.jpg)
شهد عام 2024 طفرة في الابتكارات الطبية والعلمية التي تقدم حلولًا مبتكرة لعلاج الأمراض المزمنة والوراثية، مما يفتح آفاقًا جديدة لملايين المرضى حول العالم. من استخدام الخلايا الجذعية لاستعادة الرؤية إلى تقنيات الجيل القادم لتحرير الجينات، نستعرض في هذا المقال خمسة إنجازات طبية بارزة تحمل وعودًا كبيرة للمستقبل.
1. إعادة الرؤية باستخدام الخلايا الجذعية.webp)
.webp)
الطبقات الرقيقة من الخلايا التي تغطي القرنية، وهي الطبقة الخارجية للعين، غالبًا ما تتضرر بسبب الحروق، الالتهابات، أو الأمراض الالتهابية، مما يؤدي إلى فقدان البصر أو العمى في الحالات الشديدة. تُعرف هذه الحالة باسم نقص الخلايا الجذعية الظهارية القرنية. تاريخيًا، فشلت معظم محاولات زراعة القرنية بسبب رفض الجهاز المناعي.
لكن في تجربة سريرية رائدة أُجريت في اليابان بقيادة البروفيسور كوهغي نيشيدا من جامعة أوساكا، تم استخدام خلايا جذعية معاد برمجتها لاستعادة الرؤية لدى أربعة مرضى تتراوح أعمارهم بين 39 و72 عامًا. تم إنشاء هذه الخلايا باستخدام خلايا جذعية محفزة متعددة القدرات مأخوذة من دم الحبل السري. أظهرت النتائج تحسنًا دائمًا في رؤية المرضى، واستمرت الفوائد حتى بعد أربع إلى خمس سنوات من المتابعة. هذه الخطوة تقدم أملًا كبيرًا لعلاج حالات فقدان البصر المرتبطة بنقص الخلايا الجذعية.
2. تطورات مذهلة في المبايض الاصطناعية
يعاني حوالي 13.4% من النساء بين 15 و49 عامًا من ضعف الخصوبة، وفقًا للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC). تشمل الأسباب متلازمة المبيض المتعدد الكيسات، بطانة الرحم المهاجرة، وتأثير بعض الأدوية. على مدى سنوات، سعى العلماء إلى تطوير مبايض اصطناعية لمعالجة هذه المشكلة.
في عام 2024، حقق علماء من جامعة ميشيغان تقدمًا كبيرًا من خلال إنشاء "أطلس خلوي" لتكوين البويضات البشرية. باستخدام تقنيات متقدمة لرسم الخرائط الجينية والخلوية، درس العلماء كيفية تطور جريبات المبيض خلال مراحل النضج المختلفة. ساعدت هذه الدراسة في تحديد العوامل الأساسية التي تمكن الجريبات من النضج بشكل صحيح، مما يمهد الطريق لتطوير مبايض اصطناعية قادرة على إنتاج البويضات. هذه التقنية قد تكون ثورية في علاج العقم لدى النساء.
3. علاج سرطان الدماغ بالخلايا التائية
الورم الأرومي الدبقي هو أحد أكثر أنواع سرطان الدماغ عدوانية، ويبلغ متوسط فترة البقاء على قيد الحياة للمرضى المصابين به بين 15 و18 شهرًا فقط. يعتبر تشخيص هذا النوع من السرطان بمثابة حكم بالإعدام في العديد من الحالات. ومع ذلك، بدأ العلاج بالخلايا التائية CAR T، والذي أحدث ثورة في علاج سرطانات الدم، في تقديم أمل جديد لمرضى الأورام الدماغية.
في عام 2024، أجرت فرق بحثية متعددة، بما في ذلك فريق من جامعة ستانفورد، تجارب ناجحة لحقن خلايا CAR T مباشرة في أدمغة المرضى. أظهرت التجارب التي شملت أطفالًا وبالغين مصابين بالورم الأرومي الدبقي تحسنًا ملحوظًا في النتائج. يُعَد هذا العلاج خطوة هائلة نحو علاج فعال لهذا النوع القاتل من السرطان.
4. تقنيات الجيل القادم لتحرير الجينات
تقنية كريسبر لتحرير الجينات كانت بالفعل ثورية في معالجة الأمراض النادرة الناجمة عن طفرات في جين واحد. لكن في عام 2024، تقدم العلماء خطوة أبعد نحو تقنيات تحرير الجينات من الجيل القادم.
نشر باحثون من معهد آرك ورقة بحثية في دورية "نيتشر" توضح تقنية جديدة تعتمد على جسر الحمض النووي الريبي RNA. هذه التقنية تسمح بإعادة ترتيب الجينات من خلال "القص واللصق"، ما يجعل من الممكن تعديل تسلسل الحمض النووي بشكل دقيق لإدخال أو حذف أو قلب الجينات المعيبة. توفر هذه التقنية إمكانيات هائلة لعلاج مجموعة واسعة من الأمراض الوراثية والمزمنة التي كانت مستعصية في السابق.
5. علاج جيني جديد لصمم الأطفال
يلعب جين أوتوفرلين (OTOF) دورًا أساسيًا في السمع من خلال إنتاج بروتين يتيح نقل الصوت من الأذن إلى الدماغ. يولد عدد قليل من الأطفال حول العالم بطفرة وراثية تؤدي إلى فقدان هذا الجين، مما يسبب صممًا عميقًا.
في عام 2024، نجح فريق بقيادة الجراح جون جيرميلر في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا في إجراء أول علاج جيني لصبي يبلغ من العمر 11 عامًا يعاني من فقدان السمع الوراثي. استخدم الفريق "نهج ناقل مزدوج" لتقسيم الجين إلى جزأين، مما مكنهم من زرعه في خلايا الأذن الداخلية للصبي. بعد أسبوعين من العلاج، بدأ الصبي يسمع الأصوات للمرة الأولى في حياته، بما في ذلك صوت والده والسيارات في الشارع. يمثل هذا العلاج الجيني إنجازًا كبيرًا في علاج فقدان السمع الوراثي.
نظرة مستقبلية
تشير هذه الإنجازات إلى مستقبل مشرق للرعاية الصحية. من استعادة البصر إلى علاج العقم والسرطان، وصولًا إلى استخدام الجينات لعلاج أمراض مستعصية، يبدو أن العالم الطبي يقترب من تحقيق قفزات نوعية في تحسين جودة الحياة. السنوات القادمة قد تشهد المزيد من الابتكارات التي تعيد تعريف ما هو ممكن في الطب الحديث.