طالبات يبتكرن لعبة "كبسة" لتجسيد التراث الثقافي في السعودية

لعبة كبسة، التراث السعودي، الثقافة السعودية، الأطباق التقليدية، ألعاب تفاعلية، جامعة جازان، الموروث الثقافي، السياحة الإلكترونية، ألعاب تعليمية، المطبخ السعودي.

**مشروع "لعبة كبسة": رحلة تفاعلية عبر التراث السعودي**

في خطوة مبتكرة تعكس الأصالة والهوية الثقافية، قدمت مجموعة من طالبات جامعة جازان مشروع "لعبة كبسة"، التي تهدف إلى تجسيد التراث السعودي من خلال الأطباق التقليدية التي تمثل ثقافة كل منطقة. هذه اللعبة ليست مجرد وسيلة للترفيه فحسب، بل هي تجربة تفاعلية تأخذ اللاعبين في جولة لاستكشاف غنى وتنوع الثقافة السعودية.

يُظهر هذا المشروع الفريد كيف يمكن دمج التعليم والترفيه بطريقة مبتكرة، ليُعرض التراث السعودي بطرق جذابة تلائم مختلف الفئات العمرية. من خلال هذه اللعبة، يأخذ اللاعبون دور الرحالة الذين يكتشفون الأطعمة التقليدية المميزة في مختلف المناطق السعودية. وتهدف الطالبات من خلال هذه اللعبة إلى تقديم التراث الثقافي بطريقة عصرية، بحيث تجمع بين الحوافز التفاعلية والتعلمية، مما يجعلها تجربة غير تقليدية.

على الرغم من أن "لعبة كبسة" لا تزال في مراحلها الأولية، حيث لا تزال الرسومات والأفكار قيد التنفيذ، إلا أن شغف الطالبات وإبداعهن في تطوير اللعبة يجعلهن يسعين إلى تحويلها إلى تجربة تفاعلية متكاملة ومؤثرة. وقد لاقى المشروع استحسانًا كبيرًا في ملتقى رياديون، حيث فازت الطالبات بالمركز الرابع بفضل العرض المذهل والتصاميم المبتكرة التي عرضنها.

**الفكرة الأساسية للعبة كبسة**

الطالبات اللواتي قدمن المشروع هن: رزان عتين، مها مرعي، منار خرمي، مجد المسعودي، وهديل العامري، ورهف قحطاني. في حديث خاص لـ"العربية.نت"، كشفت الطالبة رزان عن الفكرة الأساسية وراء تصميم "لعبة كبسة"، وكيف تعكس التراث السعودي. تقول رزان: "بدأت فكرة كبسة من شغفنا بالتراث السعودي ورغبتنا في تقديمه بأسلوب مبتكر، يجمع بين التعليم والترفيه باستخدام التقنيات الحديثة. أردنا تصميم لعبة تركز على الأطعمة التقليدية التراثية لكل منطقة، لإبراز جمال ثقافتنا بطريقة ممتعة، وكأنها سياحة إلكترونية داخل اللعبة. 'كبسة' لا تعني فقط وجبة واحدة، بل هي مدخل لعالم متنوع من الأطباق التي تمثل إرث كل منطقة."

ولم تكن الفكرة نابعة من مجرد حب للتراث، بل كانت أيضًا استجابة لواقع الحياة الرقمية التي يشهدها العالم اليوم. فمع الانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية، بات من الممكن استخدام هذه الوسيلة للتعريف بالثقافات المختلفة بطريقة تفاعلية وممتعة. هذا التوجه يعكس تطورًا كبيرًا في كيفية استخدام التقنيات الحديثة لتقديم التراث الثقافي، حيث أصبحت الألعاب أداة تعليمية فعّالة لتمكين الأجيال الجديدة من التعرف على ثقافتها وتاريخها.

لعبة كبسة، التراث السعودي، الثقافة السعودية، الأطباق التقليدية، ألعاب تفاعلية، جامعة جازان، الموروث الثقافي، السياحة الإلكترونية، ألعاب تعليمية، المطبخ السعودي.

**اختيار الأطباق والتراث الثقافي**

يعد اختيار الأطباق التي سيتم تضمينها في اللعبة جزءًا مهمًا من المشروع، وقد تم بناء هذا الاختيار على أبحاث دقيقة استندت إلى المكتبة الثقافية لهيئة الفنون والطهي. وقد قامت الطالبات بدراسة تقاليد المطبخ السعودي في مختلف المناطق، وعكفوا على تحليل كل طبق من الأطباق التراثية لمعرفة القصة التي تحمله والرمزية التي يعكسها.

كل طبق تم اختياره يعكس هوية المنطقة وتقاليدها المميزة. على سبيل المثال، قد تحتوي اللعبة على أطباق مثل "المندي" و"الجريش" من مناطق معينة، بينما يتم تضمين "المطازيز" و"الكبسة" من مناطق أخرى. وتساعد هذه الأطباق اللاعبين على اكتشاف التنوع الكبير في المطبخ السعودي، حيث أن كل منطقة تتميز بمذاقات وأطعمة مختلفة تعكس تاريخها وجغرافيتها.

من أبرز التحديات التي واجهت الفريق كان إيجاد التوازن بين التعليم والترفيه، إضافة إلى تصميم اللعبة بشكل بسيط وجذاب يناسب مختلف الأعمار. كما أن اللعبة لم تُطلق بنسختها الكاملة بعد، وهي ما تزال في مراحلها الأولية، مما يجعل الفريق يسعى للحصول على دعم من الجهات الحاضنة والممولة للمشروع. وقد أشاروا إلى أن الدعم التقني والأكاديمي الذي تلقوه من جامعة جازان كان له دور كبير في تجاوز العديد من التحديات التقنية.

**تعزيز الوعي الثقافي من خلال الألعاب**

في حديثها عن فائدة اللعبة في تعزيز الوعي الثقافي، أكدت رزان أن "كبسة" لا تقتصر فقط على تقديم الأطباق التقليدية، بل تهدف إلى تعريف اللاعبين بثقافة السعودية بشكل عام. فهي تتيح للمستخدمين فرصة التعرف على جوانب من التراث الوطني بطريقة ممتعة، وذلك من خلال مهام داخل اللعبة تتعلق بتحضير الطعام، وفهم طرق الطهي التقليدية، فضلاً عن استكشاف الحرف اليدوية التي تشتهر بها بعض المناطق.

وتأمل الطالبات في أن تساعد اللعبة في تعزيز الفهم الثقافي بين الأجيال الشابة، خصوصًا في ظل التغيرات الاجتماعية السريعة التي تشهدها المملكة. وفي الوقت ذاته، فإنهن يخططن لإضافة العديد من الفعاليات الثقافية داخل اللعبة، مثل الاحتفالات والمناسبات الوطنية مثل اليوم الوطني السعودي. سيكون من الممكن للاعبين في المستقبل المشاركة في الفعاليات داخل اللعبة، مما يمنحهم فرصة لتجربة الأطعمة التراثية التي ترتبط بهذه المناسبات.

وأضافت رزان أن الاستمرار في تطوير اللعبة يعتمد بشكل كبير على الدعم المتواصل. وقالت: "حصولنا على المركز الرابع في ملتقى رياديون كان حافزًا كبيرًا للاستمرار في تطوير اللعبة. نحن نعمل حاليًا على إصدار النسخة الأولى منها، مع إضافة تقنيات جديدة مثل الواقع الافتراضي، بحيث يتمكن اللاعبون من التفاعل مع الأطباق والمناطق بشكل أكثر واقعية."

**ردود الفعل والمستقبل الواعد**

عن ردود الفعل التي حصلن عليها بعد عرض المشروع، قالت رزان: "كانت ردود الفعل مليئة بالدهشة والإعجاب، خاصة فيما يتعلق باسم 'كبسة'. تساءل الكثيرون عن معناه ولماذا تم اختياره. وقد أوضحنا لهم أن 'كبسة' لا تعني أن السعوديين لديهم طبق واحد فقط، بل هي مدخل إلى عالم غني بالأطباق التراثية التي تمثل كل منطقة." وذكرت أن اختيار اسم "كبسة" جاء لأنه يعكس أكثر من مجرد طبق واحد، بل هو رمز للضيافة والمشاركة التي تعتبر جزءًا أساسيًا من الثقافة السعودية.

أشارت رزان إلى أن نجاح العرض كان نتيجة الحماس والإبداع الذي تم إظهاره في تقديم الفكرة، مما جعل الجمهور يتفاعل معها بشكل إيجابي. وأضافت أن الهدف الآن هو نشر اللعبة على نطاق أوسع، والعمل على تطويرها بحيث تتواكب مع أحدث التقنيات في مجال الألعاب الإلكترونية.

**أهمية المشروع على المدى الطويل**

إن مشروع "لعبة كبسة" يفتح آفاقًا جديدة في استخدام الألعاب الإلكترونية كوسيلة للتعليم والترفيه في ذات الوقت. من خلال هذا المشروع، تستطيع الأجيال الجديدة في السعودية والعالم العربي التعرف على التراث السعودي بطريقة ممتعة ومبتكرة. كما أن هذا النوع من المشاريع يعزز من قدرة الشباب السعودي على الابتكار والتفكير بشكل مبدع، ويعكس التوجهات الحديثة نحو دمج التكنولوجيا في الحفاظ على التراث الثقافي.

في المستقبل، قد تكون "لعبة كبسة" نموذجًا يُحتذى به لمشاريع أخرى تسعى للاحتفاظ بالهوية الثقافية من خلال أدوات تكنولوجية حديثة. ومن المتوقع أن تساهم هذه المشاريع في تعزيز الوعي الثقافي لدى الشباب، مع تقديم محتوى يواكب العصر ويصل إلى جمهور أوسع من خلال الألعاب الإلكترونية.  

تعليقات