عملية تبادل خامسة اليوم.. 3 إسرائيليين مقابل 183 فلسطينيا

تبادل الأسرى، حماس وإسرائيل، هدنة غزة، دونالد ترامب، نتنياهو، المحكمة الجنائية الدولية، الحرب في غزة، مقترح توطين الفلسطينيين، قصف غزة، صفقة الأسرى.

 وسط استمرار التوتر في قطاع غزة، تواصل إسرائيل وحركة حماس تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين، حيث من المقرر اليوم السبت تنفيذ الدفعة الخامسة من عمليات التبادل، وذلك رغم تصاعد الشكوك حول الصفقة، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، التي اقترح فيها فرض سيطرة أميركية على القطاع.

اتفاق الهدنة ومراحل التبادل

بدأ تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير 2025، بعد أكثر من خمسة عشر شهرًا من الحرب المستمرة. وينص الاتفاق على تبادل الأسرى بين الجانبين بالتوازي مع وقف العمليات القتالية. في إطار هذه العملية، سيتم اليوم الإفراج عن 183 معتقلًا فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية، مقابل إطلاق سراح ثلاثة محتجزين إسرائيليين، أحدهم يحمل الجنسية الألمانية-الإسرائيلية، وفقًا لما أعلنه نادي الأسير الفلسطيني.

أكدت مصادر إسرائيلية ومنتدى عائلات المحتجزين أن الثلاثة الذين سيتم إطلاق سراحهم هم أور ليفي، الذي كان يبلغ من العمر 33 عامًا عندما أُسر في 7 أكتوبر 2023، وإيلي شرابي (51 عامًا)، وأوهاد بن عامي (55 عامًا)، وهو مواطن ألماني-إسرائيلي.

يتألف اتفاق الهدنة من ثلاث مراحل، تتضمن المرحلة الأولى، التي تمتد لستة أسابيع، الإفراج عن 33 محتجزًا إسرائيليًا مقابل 1900 معتقل فلسطيني. وحتى الآن، نُفذت أربع عمليات تبادل، شملت الإفراج عن 18 رهينة إسرائيلية و600 معتقل فلسطيني. ويُتابع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عملية التبادل من الولايات المتحدة، حيث يقوم بزيارة رسمية هناك.

موقف حماس من الصفقة

في بيان رسمي، أعلن المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة، أن الحركة قررت الإفراج عن ثلاثة محتجزين إسرائيليين يوم السبت، كجزء من "صفقة طوفان الأقصى" لتبادل الأسرى.

في المقابل، حذرت حكومة حماس من أن رفض إسرائيل إدخال المعدات الثقيلة والآليات اللازمة لإزالة 55 مليون طن من الأنقاض في غزة يعوق عمليات انتشال جثامين الشهداء، ويفاقم معاناة المدنيين. وأكدت أن استمرار هذا الوضع قد يؤثر على قدرة المقاومة على استخراج جثث قتلى الجيش الإسرائيلي الذين قُتلوا جراء قصف إسرائيلي داخل القطاع.

مناشدات الأسرى السابقين

في سياق متصل، ناشد المحتجز الإسرائيلي المفرج عنه، ياردين بيباس، رئيس الوزراء نتنياهو التدخل لإعادة زوجته وطفليه، المحتجزين في غزة منذ 7 أكتوبر 2023. وقال في تصريح علني هو الأول منذ الإفراج عنه في 1 فبراير 2025: "للأسف، أسرتي لم تعد بعد ... كل شيء هنا مظلم... أرجوكم، ساعدوني على إعادة النور إلى حياتي".

خسائر الحرب ومفاوضات المرحلة الثانية

وفقًا لبيانات رسمية إسرائيلية، فإن هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 أسفر عن مقتل 1210 أشخاص في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، بالإضافة إلى احتجاز 251 شخصًا. على الجانب الآخر، أدى القصف الإسرائيلي المكثف على غزة إلى مقتل ما لا يقل عن 47,583 شخصًا، معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

وفي الوقت الذي تتواصل فيه المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل في الدوحة، برعاية قطرية وأميركية ومصرية، تتعلق المرحلة الثانية من الاتفاق بالإفراج عن جميع المحتجزين وإنهاء الحرب نهائيًا.

مقترح ترامب يثير الجدل

أعاد تصريح ترامب، الذي اقترح فيه سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وإخلاء سكانه لإقامة مشاريع عقارية، خلط الأوراق وأثار موجة من الغضب الدولي. رفضت كل من مصر والأردن هذا المقترح بشدة، وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها من أي خطط تؤدي إلى "تطهير عرقي". كما رفضت كل من حركة حماس والسلطة الفلسطينية هذا الطرح، معتبرين أنه "غير قابل للتطبيق وغير مقبول سياسيًا وإنسانيًا".

في محاولة لاحتواء ردود الفعل، قال ترامب إنه "ليس مستعجلًا" لتنفيذ مقترحه، ما زاد من الغموض حول نواياه الفعلية تجاه المنطقة.

دعم أميركي لإسرائيل وعقوبات على المحكمة الجنائية

في خطوة تعكس استمرار الدعم الأميركي لإسرائيل، وافقت واشنطن الجمعة على صفقة أسلحة ضخمة بقيمة 6.75 مليار دولار تشمل قنابل دقيقة التوجيه. يأتي ذلك وسط انتقادات دولية متزايدة لطريقة تعامل إسرائيل مع الحرب في غزة.

من ناحية أخرى، فرضت الإدارة الأميركية عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، متهمة إياها باتخاذ "إجراءات قانونية لا أساس لها ضد الولايات المتحدة وحليفها إسرائيل". وتأتي هذه العقوبات بعد إصدار المحكمة الجنائية الدولية، في 21 نوفمبر 2024، مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، وقائد الجناح العسكري لحماس محمد ضيف، بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

خطط إسرائيل للمغادرة الطوعية

رغم الإدانة الدولية، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها بدأت بوضع خطة لتسهيل "المغادرة الطوعية" لسكان غزة، دون تقديم تفاصيل إضافية عن كيفية تنفيذها أو الوجهات التي يُفترض نقل السكان إليها. وتعد هذه الخطة امتدادًا لتوجهات إسرائيلية سابقة تهدف إلى إعادة هيكلة التركيبة الديموغرافية في القطاع.

التعاون العسكري الإسرائيلي-الأميركي

في سياق آخر، أعلنت إسرائيل أن قائد القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم)، مايكل كوريلا، سيصل الأربعاء المقبل إلى تل أبيب لعقد مباحثات مع رئيس الأركان الإسرائيلي حول تعزيز التعاون العسكري ومواجهة "التهديدات الإقليمية". ويأتي هذا الاجتماع في ظل التوترات المتزايدة بين إسرائيل والجماعات المسلحة في المنطقة، وخاصة حزب الله في لبنان.

هدية نتنياهو لترامب

في زيارة نتنياهو الأخيرة إلى البيت الأبيض، قدم هدية للرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، وهي جهاز "بايجر" مصنوع من الذهب، في إشارة رمزية إلى العملية العسكرية التي نفذتها إسرائيل ضد حزب الله اللبناني، والتي تضمنت تفجير مئات أجهزة الاتصال التابعة للحزب، مما أدى إلى خسائر كبيرة في صفوفه.

هدنة مع حزب الله

بعد حرب استمرت لأكثر من عام، توصلت إسرائيل وحزب الله إلى وقف إطلاق النار في أواخر نوفمبر 2024. وشهدت الأشهر الأخيرة من الصراع تصعيدًا كبيرًا، تخللته غارات إسرائيلية مكثفة على مواقع الحزب في لبنان، تسببت في دمار واسع وموجة نزوح كبيرة.

في ظل استمرار عمليات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، والتوترات الإقليمية المتصاعدة، يبقى مستقبل غزة في مهب الريح، خاصة في ظل مقترحات مثيرة للجدل من قادة عالميين مثل ترامب، واستمرار القتال رغم محاولات التوصل إلى حلول دبلوماسية. ويبقى السؤال الأهم: هل ستنجح الجهود الدولية في إنهاء الحرب أم أن التصعيد سيستمر؟

تعليقات