لوس أنجلوس كأنها منطقة حرب.. وسكانها يبكون على أطلال منازلهم المحروقة


 تُظهر صور جوية لبعض الأحياء ومنها باسيفيك باليساديس وألتادينا منازل محترقة بالكامل

بدأ سكان لوس أنجلوس، الذين أجبرتهم حرائق الغابات الهائلة على مغادرة منازلهم، في العودة بحذر إلى أحيائهم، لكنهم وجدوا مشاهد مدمرة ومنازل تحولت إلى رماد. تأتي هذه العودة بعد أيام من الإجلاء القسري، حيث كانت آمالهم معلقة على إمكانية نجاة ممتلكاتهم من النيران، إلا أن الكثيرين وجدوا أنفسهم أمام أطلال وذكريات أحرقتها الكارثة.

تُعد هذه الحرائق واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي اجتاحت ولاية كاليفورنيا، حيث أودت بحياة ما لا يقل عن 10 أشخاص منذ اندلاعها يوم الجمعة الماضي. كما تسببت في تدمير كلي أو جزئي لأكثر من 10,000 مبنى، وفقاً للسلطات. وأظهرت الصور الجوية لمنطقتي باسيفيك باليساديس وألتادينا مناظر مرعبة لمنازل محترقة بالكامل، وكأنها ساحات حرب.

ورغم أن بعض الناجين عبروا عن امتنانهم لنجاتهم، فإن آخرين كانوا غارقين في الحزن والدموع لفقدان منازلهم ومستقبلهم الذي بات غامضاً. في أحد أحياء باليساديس، حيث دُمرت 60 منزلاً بالكامل، نجا فقط ستة منازل من الكارثة. من بين هؤلاء المتضررين كان ريك ماكجيج، الذي وجد نفسه أمام مشهد مذهل: تمثال للسيدة مريم العذراء ما زال قائماً وسط الرماد في مزرعته. قال ماكجيج: "إنها نعمة لا تصدق في وقت عصيب للغاية"، مشيراً إلى أن التمثال كان من بين القليل مما تبقى من منزله الذي انتقل إليه مع أسرته عام 1998.

روى ماكجيج لحظات الرعب التي عاشها يوم الثلاثاء عندما كان يمشي مع كلبه بالقرب من متنزه ويل روجرز الحكومي. عند رؤيته سحباً بيضاء، أدرك أنها دخان وهرع عائداً إلى منزله ليحزم ما استطاع حمله قبل أن يفر مع زوجته. في وقت لاحق، جلسا يشاهدان من خلال كاميرات المراقبة كيف التهمت النيران منزل الجيران قبل أن تنقطع الكاميرات مع وصول اللهب إلى منزلهما. وأضاف ماكجيج: "نشعر بالحزن الشديد، لكننا ممتنون لأننا ما زلنا معاً".

خسائر اقتصادية فادحة

على الجانب المالي، شهدت أسواق الأسهم الأميركية تراجعاً في أسهم شركات التأمين يوم الجمعة. قدّر محللون أن خسائر حرائق الغابات المشمولة بالتأمين قد تصل إلى 20 مليار دولار، مما يجعلها واحدة من أعلى الكوارث تكلفة في تاريخ كاليفورنيا. وأشارت تقديرات بنك "جيه بي مورغان" إلى تضاعف حجم الخسائر إلى أكثر من 20 مليار دولار، فيما توقع بنك "ويلز فارجو" أن تتجاوز الخسائر الإجمالية 60 مليار دولار.

ساعد هدوء الرياح العاتية التي أججت الحرائق طواقم الإطفاء على إحراز تقدم في السيطرة على النيران، إلا أن خبراء الأرصاد حذروا من احتمالية عودة الرياح القوية مع بداية الأسبوع، مما يهدد باندلاع مزيد من الحرائق. وبينما تواصل فرق الإنقاذ جهودها، يقف الناجون أمام مشهد مليء بالتحديات، ينتظرون بصيص أمل للبدء من جديد في ظل خسائر بشرية ومالية هائلة.

تعليقات