّ هذه الزيارة إشارة واضحة لموسكو بأن الدعم الغربي لأوكرانيا لا يزال قويًا، رغم التحديات الجيوسياسية والضغوط العسكرية المستمرة.
"أوكرانيا هي أوروبا": رسالة أوروبية واضحة
نشرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين رسالة عبر حساباتها الرسمية، قالت فيها:
"أوكرانيا هي أوروبا، ومصيرها ليس وحده على المحك، بل مصير أوروبا أيضًا."
وأرفقت منشورها بمقطع فيديو يظهرها برفقة رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا أثناء توجههما إلى كييف.
الدعم الغربي: التزام طويل الأمد أم مواجهة تحديات جديدة؟
1. دعم سياسي واقتصادي مستمر
منذ بداية الحرب في فبراير 2022، ضخت الدول الغربية مليارات الدولارات في شكل مساعدات عسكرية، إنسانية، واقتصادية لدعم الاقتصاد الأوكراني المتضرر وتعزيز قدرات الجيش الأوكراني.
في هذا السياق، تأتي زيارة الزعماء الغربيين كتأكيد على استمرار هذا الدعم، لا سيما مع الحديث عن حزم مساعدات جديدة تشمل تعزيزات عسكرية وتكنولوجيا دفاعية متقدمة.
2. تحديات أمام الدعم العسكري
رغم الدعم المستمر، تواجه أوكرانيا تحديات عسكرية كبيرة، حيث لا تزال روسيا تمتلك تفوقًا في القوة الجوية والصاروخية، كما أن استمرار الحرب أدى إلى استنزاف كبير في العتاد العسكري الأوكراني.
يُتوقع أن تتناول المباحثات في كييف سبل تعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية، خاصة بعد الهجمات الصاروخية الأخيرة التي استهدفت البنية التحتية الحيوية في عدة مدن أوكرانية.
روسيا تتابع التطورات: هل تتصاعد المواجهة؟
في موسكو، لم تمر هذه الزيارة دون ردود فعل غاضبة، حيث اعتبر الكرملين أن زيارة الزعماء الغربيين إلى كييف استفزازية، ودليل على استمرار التدخل الغربي في الأزمة.
وقد حذرت الخارجية الروسية من أن الدعم الغربي المتواصل لأوكرانيا سيؤدي إلى إطالة أمد الحرب، مما قد يزيد من التصعيد العسكري خلال الفترة المقبلة.
ما الذي تحمله الأشهر القادمة لأوكرانيا؟
مع دخول الحرب عامها الثالث، تواجه أوكرانيا مرحلة مصيرية، حيث تعتمد قدرتها على الصمود ليس فقط على الدعم العسكري والاقتصادي، ولكن أيضًا على إرادة شعبها والقدرة على مواصلة القتال ضد القوات الروسية.
تثير زيارة القادة الغربيين تساؤلات حول ما إذا كان هذا الدعم سيترجم إلى خطوات عسكرية جديدة، مثل إرسال أسلحة متطورة أو توسيع نطاق العقوبات على روسيا.
ختامًا: استمرار الدعم أم تحولات جديدة؟
بينما تعزز زيارة الزعماء الغربيين موقف أوكرانيا دوليًا، فإن التحديات لا تزال قائمة، حيث تواجه كييف ضغوطًا عسكرية واقتصادية هائلة. ومع تصاعد التهديدات الروسية، يبقى السؤال الأهم:
هل يكفي هذا الدعم لمواصلة الصمود في مواجهة الحرب الطويلة، أم أن الأشهر المقبلة ستشهد تحولات جديدة في موازين القوى؟