![]() |
عائدون من جنوب غزة إلى شمال القطاع |
مصر تؤكد رفضها تهجير الفلسطينيين وتتمسك بإعادة إعمار غزة دون المساس بسكانها
أكدت مصادر لقناتي "العربية" و"الحدث"، اليوم الجمعة، أن مصر أبلغت الولايات المتحدة رفضها القاطع لأي مخطط يهدف إلى تهجير سكان قطاع غزة، مشددة على أن موقفها في هذا الشأن ثابت ولن يتغير.
وأوضحت المصادر أن القاهرة لديها رؤية واضحة لإعادة إعمار غزة، تقوم على تطوير القطاع وتحسين أوضاع سكانه دون الحاجة إلى تهجيرهم أو إخراجهم من أراضيهم.
قمة عربية مرتقبة لمواجهة مخطط التهجير
في سياق متصل، كشفت مصادر مطلعة لموقع "العربية.نت" و"الحدث.نت" عن مشاورات تُجرى حاليًا لعقد قمة عربية طارئة في القاهرة خلال الأيام المقبلة، تهدف إلى بحث التداعيات الخطيرة لمخططات تهجير الفلسطينيين من غزة.
وذكرت المصادر أن القمة ستعمل على توحيد الموقف العربي، وبلورة قرار جماعي يرفض أي محاولات لإجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم. كما ستناقش اتخاذ إجراءات قانونية ودولية لوقف تلك المخططات، وضمان حقوق الشعب الفلسطيني في البقاء داخل وطنه.
إضافة إلى ذلك، ستبحث القمة آليات إعادة إعمار قطاع غزة دون المساس بسكانه أو محاولة تغيير تركيبته السكانية، إلى جانب تعزيز جهود تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار ومنع حدوث أي خروقات مستقبلية قد تؤدي إلى تصعيد جديد.
أبو الغيط يحذر من مخططات تهجير الفلسطينيين
بدوره، شدد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، على ضرورة توحيد الصف العربي لمواجهة أي محاولات تمس القضية الفلسطينية. وأكد خلال لقائه رئيس الوزراء الفلسطيني ووزير الخارجية، الدكتور محمد مصطفى، في مقر الأمانة العامة للجامعة، أن التحدي الأكبر في المرحلة الحالية يتمثل في تثبيت وقف إطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإغاثية العاجلة إلى سكان غزة.
وأشار أبو الغيط إلى أن أي محاولات لجعل القطاع "غير قابل للحياة" يجب أن تواجه بمواقف حازمة، داعيًا إلى تكثيف الجهود لإفشال أي مخطط يهدف إلى إجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم.
من جانبه، قال جمال رشدي، المتحدث باسم جامعة الدول العربية، إن التصريحات الأخيرة الصادرة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن ما سماه "الخروج الطوعي" لسكان غزة، تعكس بوضوح طبيعة المخطط الإسرائيلي الرامي إلى تهجير الفلسطينيين بشكل ممنهج. وأكد رشدي أن الفلسطينيين لن يقبلوا بتكرار مأساة النكبة مرة أخرى، سواء كان ذلك تحت مسمى "الخروج الطوعي" أو أي ذريعة أخرى.
مصر تحذر من تداعيات المخططات الإسرائيلية
وفي سياق متصل، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا رسميًا، الخميس، حذرت فيه من التداعيات الخطيرة للتصريحات الصادرة عن عدد من أعضاء الحكومة الإسرائيلية، والتي تشير إلى وجود تحركات فعلية لتنفيذ مخطط لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
وأكد البيان أن مثل هذه الخطط تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتعديًا فادحًا على الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، مما يستوجب المساءلة والمحاسبة الدولية.
كما شدد البيان المصري على أن أي محاولة لفرض تغيير ديموغرافي في قطاع غزة، سواء كان ذلك على مراحل أو دفعة واحدة، لن تؤدي إلا إلى المزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة، وستجعل التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار أمرًا أكثر تعقيدًا.
وأكدت القاهرة أنها لن تكون طرفًا في أي ترتيبات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين أو تصفية قضيتهم، مجددة التزامها بدعم حقوق الشعب الفلسطيني، والعمل على إعادة إعمار غزة دون المساس بسكانها أو محاولة فرض واقع جديد على الأرض.
المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي
وفي ظل التطورات المتسارعة، تتجه الأنظار إلى مواقف القوى الدولية، لا سيما الولايات المتحدة والدول الأوروبية، ومدى قدرتها على الضغط على إسرائيل لوقف أي تحركات تستهدف تهجير الفلسطينيين.
ويُتوقع أن تمارس الدول العربية، بالتعاون مع الأمم المتحدة، جهودًا دبلوماسية مكثفة خلال الأيام المقبلة، لمنع تنفيذ المخططات الإسرائيلية، والتأكيد على حق الفلسطينيين في البقاء داخل وطنهم، وفقًا للقرارات الدولية ذات الصلة.