.webp)
تحقيقات مستمرة في حادث التصادم الجوي المروع بواشنطن
بينما يسابق المحققون الزمن لفك لغز الحادث الجوي الكارثي الذي وقع في واشنطن، إثر اصطدام طائرة ركاب تابعة لشركة "أميركان إيرلاينز" بمروحية عسكرية من طراز "بلاك هوك" تابعة للجيش الأميركي، بدأت تتكشف بعض التفاصيل الجديدة حول اللحظات الأخيرة للطاقم وأحد طياري الطائرة المنكوبة.
المكالمة الأخيرة قبل الكارثة
في تطور مثير، كشف أحد أقرباء قائد الطائرة، الطيار جوناثان كامبوس، عن آخر مكالمة هاتفية أجراها معه قبل دقائق من إقلاع الرحلة المشؤومة.
وقال عم الطيار الراحل، جون لين، لصحيفة "ديلي ميل"، إن كامبوس كان متحمسًا لقضاء عطلة مع عائلته في رحلة بحرية، وكان يتطلع إلى الاستمتاع بوقته بعيدًا عن ضغوط العمل.
وأضاف العم الحزين: "كان في قمة سعادته.. تحدثنا لمدة 10 دقائق قبل صعوده إلى الطائرة، كان ينتظر إجازته بفارغ الصبر. كان متحمسًا جدًا للانضمام إلى عائلته في رحلة بحرية على متن سفينة "أيقونة البحار" الأسبوع المقبل".
كما أشار إلى أن أفراد العائلة كانوا يخططون للسفر إلى فلوريدا للقاء كامبوس والانطلاق معه في الرحلة البحرية، قائلاً: "كان من المفترض أن تكون مناسبة احتفالية كبيرة، لكن الأمور انقلبت رأسًا على عقب".
حلم الطيران منذ الطفولة
من جانبها، كشفت عمته، بيفيرلي لين، أن كامبوس كان يحلم بأن يصبح طيارًا منذ نعومة أظافره. وقالت لصحيفة "نيويورك تايمز": "كان يعشق الطيران منذ أن كان في الثالثة من عمره.. كان يركض في أرجاء المنزل ويحرك يديه كأنه طائرة تحلق في السماء".
كما أكدت أن شغفه بالطيران دفعه لمتابعة دراسته في جامعة إمبري-ريدل للطيران في فلوريدا، حيث تخرج عام 2015 متخصصًا في علوم الطيران.
حطام الطائرة وعملية انتشال الجثث
في هذه الأثناء، يواصل المحققون عمليات البحث في موقع الحادث الذي أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متن الطائرتين، حيث بلغ عدد الضحايا 67 شخصًا، بينهم 7 من أفراد طاقم "أميركان إيرلاينز" و3 جنود من طاقم المروحية العسكرية.
وحتى الآن، تم انتشال أكثر من 40 جثة، فيما تستمر عمليات البحث وسط صعوبة في الوصول إلى بعض أجزاء الحطام، لا سيما أن الطائرتين سقطتا في منطقة نهرية قرب العاصمة واشنطن.
أسوأ كارثة جوية منذ ربع قرن
يُعد هذا الحادث أسوأ كارثة جوية في الولايات المتحدة منذ نحو 25 عامًا، مما دفع السلطات إلى فتح تحقيق شامل للكشف عن ملابسات التصادم وأسبابه المحتملة.
وفي حين لم تعلن هيئة الطيران الفيدرالية أو المجلس الوطني لسلامة النقل عن نتائج أولية بعد، يرفض المحققون التكهن بأسباب الاصطدام قبل الانتهاء من جمع الأدلة وتحليل بيانات الصندوقين الأسودين للطائرتين.
.webp)
التساؤلات حول أسباب الحادث
تشير بعض التكهنات الأولية إلى احتمال وجود خطأ في التنسيق بين المراقبة الجوية والطائرتين، أو خلل فني تسبب في فشل تفادي الاصطدام.
لكن مسؤولين في إدارة الطيران الفيدرالية أكدوا أن التحقيق سيشمل مراجعة سجل الصيانة للطائرتين، وتحليل سجلات التواصل بين الطيارين وبرج المراقبة، إضافة إلى دراسة ظروف الطقس في وقت الحادث.
إجراءات مشددة في المطارات
على خلفية الحادث، أصدرت إدارة الطيران الفيدرالية تعليمات لجميع شركات الطيران بمراجعة بروتوكولات الطيران المدني والعسكري لتجنب تكرار مثل هذه الكوارث مستقبلاً.
كما شددت وزارة النقل الأميركية على ضرورة تحسين أنظمة المراقبة الجوية، وتعزيز التدريب للطيارين المدنيين والعسكريين على التعامل مع حالات الطوارئ وتجنب الاصطدامات الجوية.
عائلات الضحايا تطالب بالإجابات
في غضون ذلك، عبّرت عائلات الضحايا عن صدمتها الكبيرة وحزنها العميق لفقدان أحبائهم في هذه الكارثة.
وقالت إحدى قريبات الطيار الراحل كامبوس: "نريد إجابات واضحة.. كيف يمكن أن يحدث مثل هذا التصادم في أجواء تخضع لرقابة صارمة؟".
كما دعا أقارب الضحايا إلى تسريع التحقيقات لمعرفة المسؤولين عن الكارثة، وتعويض الأسر المتضررة، خصوصًا أن بعض الركاب كانوا يسافرون لحضور مناسبات عائلية أو رحلات عمل.
التحقيقات مستمرة والنتائج المنتظرة
لا تزال التحقيقات جارية، ومن المتوقع أن تستغرق أسابيع وربما أشهر قبل إعلان النتائج النهائية حول أسباب الحادث والمسؤولين عنه.
في حين يبقى السؤال الأهم: كيف يمكن منع وقوع حوادث مماثلة في المستقبل، وضمان سلامة الملاحة الجوية في الولايات المتحدة والعالم؟