وفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، تتسبب مشاكل الجهاز التنفسي في وفاة حوالي 650 ألف شخص سنويًا.
.jpg)
فيروس الإنفلونزا يُعتبر كائنًا ذكيًا وقادرًا على التحور إلى سلالات متعددة، مما يُمكّنه من التغلب على المناعة البشرية والانتقال بين الأنواع. هذا الفيروس موجود في جميع أنحاء العالم، ويتسبب سنويًا في وفاة مئات الآلاف نتيجة الإنفلونزا الموسمية.
في حلقة من برنامج "العلوم في خمس"، الذي تقدمه فيسميتا غوبتا سميث وتبثه منظمة الصحة العالمية عبر منصاتها الرسمية، ناقشت الدكتورة شوشانا غولدين، المسؤولة في وحدة الطوارئ بالمنظمة، الجهود التي يبذلها الخبراء وعلماء الصحة العامة لحماية البشر من هذا الفيروس المتغير باستمرار.
وصفت الدكتورة شوشانا غولدين فيروس الإنفلونزا بأنه كائن معقد ودائم التغير، مما يجعل مواجهته تحديًا مستمرًا. وأشارت إلى أن اللقاح يُعد الأداة الأكثر فعالية للحماية من حالات الإنفلونزا الشديدة، المرض، والوفيات الناتجة عنها. كما أوضحت أن هذا التغير المستمر للفيروس يفرض سباقًا مستمرًا بين تطوره وتحديث اللقاحات لضمان فعاليتها.
شبكة عالمية لحماية الصحة
أوضحت الدكتورة شوشانا غولدين أن منظمة الصحة العالمية طورت على مدار السبعين عامًا الماضية شبكة عالمية متقدمة لمراقبة تطور فيروس الإنفلونزا. هذه الشبكة، التي تُعرف بالنظام العالمي لمراقبة الإنفلونزا والاستجابة لها، تضم أكثر من 150 مختبرًا في 130 دولة. وتقوم هذه المختبرات بجمع عينات من الفيروس، وتحليل السلالات المنتشرة، ومشاركة البيانات مع المنظمة.
تقوم منظمة الصحة العالمية مرتين سنويًا بعقد اجتماعات مع خبراء عالميين لتحليل هذه المعلومات، وتحديد السلالات الأكثر انتشارًا لتضمينها في اللقاح المقبل، مما يضمن تحديثه لمواكبة تطور الفيروس.
خطورة الإنفلونزا الموسمية
أكدت الدكتورة غولدين أن الإنفلونزا الموسمية ليست مرضًا بسيطًا، بل تتسبب في نحو خمسة ملايين حالة دخول إلى المستشفى سنويًا، وتؤدي إلى حوالي 650 ألف وفاة نتيجة لمشاكل الجهاز التنفسي.
الفئات الأكثر عرضة للإصابة
شددت غولدين على ضرورة تطعيم الفئات الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات شديدة أو الوفاة بسبب الإنفلونزا، وهم:
- كبار السن.
- النساء الحوامل.
- الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل مشاكل القلب، الرئة، السكري، السمنة، أو ضعف المناعة الناتج عن أمراض مثل السرطان أو فيروس نقص المناعة البشرية.
- العاملون في مجال الرعاية الصحية نظرًا لتعرضهم المستمر للفيروس.
سلامة اللقاح
طمأنت غولدين الجمهور بشأن أمان لقاح الإنفلونزا، مشيرة إلى أنه يُستخدم بأمان منذ أكثر من 70 عامًا حول العالم، مع ما يقرب من مليار جرعة تُستخدم سنويًا. اللقاح مناسب لجميع الأعمار بدءًا من 6 أشهر، ويجب تناوله سنويًا.
أهمية التوقيت
أكدت غولدين أن الحصول على اللقاح لم يفت أوانه، مشيرة إلى أن موسم الإنفلونزا يستمر عدة أشهر، وأن اللقاح يحتاج إلى أسبوعين ليبدأ في توفير الحماية الكاملة. لذا يُنصح بالتطعيم في أقرب وقت ممكن لحماية الأفراد خلال فترة الذروة.
الرسالة الأهم: الإنفلونزا الموسمية ليست مجرد مرض عابر، بل تحدٍ صحي عالمي يتطلب تعاونًا مستمرًا، واللقاح هو الحصن الأساسي لحماية الأرواح.