
أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم يوم الثلاثاء عن إطلاق دوري النخبة السعودي للشباب تحت 21 عامًا بدءًا من الموسم الرياضي 2025-2026، في خطوة تهدف إلى تعزيز تطور كرة القدم السعودية. هذه الخطوة جاءت بعد تقييم تجربة الدوري الرديف الذي استمر لمدة موسمين وحقق نجاحًا في زيادة دقائق اللعب الفعلية للاعبين الشباب.
يُعتبر دوري النخبة مرحلة حيوية في مسار تطوير اللاعبين السعوديين من الناشئين إلى المحترفين، إذ يوفر فرصة أكبر لاكتشاف المواهب المحلية وتحسين جاهزيتهم للانتقال إلى الفرق الأولى. سيشارك في الدوري 24 فريقًا، وستُقسم البطولة إلى مرحلتين: مرحلة المجموعات بنظام الذهاب والإياب، تليها الأدوار الإقصائية بنظام خروج المغلوب.
على الصعيد الدولي، تختلف أنظمة المسابقات السنية في أبرز الدوريات الأوروبية الكبرى. تقدم هذه المسابقات تجربة تنافسية للاعبين الشباب وتساعد في تشكيل الجيل القادم من نجوم كرة القدم:
- **الدوري الإنجليزي تحت 21 عامًا**: بدأ هذا الدوري في موسم 2016-2017 بهدف محاكاة مستوى تنافسية الفرق الأولى، حيث لا يُسمح بمشاركة اللاعبين الذين يتجاوز عمرهم 21 عامًا.
- **الدوري الإسباني تحت 19 عامًا**: يُعرف بالدوري الوطني للشباب ويشمل الأندية الكبيرة مثل ريال مدريد وبرشلونة. تشارك فرق الأكاديميات في الدرجات الأدنى، لكن لا يُسمح لها بالتأهل إلى الدرجة الأولى طالما أن الفريق الأول يلعب هناك.

- **الدوري الألماني تحت 19 عامًا**: تأسس هذا الدوري عام 2003 ويضم 58 فريقًا يتم توزيعهم وفقًا للأقاليم المختلفة.
- **الدوري الفرنسي تحت 19 عامًا**: تم إطلاقه عام 2009، ويضم 56 فريقًا موزعين على أربع مجموعات وفقًا للتوزيع الجغرافي.
- **الدوري الإيطالي تحت 20 عامًا**: يُعرف باسم "كامبيوناتو بريمافيرا 1" وتم إطلاقه في موسم 2017-2018. بدأ بمشاركة 16 فريقًا تحت 19 عامًا، وتم لاحقًا رفع الحد العمري وتوسيع عدد الفرق إلى 20.
هذه التجارب الدولية تقدم نماذج مفيدة يمكن للاتحاد السعودي الاستفادة منها في تطوير دوري النخبة. يسمح البعض بمشاركة اللاعبين الأجانب لتعزيز التنافسية، وهي نقطة مهمة لتحسين جودة الأداء وتطوير مستوى اللاعبين المحليين.
يُتوقع أن يحقق دوري النخبة السعودي تحت 21 عامًا نقلة نوعية في كرة القدم السعودية، حيث سيوفر منصة للاحتكاك بالمستويات العليا في بيئة تنافسية. هذا سيسهم في رفع جودة اللاعبين وزيادة جاهزيتهم للمنافسات المحلية والدولية. كما يعزز استدامة تطوير المواهب ويُسهم في تلبية احتياجات الأندية للجيل القادم من اللاعبين.
وتعد هذه المبادرة جزءًا من استراتيجية طويلة الأمد للاتحاد السعودي لكرة القدم، تهدف إلى تعزيز دور الفئات السنية في بناء مستقبل مشرق لكرة القدم الوطنية. كما أنها تأتي في سياق الجهود الحثيثة لتطوير نظام المسابقات المحلي بما يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية. ستشهد المواسم القادمة تحديات وفرصًا جديدة في ظل التغيرات الطموحة التي يسعى إليها الاتحاد.