ترامب بعد فوز المحافظين: "يوم عظيم لألمانيا"

فوز حزب المحافظين في انتخابات ألمانيا يثير الجدل.. وترامب يعلق: "يوم عظيم لألمانيا"

انتخابات ألمانيا 2025، فوز حزب المحافظين، ميرتس مستشار ألمانيا، خسارة أولاف شولتس، حزب البديل من أجل ألمانيا، ترامب يعلق على انتخابات ألمانيا، تشكيل الحكومة الألمانية، التحالف المسيحي، الانتخابات التشريعية الألمانية، مستقبل السياسة في ألمانيا.

شهدت ألمانيا واحدة من أكثر الانتخابات التشريعية سخونة، حيث أعلن حزب المحافظين فوزه بعد تفوقه على الأحزاب المنافسة، ليعود بقوة إلى المشهد السياسي. وفيما تتوالى ردود الأفعال المحلية والدولية على هذا الحدث، كان للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تعليق لافت على نتائج الانتخابات.

ترامب: "يوم عظيم لألمانيا وأميركا"

لم يفوت الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الفرصة للتعليق على الانتخابات الألمانية، حيث نشر عبر منصته "تروث سوشال" تغريدة قال فيها: "إنه يوم عظيم لألمانيا والولايات المتحدة الأميركية"، مشيرًا إلى أن نتائج الانتخابات تعكس إرادة الشعب الألماني الذي أصبح، بحسب وصفه، "سئم من الأجندة غير المنطقية"، خاصة فيما يتعلق بقضايا الطاقة والهجرة.

المحافظون يستعيدون الصدارة

جاء فوز حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي متقدمًا على حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، رغم أن الأخير حقق أفضل نتيجة له في تاريخه. ووفقًا لاستطلاعي رأي أجرتهما محطتا "إيه آر دي" و"زي دي إف"، فقد حصل التحالف المحافظ على نسبة تتراوح بين 28.5% و29% من الأصوات، ما يجعله في موقع قوي لتشكيل الحكومة القادمة.

من جانبه، قال مرشح الحزب لمنصب المستشار، فريدريش ميرتس، إن حزبه يدرك حجم التحديات التي تواجه ألمانيا وما تحتاجه البلاد من إصلاحات.

أولاف شولتس يصف الهزيمة بـ"المريرة"

في المقابل، أقر المستشار الألماني المنتهية ولايته أولاف شولتس بالهزيمة، واصفًا نتائج الانتخابات بـ"الصادمة"، كما أعلن تحمله المسؤولية كاملة عما حدث. وأضاف أنه "لن يشارك في مفاوضات مع المحافظين لتشكيل ائتلاف حكومي"، مما يترك المجال مفتوحًا أمام الأحزاب الأخرى للعب دور محوري في تشكيل الحكومة القادمة.

معركة تشكيل الائتلاف الحكومي

يسعى زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، فريدريش ميرتس، إلى تشكيل ائتلاف حاكم يجمع بين التحالف المسيحي (الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري) مع أحد الأحزاب الكبرى، مثل الحزب الاشتراكي الديمقراطي أو حزب الخضر.

إلا أن زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، ماركوس زودر، أبدى معارضة شديدة لأي تحالف مع حزب الخضر، ما يعقد الأمور أمام ميرتس، الذي قد يجد نفسه مضطرًا للبحث عن شريك ثالث، خاصة إذا تمكنت عدة أحزاب صغيرة من تجاوز عتبة الـ5% لدخول البرلمان.

تحديات تشكيل الحكومة الجديدة

من المتوقع أن يعقد البرلمان الألماني الجديد أولى جلساته في موعد لا يتجاوز 25 مارس المقبل، أي خلال 30 يومًا من الانتخابات. ومع ذلك، فإن عملية تشكيل الحكومة قد تستغرق أسابيع أو حتى أشهر، نظرًا لتعقيد المشهد السياسي الألماني والتوازنات الحساسة بين الأحزاب.

وبموجب الإصلاحات الأخيرة، سيكون البرلمان الجديد أصغر حجمًا مقارنة بالبرلمان السابق، حيث تم تحديد عدد أعضائه بـ630 نائبًا، أي أقل بأكثر من 100 عضو من التشكيلة السابقة، وهو ما قد يسهم في تسهيل اتخاذ القرارات مستقبلاً.

خلفية الانتخابات المبكرة

تأتي هذه الانتخابات المبكرة بعدما انهار الائتلاف الحاكم الذي كان يتألف من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وحزب الخضر، والحزب الديمقراطي الحر في نوفمبر 2024. وقد أدى فقدان الحكومة ثقة البرلمان إلى الدعوة لانتخابات مبكرة بدلاً من الانتظار حتى موعدها الأصلي في سبتمبر 2025.

ويُذكر أن المستشار السابق أولاف شولتس كان قد خسر تصويت الثقة في البرلمان، ما أدى إلى نهاية ولايته بعد سلسلة من الأزمات الاقتصادية والسياسية التي أثرت على شعبيته بشكل كبير.

تداعيات الفوز المحافظ على السياسات الألمانية

مع فوز المحافظين وتراجع الاشتراكيين، من المتوقع أن تتغير العديد من السياسات الداخلية والخارجية لألمانيا، لا سيما فيما يتعلق بالهجرة والطاقة. فقد سبق أن تعهد فريدريش ميرتس بإعادة النظر في سياسات الطاقة التي اعتمدتها الحكومة السابقة، والتي يراها الكثيرون سببًا في تفاقم أزمة الكهرباء وارتفاع تكاليف المعيشة.

أما على الصعيد الدولي، فمن المتوقع أن تعزز الحكومة الجديدة علاقاتها مع واشنطن وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، إلى جانب اتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه روسيا والصين.

ألمانيا أمام مرحلة سياسية جديدة

تفتح نتائج هذه الانتخابات الباب أمام مرحلة جديدة في المشهد السياسي الألماني، حيث سيكون المحافظون أمام اختبار صعب لإثبات قدرتهم على إدارة البلاد بعد فترة من الاضطرابات الاقتصادية والسياسية. ومع استمرار التحديات الداخلية والخارجية، يبقى السؤال: هل سيتمكن ميرتس من تحقيق الاستقرار المطلوب أم ستظل ألمانيا تعيش في حالة من التقلب السياسي؟

في انتظار تشكيل الحكومة الجديدة، ستبقى الأنظار متجهة نحو برلين لمتابعة تطورات المشهد السياسي في واحدة من أقوى الدول الأوروبية وأكثرها تأثيرًا على الساحة الدولية.

تعليقات