.webp)
تأخر المساعدات الإنسانية في غزة يفاقم المعاناة وسط اتهامات لحكومة الاحتلال
منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ في 19 يناير 2024، شهد القطاع دخول أكثر من 10,000 شاحنة مساعدات، وفق ما أعلن منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشر، يوم الخميس.
وقال فليتشر في منشور على منصة إكس (تويتر سابقًا):
"أدخلنا أكثر من 10,000 شاحنة خلال أسبوعين منذ وقف إطلاق النار، وهي زيادة هائلة في المساعدات التي تصل إلى القطاع الفلسطيني".
لكن رغم هذا الرقم المرتفع، فإن الواقع على الأرض يشير إلى معاناة إنسانية مستمرة، وسط اتهامات لحكومة الاحتلال بتعمد تأخير دخول المساعدات الأساسية، لا سيما الإيواء والوقود والمعدات الثقيلة اللازمة لرفع الأنقاض.
حماس: الاحتلال يراوغ ويؤخر المساعدات الإنسانية الأساسية
وجهت حركة حماس انتقادات حادة لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، متهمة إياها بالمراوغة في تنفيذ المسار الإنساني لاتفاق وقف إطلاق النار، خاصة فيما يتعلق بـ:
✅ مستلزمات الإيواء للنازحين الذين فقدوا منازلهم.
✅ الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات والمرافق الحيوية.
✅ المعدات الثقيلة المستخدمة في رفع الأنقاض وإنقاذ العالقين.
وقال حازم قاسم، المتحدث باسم حماس، يوم الثلاثاء، إن إسرائيل تتعمد المماطلة في إدخال هذه المواد، ما يزيد من تفاقم الأوضاع المعيشية للفلسطينيين.
الوضع الإنساني في غزة: معاناة غير مسبوقة
1. نازحون بلا مأوى في ظل أجواء قاسية
وصف محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني، الوضع في غزة بأنه "مأساوي بكل المقاييس"، مؤكدًا أن عشرات الآلاف من الفلسطينيين يعيشون في العراء دون مأوى أو مقومات حياة بعد أن دُمّرت منازلهم جراء القصف الإسرائيلي.
وتزداد خطورة الوضع مع تعرض القطاع لعدة منخفضات جوية، حيث يشكل البرد القارس والأمطار الغزيرة تهديدًا مباشرًا لحياة الآلاف الذين يعيشون في الخيام أو المنازل المتضررة غير الصالحة للسكن.
2. انهيار الخدمات الطبية ونقص الوقود
- تعاني المستشفيات في غزة من نقص حاد في الوقود، مما يهدد بتوقف الخدمات الصحية الحرجة.
- انقطاع الكهرباء المستمر يؤثر على تشغيل أجهزة العناية المركزة والحاضنات، مما يعرض حياة المرضى للخطر.
- نقص الأدوية والمستلزمات الطبية يحدّ من قدرة الفرق الطبية على تقديم الرعاية اللازمة للجرحى والمرضى.
3. تكدس الأنقاض وعدم وجود معدات للإنقاذ
رغم الحاجة الملحّة لإزالة الأنقاض وانتشال العالقين تحت الركام، فإن إسرائيل تعرقل دخول المعدات الثقيلة، ما يجعل عمليات الإنقاذ بطيئة وصعبة للغاية، ويزيد من عدد الضحايا المفقودين تحت الأنقاض.
اتفاق وقف إطلاق النار: مراحل التنفيذ والتحديات
بدأ تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بتاريخ 19 يناير 2024، وهو اتفاق تم التفاوض عليه بوساطة مصر وقطر وبدعم من الولايات المتحدة، ويتضمن ثلاث مراحل:
1️⃣ المرحلة الأولى (42 يومًا):
- وقف إطلاق النار بشكل كامل.
- بدء إدخال المساعدات الإنسانية.
- إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح رهائن لدى حماس.
- التفاوض على بدء المرحلة الثانية.
2️⃣ المرحلة الثانية (42 يومًا):
- مناقشة الملفات السياسية المتعلقة بمستقبل غزة.
- بحث وضع حكومة جديدة لإدارة القطاع.
- استمرار إدخال المساعدات وإعادة بناء بعض المرافق.
3️⃣ المرحلة الثالثة (42 يومًا):
- استكمال الاتفاق النهائي بشأن مستقبل غزة.
- انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية.
- بدء إعادة الإعمار بشكل موسع.
لكن حتى الآن، تواجه المرحلة الأولى عقبات كبيرة بسبب العراقيل الإسرائيلية التي تحول دون تنفيذها بالشكل المتفق عليه.
لماذا تعطل إسرائيل إدخال المساعدات؟
1. الضغط السياسي والمساومة
- تستخدم حكومة الاحتلال المساعدات كـ ورقة ضغط سياسية على المقاومة الفلسطينية والمجتمع الدولي.
- تحاول فرض شروط إضافية قبل تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.
2. تقويض الدعم الشعبي لحماس
- تسعى إسرائيل إلى تأزيم الوضع الإنساني في غزة لإضعاف الدعم الشعبي لحركة حماس، على أمل أن يؤدي ذلك إلى ضغط داخلي على المقاومة.
3. منع إعادة الإعمار بسرعة
- استمرار الأزمة الإنسانية يبطئ أي جهود لإعادة بناء غزة، وهو ما يخدم الأهداف الإسرائيلية بمنع استعادة القطاع لاستقراره سريعًا.
ردود الفعل الدولية حول الوضع في غزة
1. الأمم المتحدة: المساعدات غير كافية
رغم دخول أكثر من 10,000 شاحنة مساعدات، أكد مسؤولو الأمم المتحدة أن هذه الكمية غير كافية إطلاقًا لتغطية احتياجات السكان في ظل الدمار الكبير.
2. الاتحاد الأوروبي يدعو إسرائيل إلى احترام التزاماتها
دعت المفوضية الأوروبية حكومة الاحتلال إلى الالتزام ببنود اتفاق وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات دون عراقيل.
3. مصر وقطر: تسريع إدخال المساعدات ضرورة إنسانية
- طالبت مصر وقطر، كوسيطتين رئيسيتين في الاتفاق، بضرورة الإسراع في إدخال الوقود والمستلزمات الطبية لتخفيف المعاناة عن سكان القطاع.
- كما أعربتا عن قلقهما من التباطؤ الإسرائيلي المتعمد في تنفيذ المسار الإنساني.
ما هي السيناريوهات المقبلة؟
1. استمرار الضغط الدولي على إسرائيل
- من المتوقع أن يزداد الضغط الدولي على حكومة الاحتلال للسماح بإدخال المزيد من المساعدات، خصوصًا مع تفاقم الأزمة الإنسانية.
2. تصعيد فلسطيني في حال استمرار العراقيل
- قد تؤدي المماطلات الإسرائيلية إلى توتر الأوضاع مجددًا، وربما يؤدي ذلك إلى تصعيد جديد من قبل المقاومة الفلسطينية إذا لم تلتزم إسرائيل ببنود الاتفاق.
3. إمكانية تعديل شروط وقف إطلاق النار
- قد تلجأ الوساطات الدولية إلى تعديلات في الاتفاق، مثل إدخال مراقبين دوليين لضمان التزام الطرفين، أو فرض إجراءات أكثر صرامة على إسرائيل لمنع تعطيل المساعدات.
معاناة مستمرة رغم اتفاق وقف إطلاق النار
على الرغم من دخول 10,000 شاحنة مساعدات إلى غزة منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير، فإن الأوضاع الإنسانية لا تزال كارثية، بسبب التأخير الإسرائيلي المتعمد في إدخال الإمدادات الحيوية.
🔹 حماس تتهم إسرائيل بالمماطلة في تنفيذ المسار الإنساني.
🔹 الدفاع المدني يؤكد أن آلاف النازحين يعيشون في العراء وسط ظروف قاسية.
🔹 الاحتلال يعرقل دخول الوقود والمعدات الثقيلة لإنقاذ الضحايا تحت الأنقاض.
🔹 الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي يطالبان إسرائيل بالالتزام بالاتفاق.