.jpg)
تقرير "أوكسفام": تضخم ثروات المليارديرات وظهور تريليونيرات خلال العقد المقبل
شهدت ثروات المليارديرات حول العالم قفزة هائلة خلال عام 2024، حيث زادت بوتيرة غير مسبوقة مدفوعة بالميراث والاحتكارات والعلاقات القوية. في تقريرها السنوي عن عدم المساواة، كشفت منظمة "أوكسفام" الخيرية عن أرقام مذهلة حول التفاوت الاقتصادي العالمي، متوقعة ظهور خمسة تريليونيرات بحلول عام 2035.
تضخم ثروات الأغنياء
وفقًا لتقرير "أوكسفام"، ارتفعت الثروة الإجمالية لأغنى أغنياء العالم من 13 تريليون دولار إلى 15 تريليون دولار خلال عام واحد فقط، مما يمثل ثاني أكبر زيادة سنوية في ثرواتهم منذ بدء تسجيل البيانات. هذه الزيادة تسلط الضوء على الفجوة المتزايدة بين الأثرياء وبقية سكان العالم.
الأرقام الرئيسية:
- 1% من سكان العالم يملكون حوالي 45% من إجمالي الثروة العالمية.
- 44% من البشر يعيشون تحت خط الفقر المحدد بـ6.85 دولار يوميًا.
- على الرغم من هذا التفاوت، لم يتغير عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع منذ عام 1990.
توقعات بظهور تريليونيرات
مع تسارع معدل تراكم الثروات، توقعت "أوكسفام" ظهور خمسة تريليونيرات على الأقل بحلول عام 2035. ومن بين المرشحين الأوائل، يأتي الملياردير إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا"، الذي قد يصبح أول تريليونير في العالم بحلول عام 2027. تبلغ ثروة ماسك حاليًا حوالي 440 مليار دولار، وفقًا لمؤشر "بلومبيرغ للمليارديرات".
مرشحون آخرون للتريليونيرية:
- جيف بيزوس: مؤسس شركة "أمازون" ورائد التجارة الإلكترونية.
- برنارد أرنو: رئيس مجموعة "LVMH" المسيطر على سوق السلع الفاخرة عالميًا.
- بيل غيتس: مؤسس "مايكروسوفت" ورائد العمل الخيري.
- وارن بافيت: المستثمر الأسطوري ورئيس شركة "بيركشاير هاثاواي".
"الثروات غير المستحقة"
يركز تقرير "أوكسفام" على مفهوم "الثروات غير المستحقة"، مشيرًا إلى أن:
- 60% من ثروات المليارديرات تأتي من الميراث أو النفوذ السياسي والاحتكارات.
- يُطلق على العديد من المليارديرات لقب "صُنّاع أنفسهم"، لكن الواقع يشير إلى أنهم ورثة ثروات ضخمة تراكمت عبر أجيال.
أميتاب بهار، المدير التنفيذي لمنظمة "أوكسفام"، أشار إلى أن تزايد هذه الثروات يكرس ظهور طبقة أرستقراطية جديدة، حيث تظل الثروة مركزة في أيدي قلة، مما يقوض مبدأ العدالة الاجتماعية.
التحذيرات والدعوات للإصلاح
في خطاب وداعي للرئيس الأميركي جو بايدن، حذر من ظهور "أوليغارشية" جديدة تتشكل في الولايات المتحدة، حيث تصبح الثروة والقوة محتكرة في أيدي القلة. وأكد بايدن أهمية ضمان أن يدفع الأثرياء نصيبهم العادل من الضرائب.
فجوة الدخل بين الأغنياء والفقراء
دعت "أوكسفام" إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لمعالجة التفاوت الاقتصادي، بما في ذلك:
- ضمان توازن الدخل: ينبغي أن تكون دخول أغنى 10% من السكان ليست أعلى من دخول أفقر 40%.
- تعديل القوانين الاقتصادية: تفكيك الاحتكارات وتشديد الرقابة على الشركات الكبرى.
- إصلاح النظام الضريبي العالمي: فرض ضرائب عادلة على الميراث والثروات الكبرى.
تأثير عدم المساواة على التنمية
يشير التقرير إلى أن الأموال التي تتدفق إلى جيوب المليارديرات تأتي على حساب الاستثمارات الحيوية في قطاعات مثل:
- التعليم: قلة الاستثمارات تؤدي إلى تراجع جودة التعليم، مما يضعف الفرص المتكافئة.
- الرعاية الصحية: تؤدي الفجوة الاقتصادية إلى عدم توفير الرعاية الصحية للفئات الأقل حظًا.
أوضح بهار أن هذا الوضع لا يضر فقط بالاقتصاد العالمي، بل أيضًا بالبشرية جمعاء، حيث يتم تجاهل احتياجات ملايين الأشخاص لصالح القلة.
المرشحون الأبرز لتريليونيرية
إيلون ماسك
الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" و"سبيس إكس"، يُعتبر المرشح الأول ليصبح أول تريليونير في العالم بفضل ابتكاراته في مجالات السيارات الكهربائية والفضاء.
جيف بيزوس
رائد التجارة الإلكترونية، يستفيد من الهيمنة العالمية لشركة "أمازون" في الأسواق الرقمية.
برنارد أرنو
بفضل إمبراطورية "LVMH"، يتحكم أرنو في سوق المنتجات الفاخرة عالميًا، مع توسعات ملحوظة في الأسواق الناشئة.
بيل غيتس
على الرغم من تراجعه في ترتيب الأثرياء، يظل غيتس شخصية بارزة بفضل استثماراته وأعماله الخيرية.
وارن بافيت
معروف بأنه أحد أنجح المستثمرين في العالم، يواصل بافيت جني الأرباح من استثماراته طويلة الأمد.
دعوات لتغيير النظام الاقتصادي
تدعو "أوكسفام" الحكومات إلى تبني سياسات جذرية تهدف إلى:
- إعادة توزيع الثروة: وضع سياسات ضريبية تضمن مساهمة الأغنياء بشكل عادل في الاقتصاد.
- تعزيز العدالة الاجتماعية: توفير فرص متساوية للجميع بغض النظر عن الخلفية الاقتصادية.
- تعزيز الرقابة: فرض قوانين أكثر صرامة على الاحتكارات والنفوذ السياسي.
نظرة مستقبلية
مع استمرار تراكم الثروات بوتيرة سريعة، تتزايد الحاجة إلى إصلاحات اقتصادية شاملة لمعالجة التفاوت العالمي. يظل السؤال المطروح: كيف يمكن للحكومات والمجتمعات تحقيق توازن عادل بين نمو الاقتصاد وحقوق الإنسان؟
بينما يستمر الأغنياء في جمع الثروات بوتيرة غير مسبوقة، يبقى ملايين الأشخاص يعانون من الفقر وعدم المساواة. تقرير "أوكسفام" يُعد دعوة قوية لاتخاذ إجراءات فورية لمعالجة التفاوتات الاقتصادية وبناء مستقبل أكثر عدلاً واستدامة.