اتفاق غزة.. إسرائيل تتسلم جثث 4 محتجزين لدى حماس

 

حماس، إسرائيل، تبادل الأسرى، نائل البرغوثي، عميد الأسرى، صفقة التهدئة، كتائب القسام، الصليب الأحمر، غزة، الحرب على غزة، المحتجزون الإسرائيليون.

في إطار تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس، تسلمت إسرائيل، يوم الخميس، جثامين أربعة محتجزين لدى حماس، وفق ما أعلنه الجيش الإسرائيلي. تأتي هذه الخطوة ضمن اتفاق التهدئة الذي تم التوصل إليه بوساطة دولية، والذي يتضمن تبادلاً للأسرى بين الطرفين.

تسليم الجثامين وسط مراسم رسمية

قامت حركة حماس، صباح الخميس، بتسليم جثامين أربعة إسرائيليين إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وذلك خلال مراسم رسمية أقيمت في بني سهيلا شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، وفق ما نقلته قناة الأقصى الفلسطينية.

ووفق التقارير، تضمنت الجثامين التي تم تسليمها أفراداً من عائلة بيباس، وهم شيري بيباس وطفلاها كفير وآرييل، بالإضافة إلى الأسير عوديد ليفشيتز. وقد تمت عملية التسليم بعد وصول موكب وحدة الظل، المسؤولة عن احتجاز الأسرى لدى كتائب القسام، برفقة قوات تأمين وطواقم الصليب الأحمر إلى نقطة التسليم.

رسائل سياسية من كتائب القسام

أشارت مصادر إعلامية إلى أن مراسم التسليم تضمنت رسائل سياسية واضحة من كتائب القسام، حيث أقيمت منصة كبيرة في مكان التسليم، حملت صورة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بصفته "مصاص دماء"، بالإضافة إلى صور عائلة بيباس، مرفقة بعبارات بالعربية والعبرية والإنجليزية تقول: "قتلهم مجرم الحرب نتنياهو بصواريخ الطائرات الحربية".

كما حملت المنصة لافتات كتب عليها "ما كنا لنغفر أو ننسى. وكان الطوفان موعدنا"، في إشارة إلى عملية طوفان الأقصى التي شنتها حماس في بداية الحرب. كما تضمنت المراسم مشاركة عدد من الأسرى الفلسطينيين المحررين في صفقة طوفان الأقصى، حيث جلسوا في أماكن مخصصة لهم إلى جانب مئات المواطنين الذين حضروا الحدث.

تبادل الأسرى: خطوة نحو المرحلة الثانية

في ظل استمرار تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق التهدئة، أكدت مصادر في حماس أن الحركة مستعدة لإطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها، حيث من المتوقع أن يتم الإفراج عن ستة محتجزين إسرائيليين يوم السبت المقبل.

في المقابل، تستعد إسرائيل للإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين البارزين، من بينهم نائل البرغوثي، الذي يُعرف بـ "عميد الأسرى الفلسطينيين"، نظراً لفترة اعتقاله الطويلة التي امتدت إلى 45 عاماً. كما تشمل قائمة المفرج عنهم كلاً من علاء البازيان، الذي أمضى 42 عاماً في الأسر، وبلال أبو غانم، المحكوم بالمؤبد، بالإضافة إلى عدد من قادة حماس البارزين.

المرحلة الثانية من الاتفاق: نحو وقف نهائي للحرب؟

أكد طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس حركة حماس، أن الحركة أبلغت الوسطاء باستعدادها لتنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تتضمن إطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين لدى حماس دفعة واحدة، مقابل إنهاء الحرب بشكل كامل.

وبحسب التقديرات الإسرائيلية، لا يزال هناك 73 محتجزاً لدى حماس، يُعتقد أن نصفهم على الأقل لا يزالون على قيد الحياة. وإذا تم تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق بنجاح، فمن المتوقع أن تفضي إلى إنهاء الحرب التي استمرت لأكثر من 15 شهراً.

تفاصيل اتفاق التهدئة

بدأ تنفيذ اتفاق التهدئة في 19 يناير، بعد حرب مدمرة اندلعت إثر هجوم غير مسبوق شنته حماس على جنوب إسرائيل. ومنذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ، تم إطلاق سراح 19 محتجزاً إسرائيلياً من غزة، مقابل أكثر من 1100 معتقل فلسطيني تم الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية، وذلك بمعدل عملية تبادل واحدة كل أسبوع.

وتشمل المرحلة الأولى من الاتفاق، التي من المقرر أن تنتهي في الأول من مارس، إطلاق حماس سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً، بينهم ثمانية قتلى، مقابل إفراج إسرائيل عن 1900 معتقل فلسطيني.

أما المرحلة الثالثة والأخيرة من الاتفاق، فتتعلق ببدء إعادة إعمار قطاع غزة، الذي تعرض لدمار واسع النطاق جراء الحرب المستمرة.

استمرار التوتر رغم التهدئة

على الرغم من تنفيذ مراحل الاتفاق بشكل متتابع، لا تزال هناك مخاوف من إمكانية انهياره في أي لحظة، خاصة في ظل الاتهامات المتبادلة بين حماس وإسرائيل بخرق الاتفاق. وقد حذر محللون من أن أي تصعيد جديد قد يؤدي إلى استئناف القتال، مما يعرقل الجهود الرامية إلى تحقيق تهدئة دائمة.

خسائر الحرب في أرقام

أسفر هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر عن مقتل 1211 شخصاً، وفقاً لإحصاءات إسرائيلية رسمية. وفي المقابل، ردت إسرائيل بحرب واسعة على قطاع غزة، أدت إلى مقتل أكثر من 48,297 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين، وفقاً لوزارة الصحة في غزة.

مع استمرار تنفيذ اتفاق التهدئة، تظل الأنظار موجهة إلى الأيام المقبلة، لمعرفة ما إذا كانت المرحلة الثانية ستؤدي إلى إنهاء الحرب فعلاً، أم أن الأمور ستتجه نحو تصعيد جديد يطيح بالجهود الدبلوماسية المبذولة حتى الآن.

تعليقات