
تقرير "أوكسفام": الأغنياء يزدادون غنى بينما يعاني الفقراء من الفقر المدقع
يشير تقرير جديد صادر عن مؤسسة "أوكسفام" إلى تزايد فجوة الثروة بشكل غير مسبوق خلال عام 2024، حيث تضاعفت ثروات الأغنياء إلى مستويات قياسية، بينما يعيش عدد كبير من سكان العالم في حالة من الفقر المدقع. وأوضحت الدراسة أن أغنى 1% من سكان العالم استحوذوا على النصيب الأكبر من المكاسب، مما يثير تساؤلات حول العدالة في توزيع الثروة.
تزايد الثروات: حقائق مدهشة
كشف التقرير عن تضاعف ثروات الأغنياء ثلاث مرات خلال عام 2024 فقط. بل الأكثر إثارة للدهشة أن أغنى 10 رجال في العالم، حتى إذا خسروا 99% من ثرواتهم، سيظلون مليارديرات. ومن بين الحقائق الصادمة التي وردت في التقرير:
-
زيادة يومية بملايين الدولارات:
نمت ثروة كل فرد من أغنى 10 رجال بما يعادل 100 مليون دولار يوميًا في المتوسط. -
ثروات غير قابلة للتخيل:
إذا ادخر شخص 1000 دولار يوميًا منذ بداية البشرية قبل 315 ألف عام، فلن يتمكن من الوصول إلى ثروة أحد أغنى 10 مليارديرات. -
ارتفاع ثروة أصحاب المليارات:
شهد عام 2024 زيادة إجمالية بلغت 2 تريليون دولار في ثروات أصحاب المليارات، بينما ظهر 204 مليارديرات جدد بمعدل يقارب 4 مليارديرات في الأسبوع. -
توقع ظهور تريليونيرات:
خلال العقد القادم، من المتوقع أن يظهر 5 أشخاص بثروة تتجاوز التريليون دولار، يتصدرهم إيلون ماسك.
الثروات المركزة: الأغنياء يسيطرون
بحسب التقرير:
- أغنى 1% من سكان العالم يمتلكون 45% من إجمالي الثروة.
- هجرة الثروات من الجنوب إلى الشمال: يتم تحويل حوالي 30 مليون دولار كل ساعة من دول الجنوب العالمي إلى جيوب أغنى 1% من السكان.
الفقر العالمي: الوجه الآخر للعملة
على النقيض من ذلك، يعاني الفقراء في العالم من أوضاع مزرية:
- 3.6 مليار شخص، أي نحو 44% من سكان العالم، يعيشون في فقر.
- نساء العالم الأكثر تضررًا: واحدة من كل عشر نساء تعيش بأقل من 2.15 دولار في اليوم.
الاستعمار والثروات التاريخية
أوضح التقرير أن التفاوت في الثروة ليس وليد اليوم، بل يمتد إلى قرون من الاستغلال والاستعمار. كمثال، أظهرت البيانات أن المملكة المتحدة استخرجت من الهند خلال فترة استعمارها حوالي 64.82 تريليون دولار، ذهب نصفها تقريبًا إلى أغنى 10% من السكان البريطانيين. هذه الثروة تعادل تغطية مدينة لندن أربع مرات بأوراق نقدية من فئة 50 جنيهًا إسترلينيًا.
10 حقائق صادمة عن الثروة العالمية
إليكم أبرز الحقائق التي قدمها التقرير:
-
100 مليون دولار يوميًا:
زيادة يومية في ثروة أغنى عشرة رجال خلال عام 2024. -
ثروات فوق الخيال:
حتى مع ادخار مستمر منذ بدء البشرية، لن تصل ثروات الأفراد إلى مستوى ثروة أحد أغنى 10 مليارديرات. -
استمرار الثراء بعد خسائر هائلة:
حتى لو فقد أحد أغنى 10 مليارديرات 99% من ثروته، سيظل مليارديرًا. -
زيادة ثروة أصحاب المليارات:
ارتفع إجمالي ثرواتهم بمقدار 2 تريليون دولار خلال العام. -
مليارديرات جدد:
ظهور 204 مليارديرات جدد في 2024، بمعدل 4 مليارديرات في الأسبوع. -
الهيمنة على الثروات:
أغنى 1% يمتلكون 45% من إجمالي الثروة العالمية. -
مأساة الفقر:
أكثر من 3.6 مليار شخص يعيشون في فقر يمثلون 44% من سكان العالم. -
هجرة الثروات:
يتم تحويل 30 مليون دولار من الثروات كل ساعة من الجنوب العالمي إلى أغنى 1%. -
ظهور التريليونيرات:
من المتوقع أن يظهر 5 أشخاص بثروة تفوق التريليون دولار خلال العقد المقبل. -
الفقر المدقع للنساء:
واحدة من كل عشر نساء تعيش بأقل من 2.15 دولار يوميًا.
أسباب التفاوت في الثروات
أشار التقرير إلى عدة عوامل تسهم في تركيز الثروات لدى فئة محدودة من السكان:
-
سياسات الاحتكار والمحسوبية:
تدعم الحكومات بشكل غير مباشر تركيز الثروة من خلال تسهيل احتكارات الأعمال الكبرى. -
الضرائب غير العادلة:
التفاوت في أنظمة الضرائب يجعل الأثرياء يدفعون نسبًا أقل من الفقراء. -
الاستغلال الاقتصادي:
الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة تتسع باستمرار بسبب سياسات تجارية غير متكافئة.
حلول مقترحة لتقليل الفجوة
قدمت "أوكسفام" عدة توصيات لتحقيق توزيع أكثر عدالة للثروة:
-
إصلاح أنظمة الضرائب:
فرض ضرائب تصاعدية على الأثرياء لضمان مساهمتهم بشكل أكبر في التنمية الاجتماعية. -
الاستثمار في الخدمات الأساسية:
زيادة الإنفاق على التعليم، والرعاية الصحية، والبنية التحتية في الدول النامية. -
مكافحة الاحتكار:
تعزيز قوانين المنافسة لضمان تكافؤ الفرص في الأسواق. -
دعم النساء اقتصاديًا:
تحسين وصول النساء إلى التعليم والعمل لتحسين أوضاعهن الاقتصادية.
تقرير "أوكسفام" يعكس التحديات الكبيرة التي تواجه العالم في مجال العدالة الاقتصادية، حيث يتزايد الثراء لدى فئة محدودة من السكان بينما يعاني الملايين من الفقر المدقع. لتحقيق توازن أكبر، يتطلب الأمر سياسات شاملة لإعادة توزيع الثروة والاستثمار في رفاهية الجميع، بما يضمن مستقبلًا أكثر عدالة واستدامة.