الاتحاد الأوروبي: سنسهل إخراج الجرحى من قطاع غزة


 الاتحاد الأوروبي يستأنف مهمته في معبر رفح تمهيدًا لإعادة فتحه

مع اقتراب موعد إعادة فتح معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر، يوم السبت، أكد المتحدث باسم السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، أنور العنوني، أن بعثة الاتحاد الأوروبي قد استأنفت عملها في المعبر، مشيرًا إلى أن دورها الأساسي يتمثل في تسهيل نقل الجرحى الفلسطينيين من القطاع.

عودة أوروبية بطلب من الأطراف المعنية

وأضاف العنوني، في تصريحات لـ"العربية/الحدث"، أن وجود الاتحاد الأوروبي في معبر رفح جاء بناءً على دعوة مشتركة من السلطة الفلسطينية ومصر وإسرائيل. كما أوضح أن الفريق الأوروبي سيضطلع بمهام الإشراف والمراقبة على المعبر، مشددًا على أن مهمته ذات طبيعة مدنية ولا تشمل أي دور أمني أو عسكري.

استئناف المهمة الأوروبية لمراقبة المعبر

وكانت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، قد أعلنت في وقت سابق من يوم الجمعة، أن التكتل الأوروبي قرر استئناف مهمته المدنية لمراقبة المعبر الحدودي بين غزة ومصر، والذي يمثل نقطة عبور رئيسية لسكان القطاع الفلسطيني.

وقالت كالاس، في تغريدة نشرتها عبر حسابها على منصة "إكس"، إن "بعثة الاتحاد المدنيّة تنتشر اليوم عند معبر رفح بناءً على طلب الفلسطينيين والإسرائيليين، وستعمل على دعم الموظفين الفلسطينيين على الحدود، إلى جانب تسهيل نقل المرضى والمصابين إلى خارج غزة لتلقي العلاج."

إدارة جديدة لمعبر رفح

بالتزامن مع الإعلان الأوروبي، أوضح مسؤولون فلسطينيون ومسؤولون في حركة حماس، أن إدارة المعبر ستخضع حاليًا لإشراف أعضاء من السلطة الفلسطينية، بمشاركة مراقبين أوروبيين لضمان سير العمل وفق التفاهمات الجديدة.

مهمة أوروبية معلقة منذ 2007

يُذكر أن بعثة المراقبة الأوروبية كانت قد تولت الإشراف على معبر رفح لأول مرة في عام 2005، ضمن اتفاق تم التوصل إليه بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل والاتحاد الأوروبي. إلا أن مهمتها توقفت في يونيو 2007 بعد أن سيطرت حركة حماس على قطاع غزة، مما أدى إلى تغيير الواقع السياسي والأمني في المنطقة وتعليق معظم أشكال التعاون الدولي بشأن إدارة المعبر.

دور أوروبي في دعم التهدئة

وفي تصريحات سابقة، أشارت كالاس إلى وجود توافق واسع بين وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، على أن استئناف بعثة المساعدة الحدودية التابعة للاتحاد يمكن أن يسهم في دعم اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، والمساعدة في تحقيق استقرار أكبر على الحدود بين غزة ومصر.

معبر رفح.. شريان الحياة لسكان غزة

ويُعد معبر رفح الحدودي المنفذ الرئيسي لسكان قطاع غزة إلى العالم الخارجي، في ظل القيود التي تفرضها إسرائيل على المعابر الأخرى. وتأتي إعادة فتحه في ظل الحاجة الملحة لنقل المصابين والمرضى الفلسطينيين لتلقي العلاج خارج القطاع، بالإضافة إلى تخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي يعاني منها السكان بسبب النزاع المستمر.

إسرائيل تراقب بحذر

في المقابل، تتابع إسرائيل المستجدات المتعلقة بإعادة تشغيل معبر رفح بحذر، حيث أشارت مصادر إسرائيلية إلى أن تل أبيب لا تزال ترى في المعبر ورقة ضغط مهمة خلال المفاوضات مع حركة حماس. وتخشى إسرائيل أن تسهم إعادة فتح المعبر دون رقابة مشددة في تمكين الحركة من تعزيز وجودها العسكري في القطاع.

خطوة أولى نحو التهدئة؟

يبقى السؤال المطروح هو ما إذا كان استئناف بعثة الاتحاد الأوروبي في معبر رفح يمثل خطوة أولى نحو استقرار طويل الأمد، أم أنه مجرد إجراء مؤقت في إطار تفاهمات المرحلة الحالية. ومع استمرار المفاوضات حول اتفاقيات التهدئة والمساعدات الإنسانية، يظل مستقبل معبر رفح ودوره في مستقبل غزة محل ترقب إقليمي ودولي.

تعليقات