.jpg)
تأثير العمل من المنزل على النشاط البدني: دراسة تكشف الحقائق الصحية
في ظل تزايد الاعتماد على العمل من المنزل خلال السنوات الأخيرة، بدأت الأبحاث العلمية في تحليل التأثيرات الصحية لهذا النمط من العمل. كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة كامبريدج أن العاملين من المنزل يفقدون نسبة مهمة من نشاطهم البدني مقارنة بأولئك الذين يعملون في المكاتب أو أماكن العمل الأخرى.
الدراسة التي شملت 128 شخصًا يعملون من المنزل وأكثر من 3000 شخص يعملون في مكاتب، أظهرت أن الذهاب إلى العمل يوميًا يؤدي إلى زيادة النشاط البدني المعتدل، مثل المشي وركوب الدراجات، بمعدل 28 دقيقة يوميًا. على الجانب الآخر، فقد العاملون من المنزل ما يقارب 32 دقيقة يوميًا من النشاط البدني المعتدل، مما يعادل 16 دقيقة من الحركة الفعلية.
كيف يؤثر العمل من المنزل على النشاط البدني؟
1. فقدان الحركة أثناء التنقل
أحد الأسباب الرئيسية لانخفاض النشاط البدني لدى العاملين من المنزل هو عدم الحاجة للتنقل اليومي، والذي يوفر فرصًا طبيعية للحركة مثل:
- المشي من وإلى محطة المواصلات.
- ركوب الدراجات للوصول إلى مكان العمل.
- التحرك داخل بيئة العمل أثناء الاجتماعات أو التفاعل مع الزملاء.
2. قلة النشاط البدني خلال اليوم
يؤدي البقاء في المنزل إلى تقليل الحركة العفوية، حيث تقل الأنشطة التالية:
- المشي داخل المكاتب أو بين الأقسام المختلفة.
- استخدام السلالم بدلاً من المصاعد.
- التفاعل الاجتماعي الذي يتطلب التنقل.
3. تأثير الوظيفة على مستوى النشاط
وجد الباحثون أن الزيادة في النشاط البدني كانت أكثر وضوحًا بين العاملين في المهن شبه الروتينية مثل سائقي الحافلات والحلاقين، والمهن الروتينية مثل عمال النظافة والنوادل. كما لاحظت الدراسة أن العاملين في الوظائف الفنية يمارسون نشاطًا بدنيًا أكثر مقارنة بأقرانهم في المكاتب.
أما العاملون في المناصب الإدارية والمهنية، فلم يلاحظ لديهم تغييرات كبيرة في مستوى النشاط البدني، سواء كانوا يعملون من المنزل أو من المكتب.
تصريحات الباحثين: أهمية النشاط البدني طوال الحياة
أكدت إلينور وينبيني، المؤلفة الرئيسية للدراسة، على أهمية الحفاظ على النشاط البدني لتعزيز الصحة العامة. وقالت:
"يجب على العاملين من المنزل التفكير في دمج النشاط البدني في يومهم، مثل المشي قبل أو بعد العمل أو خلال استراحة الغداء."
كيف يمكن للعاملين من المنزل تعويض فقدان النشاط البدني؟
إذا كنت تعمل من المنزل، فمن المهم تعويض الحركة المفقودة للحفاظ على صحة القلب واللياقة البدنية. إليك بعض الطرق الفعالة لزيادة النشاط اليومي:
1. تخصيص وقت للمشي يوميًا
- يمكن تخصيص 10-15 دقيقة صباحًا للمشي قبل بدء العمل.
- المشي بعد الظهر أو في المساء يساعد على الحفاظ على النشاط البدني.
- استخدام الهاتف أثناء المشي بدلاً من الجلوس عند التحدث.
2. ممارسة التمارين الخفيفة خلال اليوم
- يمكن ممارسة تمارين التمدد أو القرفصاء أثناء فترات الراحة.
- استخدام كرسي غير متحرك لتشجيع الجسم على الحركة.
- الوقوف والعمل بدلاً من الجلوس لفترات طويلة.
3. إعداد بيئة عمل تدعم النشاط البدني
- استخدام المكاتب القابلة للوقوف لتغيير وضعية الجلوس والوقوف خلال اليوم.
- وضع الطابعة أو المستلزمات بعيدًا عن المكتب لإجبار نفسك على التحرك.
- الاستفادة من تمارين قصيرة مثل تمارين التنفس العميق وتمديد العضلات أثناء العمل.
4. اعتماد وسائل نقل نشطة عند الخروج
- إذا كان الخروج ضروريًا، يفضل المشي بدلاً من استخدام السيارة لمسافات قصيرة.
- اختيار السلالم بدلاً من المصاعد عند التنقل بين الطوابق.
5. دمج الأنشطة البدنية في جدول العمل
- ضبط منبه كل ساعة لتذكيرك بالتحرك.
- ممارسة تمارين بسيطة بين الاجتماعات الافتراضية.
- تحديد وقت لممارسة الرياضة المنتظمة مثل الجري أو تمارين اللياقة.
لماذا يعتبر النشاط البدني مهمًا للصحة؟
تظهر العديد من الدراسات أن قلة النشاط البدني يمكن أن تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة، مثل:
✅ أمراض القلب: قلة الحركة تزيد من احتمالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب.
✅ السمنة: عدم الحركة يؤدي إلى تقليل معدل الحرق وزيادة الوزن.
✅ آلام الظهر والمفاصل: الجلوس لفترات طويلة يؤدي إلى ضعف العضلات وآلام الظهر.
✅ التوتر والاكتئاب: الرياضة تعزز إفراز هرمونات السعادة وتحسن المزاج.
مقارنة بين العمل من المنزل والعمل من المكتب
العامل | العمل من المنزل | العمل من المكتب |
---|---|---|
النشاط البدني اليومي | منخفض | مرتفع |
فرص الحركة والتفاعل الاجتماعي | أقل | أكثر |
احتمال زيادة الوزن | مرتفع | منخفض نسبيًا |
التعرض لأشعة الشمس والهواء الطلق | محدود | متاح أثناء التنقل |
راحة الجلوس وتنوع الحركة | أقل | أكثر |
هل يمكن العمل من المنزل دون فقدان اللياقة البدنية؟
✅ نعم، إذا تم اتخاذ تدابير لتعزيز النشاط البدني. يمكن للعاملين من المنزل تحقيق ذلك من خلال اتباع استراتيجيات بسيطة للحفاظ على الحركة خلال اليوم.
✅ التوازن بين الراحة والنشاط ضروري، حيث يمكن أن يكون العمل من المنزل مريحًا لكنه قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية إذا لم يتم تعويض الحركة المفقودة.
✅ التخطيط لجدول يومي يتضمن النشاط البدني يمكن أن يساعد في الحفاظ على الصحة دون الحاجة إلى تغيير نمط العمل بالكامل.
كشفت دراسة جامعة كامبريدج أن العمل من المنزل يقلل من النشاط البدني اليومي، حيث يفقد الموظفون 16 دقيقة من الحركة مقارنة بمن يعملون في المكاتب. لتجنب التأثيرات السلبية، ينصح الخبراء بدمج النشاط البدني في الروتين اليومي، مثل المشي، التمارين الخفيفة، واستخدام مكاتب قابلة للوقوف.
يبقى الحفاظ على التوازن بين الراحة والحركة ضروريًا، حيث يمكن من خلال تغييرات بسيطة تحسين الصحة العامة والوقاية من المشكلات المرتبطة بقلة النشاط. إذا كنت تعمل من المنزل، فابدأ اليوم في إضافة بعض النشاط البدني إلى يومك للحفاظ على لياقتك وصحتك.