.webp)
أكد خبراء صحيون أن النظام الصحي في قطاع غزة تعرض لانهيار كامل نتيجة الحرب الإسرائيلية المستمرة، مشيرين إلى أن إعادة بنائه قد تستغرق ما يقارب 12 عامًا، في ظل الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية الصحية والمرافق الطبية.
فعالية احتجاجية في جنيف لفضح الكارثة الصحية في غزة
أطلق عدد من العاملين في القطاع الصحي فعالية تحت عنوان "الاحتجاج الكبير في الخيمة البيضاء"، أمام مكتب الأمم المتحدة في جنيف، سويسرا، بهدف تسليط الضوء على الكارثة الإنسانية والصحية التي يشهدها قطاع غزة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وخلال الفعالية، وصف المشاركون ما تقوم به إسرائيل في غزة بأنه "إبادة جماعية"، مشددين على ضرورة التحرك العاجل من قبل المجتمع الدولي، وعدم الوقوف مكتوفي الأيدي أمام ما وصفوه بـ "جرائم ضد الإنسانية".
وأدلى العديد من المشاركين في الفعالية بشهاداتهم حول المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين، بمن فيهم العاملون في القطاع الصحي الذين استُهدفوا أثناء أداء مهامهم الإنسانية.
تحالف دولي صحي لدعم غزة
من جانبه، صرّح حسين دورماز، أحد أعضاء "مبادرة الصحة الدولية"، أن التحالف الصحي الدولي الداعم لغزة يضم أكثر من 100 منظمة صحية من 12 دولة، تشارك حاليًا في هذه الفعالية الاحتجاجية، إضافة إلى دعم أكثر من 50 دولة عبر التوقيع على البيانات أو تنظيم احتجاجات مماثلة حول العالم.
وأشار دورماز إلى أن الهدف الرئيسي من هذه التحركات هو الضغط على الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية لاتخاذ إجراءات ملموسة لإنقاذ ما تبقى من القطاع الصحي في غزة.
وأضاف:
"لقد قمنا بالتواصل مع أكثر من 10 منظمات صحية في تركيا، ومع زملائنا في دول أخرى، من أجل تنظيم هذا الاحتجاج الذي يدعو لتحرك عالمي لإنهاء الانتهاكات الصحية في غزة. نحن هنا ليس فقط لإلقاء الخطب، بل لنطالب بخطوات عملية وعاجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه".
.webp)
انهيار تام للنظام الصحي في غزة
أكد دورماز أن النظام الصحي في قطاع غزة تعرض للانهيار بشكل كامل، موضحًا أنه حتى لو تم السماح بإدخال المساعدات الطبية دون أي عوائق، فإن إعادة بناء المستشفيات والمراكز الصحية وتأهيل الطواقم الطبية ستستغرق 12 عامًا على الأقل.
أما نورية بلحاج، وهي عاملة صحية فرنسية من أصل جزائري، فقد شددت على أن استهداف العاملين الصحيين والمرافق الطبية في غزة يعد جريمة مروّعة لا يمكن التغاضي عنها.
وقالت:
"نحن كعاملين في المجال الصحي، نشعر بتأثر كبير بما يحدث لزملائنا في غزة. نعتبر أن مهمتنا مقدسة، حيث يجب علينا تقديم الرعاية الصحية دون أي قيود أو خوف. لذلك، لا يمكننا قبول أن يتعرض الأطباء والممرضون للاستهداف، ويجب على العالم كله التحرك لضمان حماية العاملين في هذا المجال الحيوي".
كارثة صحية غير مسبوقة
من جهتها، أوضحت سارة غالي، وهي عاملة صحية هولندية، أن الوضع الصحي في غزة وصل إلى مرحلة كارثية غير مسبوقة، حيث تم تسجيل أكثر من 1400 هجوم على المنشآت الصحية منذ بداية الحرب، مما أدى إلى مقتل أكثر من 1000 عامل صحي، وفق إحصائيات صادمة.
كما أشارت إلى أن أكثر من 12 ألف مريض في غزة بحاجة ماسة للإجلاء الطبي العاجل، لكن الاحتلال يمنع خروجهم من القطاع لتلقي العلاج.
وأضافت:
"في ظل هذه الظروف، يضطر الأطباء في غزة إلى إجراء عمليات جراحية حتى للأطفال دون أي تخدير، نظرًا لنفاد الإمدادات الطبية الأساسية".
وأشارت إلى أن العاملين الصحيين في غزة يعملون وسط نقص حاد في الأدوية والمعدات، وتهديدات مستمرة لحياتهم، مما جعل بيئة العمل أشبه بالمستحيل.
وقف إطلاق النار والمرحلة الانتقالية
في 19 يناير/كانون الثاني 2024، بدأ اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، والذي يستمر في مرحلته الأولى 42 يومًا، مع التفاوض على بدء المرحلة الثانية التي تتضمن مزيدًا من التهدئة وإعادة إعمار القطاع.
ويهدف الاتفاق إلى تحقيق انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة، وتمكين دخول المساعدات الإنسانية.
مطالب عاجلة من المجتمع الدولي
تطالب المنظمات الصحية والمجتمع الدولي بضرورة:
- ضمان الحماية الكاملة للعاملين الصحيين والمرافق الطبية في غزة.
- السماح بالإجلاء الطبي الفوري للجرحى والمصابين.
- إدخال الإمدادات الطبية والأدوية دون قيود.
- إعادة بناء المستشفيات والبنية التحتية الصحية التي دُمرت جراء القصف الإسرائيلي.
يواجه قطاع غزة أزمة صحية غير مسبوقة بسبب الحرب المستمرة، حيث انهار النظام الصحي بالكامل، وأصبح الوصول إلى الرعاية الطبية الأساسية مستحيلاً.
وفي ظل الحاجة إلى 12 عامًا لإعادة بناء البنية التحتية الصحية، يطالب الخبراء الصحيون والمجتمع الدولي باتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ آلاف المرضى والجرحى في غزة، وضمان عدم تكرار هذه الكارثة الإنسانية مستقبلاً.