
بعد أيام من الإعلان المثير للجدل حول تطوير صمامات قلب طبيعية تدوم مدى الحياة، وصف جراح القلب العالمي السير مجدي يعقوب هذا الإنجاز بأنه هدية كبيرة للإنسانية، تقدم حلولاً ثورية للمرضى حول العالم. وقد أوضح خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "الحكاية" على قناة MBC مصر مساء الاثنين، العديد من التفاصيل المتعلقة بالصمامات الجديدة وموعد طرحها في الأسواق.
لا حاجة لجراحة قلب مفتوح
أكد البروفيسور يعقوب أن الصمامات الطبيعية الجديدة لا تتطلب إجراء عملية جراحية معقدة أو فتح الصدر لزراعتها. بدلاً من ذلك، يمكن إدخالها بسهولة باستخدام القسطرة نظرًا لحجمها الصغير، مما يجعلها خيارًا أقل خطورة وأكثر راحة للمرضى. وأشار إلى أن هذه التقنية ستسهم في تحسين نوعية الحياة للعديد من المرضى حول العالم.
وأضاف يعقوب أن التجارب الأولية على الحيوانات أثبتت فعالية كبيرة لهذه الصمامات، حيث تعمل على جذب خلايا الجسم المحيطة وتتكامل معها، مما يجعلها جزءًا حيًا من الجسم. هذه الخصائص المذهلة تجعل الصمام قادراً على العمل بشكل طبيعي تمامًا كصمامات القلب الأصلية. وأعلن أن التجارب البشرية ستبدأ خلال عام ونصف على أقصى تقدير، وبعد نجاحها، سيتم تقديم الطلب للحصول على موافقة الهيئات الطبية العالمية.
تنمو مع الأطفال وتقلل الحاجة للجراحات المتكررة
من أهم المزايا التي تحدث عنها السير يعقوب هي قدرة الصمامات الجديدة على النمو مع الأطفال الذين يعانون من عيوب خلقية في القلب. وأوضح أن الأطفال المصابين عادة يحتاجون إلى عمليات جراحية متعددة لاستبدال الصمامات مع نمو أجسامهم، لكن الصمامات الطبيعية الجديدة ستنمو بشكل طبيعي داخل أجسامهم، مما يقلل الحاجة إلى تكرار التدخلات الجراحية.
وأوضح يعقوب أن هذه الصمامات مصنوعة من مادة "بي سي إل" (PCL) التي صُممت بطرق مبتكرة لتسمح للخلايا بالتكامل معها بسهولة. وأكد أن هذه المادة أكثر كفاءة مقارنة بالصمامات الصناعية التقليدية، مما يجعلها خيارًا واعدًا لتحسين جودة حياة المرضى.
التصنيع في دول متعددة بما في ذلك مصر
صرّح يعقوب بأن عملية التصنيع ستتم في عدة دول بعد الحصول على الموافقات الطبية العالمية. وأوضح أن معامل الأبحاث الخاصة به في المملكة المتحدة ستبدأ الإنتاج، إضافة إلى شراكات محتملة مع مصانع في ألمانيا وهولندا. وأعرب عن أمله في أن يتم تصنيع هذه الصمامات في مصر إذا توفرت البنية التحتية والإمكانيات اللازمة لدعم هذا المشروع الطموح.
وأشار إلى أنه من المتوقع أن تكون الصمامات متاحة تجاريًا بعد ثلاث سنوات من الآن، مما يمنح الأمل للمرضى في جميع أنحاء العالم الذين يحتاجون إلى حلول مستدامة لمشكلات القلب.

سقالة مؤقتة تتحول إلى صمام حي
يقود السير مجدي يعقوب فريقًا بحثيًا عالميًا يعمل على هذه التقنية المتطورة. وأوضح أن الصمامات الجديدة تعتمد على ألياف تعمل كسقالات مؤقتة تُزرع داخل الجسم. هذه السقالات تدعم الخلايا وتساعدها على النمو في موقع الصمام. وبمرور الوقت، تتحلل السقالات تدريجيًا، تاركة صمامًا حيًا يتكون بالكامل من أنسجة المريض نفسه.
هذه التقنية الفريدة تتيح تفادي العيوب المتعددة للصمامات المتاحة حاليًا، والتي غالبًا ما تتطلب استبدالًا دوريًا بسبب التآكل أو عدم التوافق مع الجسم. كما أنها تقلل من الحاجة إلى الأدوية المضادة للتخثر التي تُستخدم عادة مع الصمامات الميكانيكية.
تحسين جودة الحياة بشكل جذري
اختتم يعقوب حديثه بالتأكيد على أن هذا الاكتشاف سيكون له تأثير كبير على حياة المرضى، حيث سيخفف عنهم المعاناة الناتجة عن العمليات الجراحية المتكررة والأدوية المكلفة. كما سيمنح الأطفال فرصة للنمو بشكل طبيعي دون الخضوع لمزيد من التدخلات الجراحية. وأعرب عن تفاؤله بمستقبل هذا المشروع الذي يساهم في إعادة تعريف الرعاية القلبية حول العالم.