الذكاء الاصطناعي: ثورة العصر الحديث وتأثيراته المستقبلية

ثورة الذكاء الاصطناعي: شات جي بي تي وديب سيك في مواجهة مفتوحة؟

منذ إطلاق ChatGPT في نوفمبر 2022، أحدث هذا النموذج المتقدم طفرة غير مسبوقة في عالم الذكاء الاصطناعي، حيث تم تدريبه باستخدام تقنيات التعلم المراقب والتعليم المدعوم ليصبح أحد أكثر أنظمة الذكاء الاصطناعي تفاعلاً مع المستخدمين. ومع صعود المنافسين، بات التساؤل مطروحًا: من هو الأفضل بين هؤلاء العمالقة؟

ديب سيك.. المنافس الجديد يدخل السباق

شهد الأسبوع الماضي انطلاقة قوية للذكاء الاصطناعي الصيني DeepSeek، والذي زعمت الشركة المطورة له أنه يتمتع بقدرات تفوق النماذج الحالية التي تقدمها الشركات الأميركية الكبرى مثل OpenAI، كما يتميز بأنه أقل تكلفة من منافسيه.

في ظل هذا التطور، قررت "العربية.نت" اختبار ردود فعل شات جي بي تي إزاء هذا التحدي الجديد، وسألته عن رأيه في المقارنة بينه وبين DeepSeek.

رد دبلوماسي من ChatGPT

عند طرح السؤال حول أي التطبيقين هو الأفضل، جاء الرد من شات جي بي تي غاية في الدبلوماسية، إذ أجاب:

"أنا وDeepSeek نخدم أغراضًا مماثلة من خلال المساعدة في الحصول على المعلومات، ولكن قد نتعامل مع الأمور بشكل مختلف قليلًا."

وأضاف:

"لقد تم تصميمي للمشاركة في المحادثة وتقديم شرح تفصيلي والمساعدة في مجموعة متنوعة من المهام بطريقة أكثر طبيعية، بينما قد يتمتع DeepSeek بنقاط قوة في مهام محددة متعلقة بالبحث أو معالجة البيانات المتخصصة."

واختتم إجابته بالقول:

"معرفة احتياجات المستخدم ستساعده في تحديد النموذج الأفضل له."

اتهامات باستخدام تقنيات OpenAI

بالتزامن مع صعود DeepSeek، أثيرت العديد من التساؤلات حول كيفية تطويره السريع، ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة فاينانشيال تايمز، فقد وجدت OpenAI أدلة تشير إلى أن DeepSeek قد استخدم نماذجها الخاصة في تدريبه، وهو ما قد يمثل انتهاكًا لحقوق الملكية الفكرية.

وأكدت OpenAI أنها رصدت ما يسمى بعملية "التقطير"، وهو أسلوب يشتبه في أنه قد استخدم لاستخلاص المعرفة من أنظمتها، الأمر الذي أثار مخاوف حول الاستخدام غير القانوني لبيانات نماذج الذكاء الاصطناعي.

ديب سيك.. هل يصبح المنافس الأشرس لـ OpenAI؟

في ظل تصاعد المنافسة بين أميركا والصين في مجال التكنولوجيا، برز DeepSeek كأحد التهديدات المحتملة لهيمنة OpenAI.

• انتشار سريع: رغم أنها شركة ناشئة ذات استثمارات محدودة، استطاعت DeepSeek تحقيق نجاح مذهل في وقت قياسي.
• تكاليف منخفضة: تقدم DeepSeek خدماتها بتكلفة أقل بكثير من منافسيها، مما يجعلها أكثر جاذبية للأسواق الناشئة.
• تحدي للهيمنة الأميركية: مع اقترابها غير المتوقع من منافسة عمالقة الذكاء الاصطناعي العالميين، قد تسهم DeepSeek في إعادة تشكيل خارطة الهيمنة التقنية، وهو ما يثير مخاوف لدى الولايات المتحدة من صعود قوة تكنولوجية جديدة في الصين.

ماذا بعد؟

بينما تتصاعد المنافسة بين ChatGPT وDeepSeek، يبقى السؤال الأهم: هل يستطيع DeepSeek مواصلة تحدي العمالقة، أم أن التهديدات القانونية واتهامات سرقة التقنيات ستؤثر على مسيرته؟

في جميع الأحوال، يبدو أن معركة الذكاء الاصطناعي بين الشرق والغرب قد بدأت بالفعل، وسيكون للمستخدمين القرار النهائي في اختيار التطبيق الأكثر كفاءة وفائدة لهم.

تعديل المقال