"يشوبه التوتر بشأن غزة".. لقاء مرتقب يجمع ترامب بالملك عبد الله

ترامب غزة، الملك عبد الله فلسطين، تهجير الفلسطينيين، خطة ترامب غزة، مساعدات الأردن، حماس إسرائيل، نتنياهو غزة، الموقف العربي غزة، حل الدولتين، الضغوط الأمريكية الأردن.

لقاء متوتر بين ترامب والملك عبد الله حول مستقبل غزة

يأتي اللقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وسط تصاعد التوترات الإقليمية، خاصة بعد تصريحات ترامب المثيرة للجدل بشأن خطته لإعادة تطوير غزة، والتي تضمنت تهديدات بقطع المساعدات عن الدول العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة إذا رفضت إعادة توطين فلسطينيين. هذه التصريحات أثارت موجة انتقادات واسعة من مختلف الأطراف، وزادت من تعقيد المشهد السياسي في المنطقة.

لقاء في واشنطن وسط توتر متصاعد

التقى الملك عبد الله الثاني في واشنطن بمستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، بحضور ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني. وخلال اللقاء، أعاد العاهل الأردني التأكيد على مواقف الأردن الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، مشددًا على ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل وفقًا لمبدأ حل الدولتين. كما أكد على أهمية الدور الأميركي في دعم جهود السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

مقترح ترامب حول غزة يثير ردود فعل غاضبة

وكان ترامب قد كشف عن مقترح قبل أسبوع يتضمن سيطرة الولايات المتحدة على غزة، ونقل سكانها إلى دول أخرى، وتحويل القطاع الذي دمرته الحرب إلى "ريفييرا الشرق الأوسط". هذا المقترح أثار ردود فعل سلبية قوية من العالم العربي والمجتمع الدولي، حيث اعتُبر محاولة لإعادة هندسة المنطقة دون اعتبار لحقوق الفلسطينيين أو للتوازنات الجيوسياسية المعقدة.

إضافة إلى ذلك، زاد هذا الطرح من تعقيد الأوضاع في المنطقة، خصوصًا في ظل وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحركة حماس. وقد أدانت العديد من الدول العربية والغربية هذه الفكرة، مشيرة إلى أنها تتعارض مع القوانين الدولية وحقوق الفلسطينيين.

ترامب غزة، الملك عبد الله فلسطين، تهجير الفلسطينيين، خطة ترامب غزة، مساعدات الأردن، حماس إسرائيل، نتنياهو غزة، الموقف العربي غزة، حل الدولتين، الضغوط الأمريكية الأردن.

حماس ترفض التهجير وتعلق عمليات تبادل الأسرى

في سياق متصل، أعلنت حركة حماس، يوم الاثنين، أنها ستوقف إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من غزة حتى إشعار آخر، متهمة إسرائيل بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع. جاء ذلك بعد أن لوّح ترامب بإلغاء هذا الاتفاق إذا لم تطلق حماس سراح جميع الرهائن المحتجزين منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023 بحلول مطلع الأسبوع.

وفي هذا الإطار، شدد قادة حماس على أن أي محاولات لفرض تهجير الفلسطينيين من غزة لن يُكتب لها النجاح، مؤكدين أن المقاومة ستستمر في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين في وطنهم. كما وصفوا تصريحات ترامب بأنها غير واقعية ومجرد محاولات للضغط على الدول العربية لقبول حلول غير قابلة للتطبيق.

الملك عبد الله: تهجير الفلسطينيين تهديد للاستقرار الإقليمي

من جانبه، أكد الملك عبد الله رفضه التام لأي تحركات تهدف إلى ضم الأراضي الفلسطينية أو تهجير سكان غزة. وأوضح أن مثل هذه الخطوات قد تؤدي إلى موجة جديدة من التطرف والعنف في المنطقة، مما قد يهدد استقرار الأردن وعلاقاته مع إسرائيل.

ومن المتوقع أن ينقل العاهل الأردني هذه المخاوف بشكل مباشر إلى ترامب خلال لقائهما في واشنطن، حيث سيحذر من تداعيات مثل هذه السياسات على استقرار الشرق الأوسط. ويشدد الأردن على ضرورة احترام حقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، والعمل وفقًا للشرعية الدولية.

ترامب يضغط على الدول العربية لقبول خطته

على الرغم من الرفض العربي الواسع، لا يزال ترامب مصرًا على تنفيذ خطته، معبرًا عن استيائه من القادة العرب الذين يعتقدون أن الفكرة غير قابلة للتطبيق. وخلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، قال ترامب إن الأردن قد يقبل اللاجئين الفلسطينيين، ملمحًا إلى أن الولايات المتحدة قد تمارس ضغوطًا أكبر على الدول العربية لدعم هذا المخطط.

وعندما سُئل عما إذا كان سيوقف المساعدات عن الأردن ومصر إذا رفضتا استقبال اللاجئين الفلسطينيين، رد ترامب قائلًا: "نعم، ربما، بالتأكيد، لماذا لا؟ إذا لم يوافقا، فمن الممكن أن أقطع المساعدات".

الأردن بين ضغوط ترامب والمصلحة الوطنية

يعتمد الأردن منذ عقود على المساعدات الأميركية، التي تتجاوز قيمتها مليار دولار سنويًا، لدعم اقتصاده وقواته المسلحة. وتستضيف المملكة بالفعل أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني، ما يجعل مسألة استقبال المزيد من اللاجئين أمرًا حساسًا للغاية.

ورغم معاهدة السلام التي وقعتها عمان مع إسرائيل عام 1994، لا تزال العلاقات بين البلدين متوترة، لا سيما في ظل تصاعد التوترات في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وتخشى الحكومة الأردنية من أن تؤدي أي خطوات غير محسوبة إلى زعزعة استقرار البلاد وإثارة احتجاجات شعبية.

موقف إسرائيل من خطة ترامب

على الجانب الإسرائيلي، أبدى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو دعمًا مشروطًا لخطة ترامب، قائلًا إنها "تستحق الدراسة". ومع ذلك، لا يزال هناك انقسام داخل إسرائيل حول كيفية التعامل مع قطاع غزة وسكانه، حيث يفضل بعض الساسة الإسرائيليين تعزيز الحصار المفروض على القطاع بدلًا من تنفيذ عمليات تهجير واسعة النطاق.

المجتمع الدولي يرفض التهجير القسري

في المقابل، أكدت الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الحقوقية الدولية أن أي محاولات لتهجير الفلسطينيين تتعارض مع القوانين الدولية وتعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان. كما شددت عدة دول أوروبية وعربية على ضرورة احترام حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، ورفض أي حلول تفرض عليهم بالقوة.

المنطقة أمام مفترق طرق

في ظل هذا المشهد المتوتر، يبقى مستقبل قطاع غزة والقضية الفلسطينية محورًا رئيسيًا في التفاعلات السياسية الدولية. وبينما يسعى ترامب لفرض رؤيته بأي ثمن، يواجه مقاومة شديدة من الفلسطينيين والدول العربية والمجتمع الدولي.

ويبقى السؤال المطروح: هل ستنجح الضغوط الأميركية في تغيير مواقف الدول العربية، أم أن الرفض الفلسطيني والعربي سيؤدي إلى إعادة التفكير في هذه المقترحات المثيرة للجدل؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة على هذا السؤال المعقد.

تعليقات